اخبار العالم

«عاصفة أغسطس»… غارة استثنائية على منزل ترمب


الثامن من أغسطس (آب) 2022: تاريخ سيُكتب بالخط العريض في الساحة السياسية الأميركية، ليكون شاهداً على أول عملية دهم لمنزل رئيس أميركي سابق. ففي هذا اليوم، الذي يمكن وصفه بـ«عاصفة أغسطس»، أحاط عناصر «مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)» بسياراتهم المصفحة وعتادهم منزل الرئيس السابق دونالد ترمب بمقر إقامته في مارالاغو بفلوريدا، في مشهد دراماتيكي بدا كأنه من أحد أفلام هوليوود.
وكانت عملية الدهم استثنائية في كل جوانبها، حتى في الطريقة التي تم بها الإعلان عنها؛ إذ كان ترمب أول من أبلغ عنها في بيان غاضب قال فيه: «هذه أوقات حالكة في أمتنا. بيتي الجميل في مارالاغو تحت الحصار حالياً. تمت مداهمته واحتلاله من قبل مجموعة كبيرة من عناصر (إف بي آي)».
حمل بيان ترمب؛ المؤلف من 341 كلمة، في طياته كثيراً من المعاني؛ فقد اتهم فيه الديمقراطيين بـ«تسليح نظام العدالة» بهدف منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، عادّاً أن أموراً من هذا النوع تحدث في «بلدان العالم الثالث»: «للأسف أميركا أصبحت من هذه البلدان… فاسدة لدرجة لا أتخيلها».
ولم يتوقف ترمب عند هذا الحد؛ بل تطرق بشكل مباشر لقضية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي اتُهمت باستعمال كومبيوترها الشخصي لحفظ وثائق حكومية سرية، فقال: «سُمح لهيلاري كلينتون بمحو 33 ألف إيميل بعد أن طلبها الكونغرس. ولم يحدث أي تحرك لمحاسبتها».
وأشار الرئيس السابق؛ في معلومات جديدة من نوعها، إلى أنه سبق أن «تعاون مع الوكالات الحكومية»، عادّاً أن «هذه الغارة المفاجئة على منزلي لم تكن ضرورية أو مناسبة».
وبالفعل؛ فقد ذكرت محاميته الخاصة، كريستينا بوب، أن فريق ترمب في مارالاغو تعاون مع المحققين الفيدراليين الذين زاروا مقر إقامته في بداية شهر يونيو (حزيران) الماضي للنظر في احتفاظه بوثائق رسمية سرية هناك، أخذها معه من البيت الأبيض.
ودخل المحققون، بحسب شبكة «سي إن إن»، إلى الغرفة التي يحتفظ فيها ترمب بالوثائق المذكورة، للتدقيق فيها؛ قبل مغادرتهم، ليرسلوا بعد ذلك طلباً رسمياً إلى محامي ترمب لإغلاق باب الغرفة المذكورة وتأمينها، وهذا ما حدث.
ويؤكد نجل ترمب؛ إريك أن «هدف عملية الدهم هو التحقق مما إذا كان دونالد ترمب يحتفظ بأي وثائق، بناء على طلب من (الأرشيف الوطني)» الذي يحتفظ قانوناً بكل الوثائق الرئاسية. وتحدث إريك في مقابلة مع «فوكس نيوز» عن تفاصيل عملية الدهم قائلاً: «لقد دخل أكثر من 30 عنصراً من (إف بي آي) إلى مارالاغو من دون أي إنذار مسبق، وعبثوا بالكتب والخزانة وكسروا الخزنة. لم يكن يحتفظ بأي شيء في الخزنة».
وقالت محامية ترمب، من ناحيتها، إن عناصر «إف بي آي» صادروا أوراقاً خلال العملية، وذلك في إشارة للأوراق الرسمية التي أبلغ «الأرشيف الوطني» وزارة العدل بشأنها.



منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى