لوتان: الهند وباكستان.. 75 عاما من الاستقلال والصراعات والعنف الديني
في أغسطس/آب 1947، حصلت الهند وباكستان على استقلالهما، وتمت العملية ظاهريا دون عنف وبالتعاون مع الدولة المستعمرة، ولكن الخلافات التي زرعها الاستعمار لا تزال بعد 75 عاما تسمم العلاقات بينهما.
بهذه الجملة لخصت صحيفة لوتان (LeTemps) السويسرية تقريرا بقلم إتيان ماير فاشيران، قال فيه إن دول القارة الهندية حصلت على استقلالها من خلال القتال في ساحات المعارك، مشيرا إلى أن قول أحد كبار الساسة وقتها إن الهند أظهرت للعالم أن الشعوب يمكنها تحقيق الاستقلال دون اللجوء إلى القوة، كانت محاولة لإخفاء الرؤى المتعارضة التي تمزق الحركة من أجل استقلال المستعمرة البريطانية.
وأوضح تقرير الصحيفة أن انتخابات المقاطعات في يناير/كانون الثاني من ذلك العام تمخضت بالفعل عن تفكك الإمبراطورية البريطانية الهندية، حيث فازت الرابطة الإسلامية في المقاطعات التي ستصبح باكستان وباكستان الشرقية، في حين فاز حزب المؤتمر في المقاطعات الأخرى، ليصبح التقسيم ساري المفعول بعد أكثر من عام بقليل.
انفصال متسرع
وفي محاولة للحفاظ على مصالحها في منطقة لم يعد بإمكانها فرض السيطرة فيها، وافق البريطانيون على إنهاء الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية، واكتملت العملية بسرعة تحت ضغط المؤتمر الوطني الهندي الذي أطلق حركة “غادروا الهند” (Quit India) المطالبة بالاستقلال الفوري.
أما بالنسبة للممثل البريطاني، فقد كان يرى تحقيق الاستقلال في أقرب وقت ممكن لتجنب الحرب الأهلية، في الوقت الذي بدأت تتفجر فيه التوترات العنيفة بين المسلمين والهندوس، لتتفاقم لسنوات بسبب السياسة الاستعمارية التي رسمت الخط الفاصل في غضون أسابيع قليلة.
انتقال سلمي على ما يبدو
وبدا أن الانتقال كان سلميا وتم إعلان الاستقلال، ولكن قضايا شائكة يتعين تسويتها بقيت عالقة، مثل الفصل بين الهند وباكستان في مقاطعتي البنجاب والبنغال، فضلا عن اندماج الولايات الأميرية التي ليست ملكا لبريطانيا، ومن هذه القضايا نشأت الصراعات التي لا تزال مفتوحة حتى اليوم.
وقد أدى تقسيم الإمبراطورية الهندية إلى تهجير أكثر من 12 مليون شخص، كما أدى العنف بين المسلمين والهندوس إلى مقتل 200 ألف حسب بعض المصادر، وحتى الآن، بعد 75 عاما، لا تزال الأقليات الهندوسية في باكستان والأقليات المسلمة في الهند عرضة للعنف المنتظم، خاصة أن حزب بهاراتيا جاناتا اليميني القومي في الهند يغض الطرف عن هذا العنف بل يشارك فيه.
جبهة مفتوحة وسلاح نووي
وفي عام 1998، أجرت الدولتان تجارب نووية، واليوم لا تزالان في حالة نزاع مسلح كامن في منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، التي انضم زعيمها الهندوسي إلى الهند التي ساعدته عسكريا ضد التمرد المدعوم باكستانيا، مما أدى إلى اندلاع الحرب الهندية الباكستانية الأولى، وتقسيم المنطقة بين البلدين بعد شهور قليلة من الاستقلال.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه التوترات ليست على وشك الانتهاء، بدليل الهجوم على معسكر هندي قبل أيام، وبدليل ما تقوم به الهند من تمجيد شخصيات استقلال الهندوس وانتقاد غاندي أو نهرو، بسبب موقفهما الذي يعتبر تصالحيًا تجاه السكان المسلمين والسلطات البريطانية.