الاخبار العاجلةسياسة

عدّوها “دعوة للاستيقاظ”.. حرب نفسية تشنها حماس على إسرائيل لتحريك صفقة التبادل

القدس المحتلة- بالخروج عن صمتها وبث مشاهد مصورة للأسير الإسرائيلي لديها هشام السيد أمس الثلاثاء؛ صعّدت حركة حماس حربها النفسية ضد إسرائيل التي تواجه أزمات داخلية حالت دون إدراج صفقة تبادل جديدة على أجندتها السياسية.

وتخوض المقاومة الفلسطينية في غزة حربا نفسية مع الاحتلال الإسرائيلي؛ فالرسائل التي بعثت بها عبر فيديو الأسير السيد من شأنها أن أن تدفع المجتمع الإسرائيلي للضغط على مستوياته السياسية، خاصة مع وجود 3 أسرى يهود إلى جانب العربي هشام السيد، وبينهم جنديان أسرا خلال العدوان على غزة صيف 2014.

%D9%A2%D9%A2%D9%A2
الجندي في جيش الاحتلال هشام السيد كما وصفته كتائب القسام التي عرضت صورا له وهو في حالة إعياء (مواقع التواصل)

تقليل التداعيات

وفي محاولة للتقليل من تداعيات مشاهد السيد -الذي بدا في حالة إعياء شديدة- على المشهد الإسرائيلي، خاصة أن ذلك تزامن مع حلّ الكنيست الإسرائيلي والتوجه لانتخابات جديدة؛ التزم الوزراء وقادة الأحزاب اليهودية في المعارضة الصمت، ولم يردوا على رواية حماس بشأن تدهور الوضع الصحي للأسير الذي يحمل الهوية الإسرائيلية.

وفي المقابل، سعت الحكومة الإسرائيلية -ممثلة في وزارة الخارجية- إلى التقليل من تداعيات الحرب النفسية التي تخوضها حماس في ملف الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم لمبادلتهم بمئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وعمدت الخارجية الإسرائيلية إلى الترويج في المجتمع الدولي بأن حركة حماس تحتجز مدنيين على نحو يتنافى مع المواثيق الدولية، على حد تعبيرها.

وفي تعليقه على المقطع المصور للسيد، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى توجيه الاتهامات لحركة حماس باحتجاز “مدنيين مضطربين نفسيا ومرضى، خلافا لجميع المواثيق والقوانين الدولية”.

وفي محاولة منه للتقليل من تأثير المشاهد المصورة على الواقع السياسي والخريطة الحزبية الإسرائيلية في الانتخابات البرلمانية التي تقررت نهاية العام، رأى بينيت أن بث مقطع فيديو لأسير مريض يعد “عملا شنيعا ويائسا”، وحمّل حماس المسؤولية عن حالة “المدنييْن الأسيريْن”. في إشارة إلى الإسرائيلي من أصل إثيوبي أبراهام منغستو الأسير لدى حماس أيضا.

وللرد على الإسرائيليين ممن يتهمون الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بتعطيل صفقة التبادل، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “حماس تعطّل أي فرصة للتوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل أسرى”.

وسبق هذه التطورات أن كشفت وسائل إعلام إسرائيلية قبل نحو شهرين النقاب عن أن آخر محاولة جادة للتوصل إلى اتفاقية لتبادل الأسرى -وكانت قريبة جدا من إبرامها- تمت أواخر عام 2018، لكن التقديرات أشارت إلى أن رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو تحفظ وامتنع عن إبرام الصفقة.

دعوة للاستيقاظ

ووفقا للرواية الإسرائيلية، فإن الأسرى الأربعة لدى المقاومة الفلسطينية في غزة هم جنديان تعدّهما إسرائيل مقتولين، وهما هدار غولدن وشاؤول آرون، بالإضافة إلى شخصين مدنيين تعدّهما السلطات الإسرائيلية على قيد الحياة، هما أبراهام منغستو من أصول أثيوبية وهشام السيد من فلسطينيي 48، ويحمل الجنسية الإسرائيلية.

وأسرت عناصر كتائب القسام الجندي آرون في عملية ضد جيش الاحتلال شرقي حي التفاح، وقعت في 20 يوليو/تموز 2014، أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع، في حين أُسر الجندي غولدن في منطقة رفح (جنوبي القطاع) في الأول من أغسطس/آب 2014.

وعلّق المنسق السابق لشؤون الأسرى في الجيش الإسرائيلي موشي طال -على تغريده الناطق بلسان كتائب القسام أبو عبيدة، والمتعلقة بصحة أحد الأسرى الإسرائيليين لدى القسام أمس الثلاثاء- قائلا إن “إعلان حماس عن تدهور في صحة أحد الأسرى هو دعوة للاستيقاظ”.

وردت تصريحات طال صباح الثلاثاء في حديث للإذاعة الإسرائيلية الرسمية (كان)، وعن الرسائل التي تحملها تغريدة أبو عبيدة قال منسق شؤون الأسرى السابق إن “الإعلان غير العادي هو بمثابة سلم يسمح لحماس بالنزول من الشجرة في ما يتعلق بادعائهم أن أحد الجنديين على قيد الحياة”.

وأضاف “منذ 8 سنوات تم احتجاز مدنيين مريضين من دون علاج طبي. وهناك مجموعة كاملة من الأدوات التي يمكن أن تحدد وتقلص عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة المقبلة مقابل الجنود الإسرائيليين”.

أسير محرر في صفقة شاليط محمول على أكتاف شقيقه وبرفقة والديه لدى استقباله في معبر رفح.
المقاومة الفلسطينية نجحت في الإفراج عن مئات الأسرى في صفقة تبادل مقابل الجندي جلعاد شاليط عام 2011 (الجزيرة)

لتحريك المياه الراكدة

يأتي ذلك في وقت نقلت فيه الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إنه “لا توجد معلومات استخباراتية جديدة بشأن الأسرى” لدى حماس.

وقال المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية نير دفويرن إن الفيديو الذي ظهر به السيد بمثابة محاولة من حماس لتحريك المياه الراكدة في ملف الأسرى، وممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية في قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين”.

وأوضح أن توقيت النشر -الذي يتزامن مع حل الكنيست وتفكيك الائتلاف الحكومي والتوجه لانتخابات جديدة، وتعمّق الأزمات الداخلية في إسرائيل- يهدف إلى ممارسة الضغوط على متخذي القرار من أجل إبرام صفقة تبادل جديدة وفقا لمطالب حماس.

وقلل المراسل العسكري من تداعيات الحرب النفسية التي تخوضها حماس ضد إسرائيل، وعزا ذلك إلى أن الفيديو لم يكن للجنديين هدار غولدين أو شاؤول آرون، حيث كانت إسرائيل تبحث عن أي دليل على أنهما على قيد الحياة. وحسب المراسل، فإن الفيديو الذي ظهر فيه الأسير السيد يعزز قناعات إسرائيل بأنهما ليسا على قيد الحياة.

ونجحت المقاومة الفلسطينية عام 2011 في الإفراج عن مئات الأسرى في السجون الإسرائيلية، بينهم عدد كبير من المحكومين بالمؤبد، في صفقة تبادل مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المأسور لديها جلعاد شاليط.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى