الاخبار العاجلةسياسة

بعد اغتيال خالد منصور.. ما أثر تصفية قادة المناطق على الأداء العسكري لسرايا القدس؟

غزة- في تصعيد آخر للعدوان اغتالت طائرات حربية إسرائيلية القيادي البارز في سرايا القدس الذارع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي خالد منصور في غارات جوية استهدفت منزلا مكونا من عدة طوابق في مخيم الشعوت للاجئين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ودمرت الغارات الجوية المنزل الذي احتمى فيه الشهيد منصور غربي المدينة وعددا من المنازل الملاصقة له فوق رؤوس ساكنيها، موقعة شهداء وجرحى في أوساط المدنيين، بينهم عدد من الأطفال والنساء.

وأظهر حجم الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية الجوية “المباغتة” بعد منتصف الليلة الماضية ومن دون تحذير مسبق -كما جرت العادة غالبا- الأهمية التي يمثلها القيادي المستهدف خالد منصور الذي استشهد برفقته نجل القائد السياسي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل وآخرون.

وتضع إسرائيل منصور على قوائم “أخطر المطلوبين” لديها، وقالت إن “العملية النوعية” التي نفذها طائراتها لتصفيته جرت بتعاون مشترك بين قوات الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

من هو خالد منصور؟

  • اسمه خالد سعيد منصور، وُلد لأسرة من اللاجئين الفلسطينيين في مدينة رفح في سبعينيات القرن الماضي.
  • انضم إلى حركة الجهاد الإسلامي مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وكان حينها طالبا في المرحلة الإعدادية، وشارك آنذاك في فعالياتها بالتصدي لقوات الاحتلال في شوارع المخيمات وتنظيم المظاهرات الشعبية.
  • التحق بأول تشكيل عسكري للجهاد الإسلامي إبان انتفاضة الحجارة، وكان يعرف في حينه باسم “سيف الإسلام”، قبل أن يتغير اسمه إلى “القوى الإسلامية المجاهدة” المعروفة اختصارا باسم “قسم” في تسعينيات القرن الماضي.
  • شكلت انتفاضة الأقصى عام 2000 نقلة نوعية في الأداء العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكرية التي أصبحت تعرف باسم “سرايا القدس”، وكان لخالد منصور دور بارز في تطويرها.
  • تدرج منصور في المواقع القيادية بسرايا القدس، وساهم على نحو فاعل في تطوير البنية التحتية العسكرية، من حيث الكفاءة البشرية وترسانة الأسلحة، خاصة المصنعة محليا.
  • أشرف خلال السنوات الأولى من انتفاضة الأقصى على تنفيذ هجمات فدائية واستشهادية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
  • نجا من محاولات إسرائيلية عدة لاغتياله، أخطرها خلال الحرب الثالثة على غزة عام 2014.
  • أصبح في “دائرة الاستهداف الضيقة” لإسرائيل إثر توليه قيادة المنطقة الجنوبية في سرايا القدس، وهو أحد الأعمدة الرئيسية للمجلس العسكري للسرايا.
اقرأ ايضاً
المملكة العربية السعودية تكرر دعوتها لضبط النفس في السودان
قائد الجبهة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري Palestinian mourners carry the body of Islamic Jihad commander Taysir al-Jabari, killed earlier in an Israeli air strike, during his funeral in Gaza City on August 5, 2022. - The senior militant was among more than 15 people killed in Israeli air strikes on the Gaza Strip today, prompting the militant group to warn Israel has made a "declaration of war". (Photo by Mahmud HAMS / AFP)
تشييع قائد الجبهة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري بعد اغتياله يوم الجمعة الماضي (الفرنسية)

الأثر ورد الفعل

شكلت عملية اغتيال خالد منصور “ضربة أخرى مؤلمة” في غضون أيام قليلة بعد اغتيال قائد المنطقة الشمالية الشهيد تيسير الجعبري الذي استهلت إسرائيل باستهدافه المباغت عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، وطالت عدة نشطاء في حركة الجهاد الإسلامي أيضا.

والسؤال: ما أثر تصفية هؤلاء القادة على سرايا القدس وأداء المقاومة في غزة؟

يجيب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي بأن “خلف هؤلاء القادة الشهداء قادة آخرين سيحملون الراية وسيواصلون مشوار الجهاد والمقاومة”.

وقال سلمي -للجزيرة نت- “إن الاحتلال واهم إذا ظن أن عمليات اغتيال القادة ستقضي على المقاومة، فالقائد لدينا يخلفه ألف قائد، والكل مستعد لحمل البندقية والتضحية ومواصلة الدرب على نهج الشهداء”.

وبرأي سلمي، فإن المواجهة لم تنته بعد، والمقاومة لم تقل كلمتها، وستواصل سرايا القدس طريقها للرد على جرائم دولة الاحتلال التي قال إنها “تعاني من تخبط واضح على المستويات كافة سياسيا وأمنيا وعسكريا”.

قيادة لا مركزية

بدوره، وصف الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة الجهاد الإسلامي حسن عبده اغتيال “قادة وازنين” بحجم الجعبري ومنصور بأنه يشكل “خسارة مؤلمة”، لكن “لن يكون له أثر سلبي كبير على قدرة سرايا القدس في إدارة النار مع الاحتلال”.

وقال عبده -للجزيرة نت- إن سرايا القدس تعمل بقيادة “لا مركزية”، وهي ليست تنظيما هرميا كي تتأثر على نحو سلبي خطير بخسارة قائد أو أكثر، فيما يباشر “المجلس العسكري” للسرايا أولا بأول تغطية شواغر مواقعها القيادية في مختلف المناطق.

وباعتقاد عبده، فإن إسرائيل -التي تريد من وراء عمليات الاغتيال النوعية ضرب “الهرم القيادي للمقاومة”- ستُفاجأ بتطور أداء المقاومة خلال الساعات القليلة المقبلة، وربما توسيع سرايا القدس “دائرة النار” ومديات الصواريخ التي تطلقها ردا على “بشاعة المجازر” التي ترتكبها قوات الاحتلال باستهداف المنازل السكنية.

وقال إن سرايا القدس “تدير مقدراتها العسكرية بوعي سياسي”، غير أنه لا يستبعد أن تكون لها “مفاجآت” عبر إدخال أدوات جديدة للمواجهة مع الاحتلال وعدم اقتصارها على “القصف الصاروخي”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى