الاخبار العاجلةسياسة

22 ألف اختراق.. هكذا تستخدم إسرائيل الطائرات لتحديد أهداف قابلة للتدمير في لبنان

أثارت تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي التكهنات والتساؤلات حول حديثه عن طبيعة الأهداف التي يمكن لتل أبيب مهاجمتها في أي حرب محتملة مع لبنان، خاصة بعد كشفه عن تحديد الآلاف من الأهداف التي دخلت في خطة الهجوم لدى جيش إسرائيل.

ويأتي حديث كوخافي والتهديدات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي بعد أيام قليلة من رصد موقع لبناني متخصص حوالي 22 ألف طلعة جوية إسرائيلية اخترقت المجال الجوي اللبناني منذ عام 2007.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي في المؤتمر الوطني للجبهة الداخلية الأحد الماضي إن الجيش بلور آلاف الأهداف التي سيتم تدميرها في منظومة الصواريخ والقذائف التي يمتلكها “العدو”، مشيرا إلى أن كل الأهداف موجودة في خطة هجوم لاستهداف مقرات القيادة والقذائف الصاروخية والراجمات ومزيد من الأهداف، وكل ذلك سيتم ضربه في دولة لبنان.

ونشر موقع “إير بروزير” (Air Pressure)، المتخصص في رصد الانتهاكات الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني، أن أكثر من 22 ألف جسم إسرائيلي حلّق فوق الأجواء اللبنانية، ما بين طائرات مقاتلة ومسيرات وصواريخ، استغرق بعضها في المتوسط 4 ساعات و35 دقيقة، في بيانات جمعت من عام 2007 حتى 28 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وأكد الموقع أنه رصد أكثر من 22 ألف اختراق جوي إسرائيلي للبنان، مستندا على 243 رسالة وجهها لبنان حول الانتهاكات الإسرائيلية لمجاله الجوي إلى مجلس الأمن الدولي، كما تطرق التقرير للآثار الفيزيولوجية الحادة للضوضاء التي يسببها هدير الطائرات، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم واضطراب النوم وغير ذلك.

اختراقات بالأرقام

وبحسب الموقع، فإن أكبر عدد من الطائرات المقاتلة الإسرائيلية التي دخلت الأجواء اللبنانية في يوم واحد كان 56 طائرة يوم 26 يوليو/تموز 2010، وأعلى عدد من المسيرات التي دخلت الأجواء اللبنانية في يوم واحد كان 92 في الثاني من يوليو/تموز 2008.

كما أن أعلى عدد لطلعات الطائرات التي دخلت لبنان في عام واحد كان في عام 2008 عندما حلقت 3134 مرة فوق لبنان، تلاها 2390 مرة في عام 2010، و2344 مرة في عام 2020.

اقرأ ايضاً
الجيش الكويتي يتسلم الدفعة الثانية من مقاتلات يورو فايتر

وأوضح الباحث والمحقق لورانس أبو حمدان أن مسار الطائرات الإسرائيلية الأكثر شيوعا يدخل عبر الحدود الجنوبية اللبنانية، وخاصة فوق كفركلا، ثم يدور حول جميع مناطق لبنان قبل الخروج من البحر في الناقورة.

وأضاف أبو حمدان في تصريحات لوكالة “سند” للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة، أن مسار المسيرات الأكثر شيوعًا مثل “آي إيه آي هيرون” (IAI Heron) كان أيضا الحدود الجنوبية، ومن ثم التحليق فوق المنطقة الجنوبية بأكملها، قبل الخروج من فوق قرية رميش.

وقال إن الطلعات الجوية الإسرائيلية تغطي دولة لبنان بأكملها، حيث يعتزم الجيش الإسرائيلي استخدام صوت الطائرات والتحليق الكثيف لها لتهديد ومعاقبة لبنان.

وأشار أبو حمدان إلى أن العيش في ظل ضجيج الطائرات القتالية المستمر يعمل على تعزيز التهديدات التي كثيرا ما يطلقها السياسيون والضباط العسكريون الإسرائيليون على غرار أفيف كوخافي، الذي قال إن القصف الجوي وشيك وجاهز.

أهداف الطلعات الجوية

وحول ما إذا كان هناك ارتباط مباشر بين الطلعات الجوية الإسرائيلية المكثفة وبين عملها في تحديد الأهداف التي تطرق إليها أفيف كوخافي، قال العميد والباحث المتخصص في الشؤون العسكرية إلياس حنا إن التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية له عدة أهداف مختلفة ولا ينحصر في عملية تحديد الأهداف فحسب.

وأوضح العميد إلياس حنا في حديث هاتفي مع وكالة “سند”، أن الطلعات الجوية تهدف للمناورة والتمرين، كما أن لها أهدافا نفسية تتمثل في السيطرة الجوية واختبارات الرد وعمليات التنصت والتجسس والاستطلاع.

وقال إن الطائرات تجمع معلومات معينة لصالح قاعدة البيانات، وكل المعلومات تعالج وتتقاطع مع غيرها ذات المصادر المتشعبة، ومن ثم توزع لاحقا للاستعمال، وتدخل في بنك الأهداف بعد التأكد منها.

وأشار حنا إلى أن أهمية بنك الأهداف تتمثل في الأهداف العادية ومراكز الثقل والبنى التحتية والمصانع ومراكز القيادة والتحكم والسيطرة، مثل تلك التي يستخدمها حزب الله اللبناني.

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد عبّر عن رفضه للتهديدات الإسرائيلية على خلفية تصاعد التوتر بين البلدين بشأن ترسيم الحدود البحرية، وقال إن “العدو الإسرائيلي يتصرف خلافا للقوانين والقرارات الدولية”، مؤكدا أنه من غير الوارد التنازل عن حقوق لبنان في استثمار ثروته الغازية والنفطية.

وكانت المفاوضات غير المباشرة قد توقفت إثر رفض إسرائيل الاقتراح اللبناني باعتبار الخط 29 خطا تفاوضيا، ورفض الجانب اللبناني للخط الإسرائيلي رقم 1 و”خط هوف”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى