الاخبار العاجلةسياسة

ما حقيقة “مجاعة التسليح” التي أثارت أزمة بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية؟

موسكوـ أثار المقطع المصور الذي انتقد فيه 4 مسلحين ينتمون إلى مجموعة فاغنر ويقاتلون في أوكرانيا عدمَ وجود إمدادات لوحدتهم المعزولة تماما ردودَ فعل كبيرة، وتسبب في لبس سياسي في أوساط المراقبين الروس، ولا سيما أنها المرة الأولى التي تبرز فيها ملاحظات علنية من جانب المجموعة تشير إلى خلل في العلاقة مع وزارة الدفاع الروسية بخصوص إمدادات السلاح.

ومما أعطى المقطع المصور بعدا إضافيا، أنه تضمن إشارة من أحد المتحدثين فيه إلى أن عدم حل مشكلة إمدادات الذخيرة “سيؤثر على مجرى الحرب في أوكرانيا بالكامل”.

كما أن يفغيني بريغوجين مؤسس فاغنر لم ينأَ بنفسه عما تضمنته رسالة عناصر المجموعة، وطالب في تعليق نشرته الخدمة الصحفية لفاغنر وزارةَ الدفاع الروسية بترتيب مسألة توريد الذخيرة.

وبحسب بريغوجين، فإن مقاتليه “لم يفقدوا مصداقيتهم بأي حال من الأحوال”، مضيفا أنه “دار” على جميع “مكاتب” موسكو “المعروفة” لتزويد شركته العسكرية الخاصة بالإمدادات من الذخيرة، وهو مستعد لمواصلة ذلك حتى لو سُجن بتهمة “تشويه سمعة الجيش”.

بريغوجين يؤكد أنه سيسعى بكل السبل لتزويد شركته بإمدادات الذخيرة (رويترز) 
فاغنر تؤكد السعي بكل السبل للتزود بإمدادات الذخيرة (رويترز)

كما ذكر مؤسس فاغنر أن طلبات الحصول على الذخيرة ترسل يوميا “إلى السلطات العليا”، لكن “لا أحد يعرف من يجب أن يعطي إجابة”، متابعا أن “الذين يتدخلون لمنع الحصول على السلاح والذخيرة يعملون بشكل مباشر لصالح العدو”.

موقف بريغوجين لاقى تأييدا كذلك من رئيس شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف، الذي أيد دعوة تسليم الذخيرة لمقاتلي المجموعة الذين يقاتلون حاليًا في منطقة أرتيموفسك (شرق أوكرانيا).

ما موقف وزارة الدفاع؟

وزارة الدفاع أكدت في بيان لها أن “جميع البيانات التي يُزعم أنها أُدلي بها (نيابة عن الوحدات الهجومية) بشأن نقص الذخيرة، غير صحيحة على الإطلاق”.

ووفقًا لتوضيح أصدرته بهذا الخصوص في الفترة من 18 فبراير/شباط إلى 20 فبراير/شباط، تم إرسال 1660 قذيفة لأنظمة راجمات الصواريخ، بالإضافة إلى 980 ذخيرة للدبابات و10 آلاف و171 مدفعية من العيار الكبير وقذائف الهاون، و”يتم تنفيذ جميع الطلبات في أقرب وقت، وبقدر الإمكان”.

لكن بريغوجين عاد ووصف بيان وزارة الدفاع بأنه “بصاق” في وجه “الموسيقيين” (عناصر فاغنر)، مضيفا أن المجموعة لا تحصل على 80% من الذخيرة المطلوبة.

هل هناك حوادث مماثلة من التوتر أو التصعيد بين الطرفين؟

هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها بشكل علني الكشف عن خلافات بين المجموعة ووزارة الدفاع، بل ذهب بعض المراقبين لوصف ما يحدث بأنه دليل علاقة تنافسية بدأت بالظهور بين الجانبين.

اقرأ ايضاً
مبادرة "ابطال المستقبل" لتطوير القدرات الرقمية للشباب

ويرى الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين -في تصريح للجزيرة نت- أنه لطالما تجنب الطرفان الإشارة إلى طبيعة العلاقة اللوجستية بينهما، ولا سيما في سياق الحرب في أوكرانيا، لكن البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع وأعلنت فيه سيطرتها الكاملة على مدينة سوليدار في 13 يناير/كانون الثاني الماضي كان البذرة الأولى للخلاف.

فتضمن البيان الإشارة إلى “مشاركة مجموعات متنوعة” من القوات في الهجوم، والذي تبعه رد من مؤسس فاغنر قال فيه إن مقاتليه هم حصرا من استولى على المدينة.

وكان مؤسس فاغنر قد أشار الشهر الماضي إلى ما وصفها بمحاولات “سرقة الانتصار” عبر الحديث بشكل عمومي وغامض عن “مشاركة قوات غير واضحة” في العمليات بأوكرانيا، معتبرا إياها محاولة للتقليل من أهمية ودور مجموعته.

صورة نشرها مؤسس فاغنر لجنود من مجموعته عند مدخل قرية كراسنا هورا في باخموت
صورة نشرها مؤسس فاغنر لجنود من مجموعته عند مدخل قرية كراسنا هورا في باخموت (مواقع التواصل)

ما علاقة فاغنر التنظيمية بالجيش؟

لا توجد علاقة تنظيمية معلنة بشكل رسمي بين الجيش الروسي ومجموعة فاغنر، وذلك بحسب رئيسها يفغيني بريغوجين الذي كتب في وقت سابق على حسابه في “تليغرام” أن مجموعته ليست لها علاقة، ولم تكن لها أي علاقة في أي يوم من الأيام بالقوات المسلحة النظامية، كما أنه يكرر على الدوام أن فاغنر شركة خاصة تعمل وستعمل في جميع أنحاء العالم.

كلام بريغوجين جاء في سياق الردّ على بيان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر ميونخ للأمن، الذي استذكر فيه حديثه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل عام من ذلك، وأكد له حينها أن بلاده “لا علاقة لها بمجموعة فاغنر”.

ما تأثير ما حدث على مشاركة المجموعة في الحرب بأوكرانيا؟

يشير محلل الشؤون العسكرية فيتالي ماتيوشين، في تصريح للجزيرة نت، إلى أن إمدادات الذخيرة قد انخفضت بالفعل. ففي السابق، كانت المجموعة تتلقى قذائف بكميات كافية لإجراء عمليات هجومية ناجحة، أما الآن فيتم توفير الذخيرة وفقا لمعايير الذخيرة السوفياتية التي لم تتغير على الرغم من تجربة الحملتين العسكريتين في الشيشان وأوسيتيا الجنوبية.

كما يلفت ماتيوشين إلى أن العمليات بين مختلف القوات هي سلسلة واحدة، ومن شأن العوامل “البيروقراطية” أن تؤثر بدورها سلبا على مجرى المواجهات في أوكرانيا، ولا سيما على فاغنر التي تدير عملية تطويق أرتيومسك (باخموت بالأوكرانية) ولعبت الدور الأبرز في إجبار القوات الأوكرانية على ترك مواقعها تدريجيا في المدينة.

وتوصف فاغنر بأنها شركة عسكرية خاصة، لكن آخرين يرون أنها مجموعة عسكرية شبه رسمية، فهي تتمتع بالاستقلالية وتتبع وزارة الدفاع الروسية، ويعمل فيها مزيج من الأفراد يقدمون خدماتهم مقابل المال.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى