قالت صحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية إن إيقاف الشرطة التونسية عرضا للفنان الكوميدي لطفي العبدلي في مهرجان صفاقس أثار استياء واسعا في الأوساط التونسية.
وفي تقرير للصحفي نسيم القسطلي تحت عنوان “شبح الدولة البوليسية يخيم على تونس” ربطت الصحيفة بين هذه الحادثة واعتماد الرئيس التونسي قيس سعيّد -منذ “انقلاب” 25 يوليو/تموز 2021- على قوات الأمن لتنفيذ قراراته، بعد أن وضع جميع الصلاحيات في يديه.
وذكرت لاكروا أن العبدلي استغرب صعود عناصر من الأمن خشبة المسرح وإرغامه على إيقاف عرضه، سائلا المتفرجين بذهول: إن كان قد فعل شيئا خطأ؟ فردوا عليه بثورة من النفي والاستياء.
وعن الحادثة، يقول القسطلي إن الممثل الكوميدي -البالغ من العمر 52 عامًا- كان يتحدث عن فواتير الكهرباء غير المدفوعة لجدته ويوجه الشتائم لموظفي شركة الكهرباء والغاز التونسية، قبل أن يهاجم “الدولة كلها”، بما في ذلك الشرطة والحرس الوطني أمام جمهور مرح، لتتدخل الشرطة إثر ذلك.
وأثار الحادث ضجة كبيرة، وتمت مشاهدة فيديو الممثل الكوميدي ما يقرب من مليون مرة على إنستغرام.
وردا على ذلك، دعمت العديد من نقابات الشرطة زملاءهم، وبحسب طالبة الدكتوراه أودري بلوتا التي تركز أطروحتها على تطور جهاز الأمن في تونس منذ عام 2011 فإن “الشرطة لجأت في هذه لقضية لنوع من المزايدة… فكل نقابة تريد أن تظهر أنها الأفضل في الدفاع عن الشرطة”. أما وزارة الداخلية، فقد حاولت أن تنأى بنفسها عن النقابات وأعلنت فتح تحقيق إداري، لكن موقفها ظل غامضا، وفقا للكاتب.
وتتمتع نقابات الشرطة بنفوذ قوي منذ أن سمح بتشكيلها عام 2011، واستخدمها سعيّد في عدة مناسبات، كما فعل أثناء تعليقه أعمال المجلس الأعلى للقضاء في فبراير/شباط الماضي.
