الاخبار العاجلةسياسة

بعد حادثة الدراجة.. جدل مبكر في واشنطن حول قدرة بايدن على الترشح لانتخابات 2024

واشنطن– أثناء تناولهما طعام الغداء في أحد مطاعم العاصمة الأميركية ردت المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون على سؤال لإدوارد لوس محرر الشؤون الأميركية بصحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) حول إمكانية ترشحها مرة أخرة في السباق الرئاسي لعام 2024 بالقول “لا، غير وارد”.

وأضافت كلينتون “بادئ ذي بدء أتوقع أن يترشح الرئيس جو بايدن، ومن المؤكد أنه ينوي الترشح، سيكون من المزعج والمربك للغاية تحدي ذلك”.

ومع ذلك، فإن حقيقة أن بايدن سيبلغ من العمر 81 عاما في الانتخابات المقبلة هي مصدر قلق متزايد بين الكثير من الديمقراطيين، وتزداد التكهنات حول مصيره مع كل هفوة كلامية أو سقطة جسدية يتعرض لها.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي سقط بايدن عن دراجته الهوائية، وعلى الرغم من نهوضه السريع عن الأرض تجدد النقاش حول قدرته على القيام بمهامه الرئاسية مع اعتلال صحته وتقدم عمره.

ويبلغ عمر بايدن حاليا 79 عاما، وسيصل الـ80 في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وإذا ترشح للانتخابات القادمة وفاز فسيبقى في الحكم حتى بلوغه الـ86.

وقبل 40 عاما دار نقاش واسع حول عمر الرئيس الأسبق رونالد ريغان عندما ترشح للرئاسة عام 1980 وكان عمره يناهز 69 عاما، وبعد 8 سنوات عندما غادر ريغان البيت الأبيض بعد فترة ولاية ثانية مع علامات واضحة على تراجع قدراته العقلية والجسدية كان أصغر سنا من بايدن في اليوم الذي بدأ فيه رئاسته، ولم يسبق لأي مرشح أن ترشح ولم يسبق لأي رئيس أن بدأ مهامه أو واصل أداء مهامه في سن 80 عاما أو أكثر.

ميدان - رونالد ريغان
نقاش واسع دار عندما تم ترشيح رونالد ريغان للرئاسة في 1980 وكان عمره يناهز 69 عاما (غيتي-أرشيف)

وبدأت مظاهر العمر المرتفع لبايدن في الظهور مبكرا خلال حملته الرئاسية، واعترف الكثير من الديمقراطيين بذلك، لكنهم احتشدوا خلفه كونه “المرشح الوحيد القادر على هزيمة دونالد ترامب”.

وبعد أكثر من عام ونصف العام في الحكم ومع الارتفاع التاريخي في نسب التضخم وأسعار البنزين وتراجع نسب الرضا عن أداء بايدن لما دون الـ40% لم يعد يمكن للمؤسسة الديمقراطية تجنب التطرق إلى موضوع مستقبل بايدن وربما البحث عن مرشح بديل للانتخابات القادمة.

نعم أعتزم الترشح لانتخابات 2024

في عام 2019 روجت حملة بايدن للناخبين في الانتخابات التمهيدية باعتباره “شخصية انتقالية” هدفها الرئيسي هو الإطاحة بترامب ثم تمهيد الطريق لوجه ديمقراطي أكثر شبابا، لكن يبدو أن بايدن لن يحافظ على هذا الوعد.

وقال البيت الأبيض مرارا إن بايدن يعتزم الترشح لإعادة انتخابه، ويتوقع على نطاق واسع أن يتم الإعلان عن ذلك رسميا بعد انتخابات التجديد النصفي التي ستُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

ويدرك الكثير من المسؤولين الديمقراطيين صعوبة إقناع بايدن بعدم الترشح بسبب ارتفاع عمره، والخوف من اعتبار ذلك تربصا بالمسنين، في الوقت الذين يعدون كتلة تصويتية مهمة جدا لحسم أي سباق انتخابي.

من ناحية أخرى، يسيطر المسنون على مفاصل الحزب الديمقراطي، وتبلغ رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي 82 عاما، ويليها في ترتيبية الحزب النائب ستيني هوير البالغ 82 عاما أيضا، ثم النائب جيم كلاريبون 81 عاما، في حين تبلغ السيناتورة ديان فاينشتاين 89 عاما.

U.S. House of Representatives votes on Trump impeachment on Capitol Hill in Washington
المسنون يسيطرون على مفاصل الحزب الديمقراطي ومنهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي تبلغ 82 عاما (رويترز)

سجل بايدن السيئ

ويثير انخفاض معدلات التأييد لبايدن وتعثر أجندته التشريعية تساؤلات حول ما إذا كان الديمقراطيون سيكونون أفضل حالا في عام 2024 مع مرشح آخر.

اقرأ ايضاً
«الوزراء السعودي» يؤكد على تجسيد مكانة المملكة ودورها الإقليمي والدولي

وساهمت الهفوات التي يرتكبها بايدن من حين لآخر في لفت الانتباه السلبي لتراجع قدراته خاصة عند إدلائه بتعليقات عفوية حول قضايا سياسية مهمة، وهو ما يضطر معه مساعدوه بعد ذلك إلى التراجع عنها كما كان الحال بعد أن قال في مارس/آذار الماضي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا يمكنه البقاء في السلطة”، أو ما ذكره من أن بلاده “ستخوض حربا ضد الصين إذا أقدمت على غزو تايوان”.

من ناحية أخرى، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) في مارس/آذار الماضي أن ما يقارب نصف الناخبين وثلث الديمقراطيين لا يعتقدون أن بايدن سيترشح مرة أخرى، حيث أشار الكثيرون إلى أن عمره هو الحجة الرئيسية ضده للترشح.

ووجد استطلاع آخر للرأي أجراه موقع “ياهو نيوز” (Yahoo News) الأسبوع الماضي أن 40% من ناخبي بايدن لعام 2020 قالوا إنه لا ينبغي أن يترشح مرة أخرى، وذلك مقارنة بـ37% قالوا إن عليه الترشح.

وجاء استطلاع لجامعة كوينيبياك أجري في مايو/أيار الماضي محبطا لفريق بايدن، إذ كانت أرقام التأييد الأسوأ له خلال رئاسته، حيث وافق 33% فقط من الأميركيين على أدائه الوظيفي مقارنة بـ54% ممن لا يوافقون على ذلك.

U.S. President Joe Biden signs an executive order to reform federal and local policing on the second anniversary of the death of George Floyd, in Washington
إذا ترشح بايدن للانتخابات القادمة وفاز فسيبقى في الحكم حتى بلوغه الـ86 (رويترز)

لا.. لا تترشح

خدم انتشار وتفشي فيروس كوفيد-19 بايدن في عدم اضطراره لخوض حملة رئاسية تتطلب الكثير من المؤتمرات الانتخابية خلال انتخابات 2020، ومع تراجع انتشار الفيروس سيتعين عليه أن يقود حملة انتخابية تقليدية عام 2024 تتطلب الظهور يوميا في فعالية أو أكثر، وهو ما يبدو غير قادر عليه مع تقدم عمره.

ومن ناحية أخرى، يتوقع على نطاق واسع أن يخسر حزب الرئيس بايدن الديمقراطي أغلبيته في الكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، ومن شأن ذلك أن يبقي بايدن كالبطة العرجاء في النصف الثاني من ولايته.

ومن هنا يدق بعض الديمقراطيين ذوي الوزن الثقيل مثل ديفيد أكسلرود كبير الإستراتيجيين في عهد الرئيس باراك أوباما ناقوس الخطر بشأن ما يمكن أن يحدث إذا صمم بايدن على الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024.

وقال أكسلرود لصحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) إن “الرئاسة مهمة مرهقة بشكل رهيب، والحقيقة الصارخة هي أن الرئيس سيكون أقرب إلى 90 عاما منها إلى 80 في نهاية فترة ولاية ثانية، وستكون هذه قضية رئيسية”.

ويقف خلف أكسلرود عدد كبير من الديمقراطيين الممتنين لفوز بايدن على الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2020، لكنهم يرغبون في قيادة شابة لانتخابات عام 2024، لكن هناك صعوبة كبيرة في العثور على البديل.

Kamala Harris bumps fists with Joe Biden after being sworn in as Vice President of the United States during the inauguration on the West Front of the U.S. Capitol in Washington, U.S., January 20, 2021. REUTERS/Jonathan Ernst/Pool
تلقائيا ستقفز نائبة الرئيس كامالا هاريس لشغل منصب الرئيس في حال لم يوفر الحزب الديمقراطي مرشحا بديلا قويا (رويترز)

معضلة غياب البديل القوي

ولا يملك الحزب الديمقراطي أي مرشح بديل من العيار الثقيل، وتقليديا تقفز نائبة الرئيس لشغل هذا الفراغ حال عدم إعادة ترشح الرئيس، إلا أن الوضع أكثر تعقيدا في حالة كامالا هاريس نائبة بايدن، وتشير استطلاعات الرأي الخاصة بها إلى أن أرقامها ليست أفضل من أرقام بايدن المتدنية، ولدى الديمقراطيين شكوك واسعة في قدراتها القيادية.

ويستبعد السيناتور اليساري بيرني ساندرز (80 عاما) للترشح ضد بايدن، لكنه يترك الباب مفتوحا أمام المنافسة في حال تراجع الأخير.

وتتطرق تكهنات الديمقراطيين كذلك إلى إيمي كلوبوشار السيناتورة عن ولاية مينيسوتا، ووزير النقل الحالي بيت بوتيجيج، لكن لا يوجد شخص بارز واضح لانتخابات 2024.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى