الاخبار العاجلةسياسة

يُجري نحو 50 عملية جراحية خلال 5 أيام.. وفد طبي أميركي لدعم القطاع الصحي بغزة

غزة- “فلسطين منحتنا الكثير.. ووجودنا هنا في غزة لسد جزء من الدين”، بهذه الكلمات فسر رئيس “الرابطة الطبية الفلسطينية الأميركية” (PAMA) الدكتور يوسف خلفة زيارته لغزة على رأس وفد طبي متنوع لتقديم استشارات طبية تخصصية، وإجراء عمليات جراحية دقيقة.

ويجري الوفد الطبي المكون من 11 طبيبا خلال زيارة لغزة تستمر 5 أيام، عمليات جراحية في تخصصات أمراض السرطان والكبد والبنكرياس والمسالك البولية وجراحة القلب المفتوح والجراحة العامة والمناظير والأوعية الدموية، وغيرها من التخصصات التي تمس حياة مرضى في القطاع يواجهون صعوبات في تلقي الخدمة الطبية المناسبة بفعل أزمات القطاع الصحي الناجمة عن التضييق الإسرائيلي و16 عاما من الحصار الخانق.

وإضافة إلى ذلك، تتيح هذه الزيارة -وفق مؤسسة باما ووزارة الصحة في قطاع غزة- نقل الخبرات المتقدمة من الأطباء الأميركيين من أصل فلسطيني إلى نظرائهم المحليين، فضلا عن التبرع بجهاز الأشعة التداخلية الأول والوحيد من نوعه بكلفة إجمالية تُقدَّر بـ635 ألف دولار.

الدكتور يوسف خلفة يرأس وفداً طبياً من مؤسسة باما الأميركية لإجراء عمليات جراحية ودعم القطاع الصحي في غزة-رائد موسى-غزة-الجزيرة نت
الدكتور يوسف خلفة يرأس وفدا طبيا من مؤسسة باما الأميركية لدعم القطاع الصحي بغزة (الجزيرة)

أولاد البلد

وينحدر الدكتور خلفة من مدينة نابلس بالضفة الغربية، ودرس الطب في جامعة القدس ومقرها الرئيس بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، قبل انتقاله لدراسة التخصص في أمراض السرطان والدم في الولايات المتحدة حيث يقيم في كاليفورنيا منذ 17 عاما، وهذه الزيارة السابعة له إلى غزة، ويقول للجزيرة نت “نحن أولاد البلد، تعلمنا فيه وتربينا على أرضه، ونحن الأدرى بمعاناة فلسطين واحتياجاتها، خاصة غزة المحاصرة”.

ويحرص خلفة الذي ساهم في تأسيس مؤسسة باما في العام 2013 على تأكيد عدم اقترابها من السياسة، غير أنه يؤكد في الوقت نفسه أن أبرز أهدافها “خدمة الفلسطينيين من الجانب الطبي كجزء من سد الدين لفلسطين”.

وأضاف أن ارتباط اسم فلسطين بالمؤسسة كان يثير مخاوف قطاعات على الساحة الأميركية قبل أن تتعزز الثقة، ويزداد الإيمان بالأهداف الإنسانية لباما، وأنها مؤتمنة على إيصال أموال التبرعات إلى مستحقيها، مما يساهم في تحسين النظام الصحي والتعليمي في فلسطين.

وكانت حرب مايو/أيار 2021 دافعا لتعزيز هذه الثقة، وبينما كان أهالي غزة يواجهون أياما قاسية ودامية، كانت باما من أوائل المؤسسات الداعمة بالمنح الطبية والمستلزمات والأجهزة، وكان لدورها على الأرض أثره لدى الأفراد والمؤسسات في المجتمع الأميركي، وفقا لخلفة.

وتعمل باما في 4 أقسام رئيسية، وهي: التعليم والتدريب، والخدمات الطبية، والأجهزة والمستلزمات الطبية، والإغاثة، ووفق خلفة قدمت المؤسسة 1400 منحة تعليم للطب في الأراضي الفلسطينية منذ العام 2016، وقال إن المؤسسة تبعث كذلك أطباء للخارج من أجل التخصص واكتساب الخبرات المتقدمة.

ماذا ينقص غزة؟

يقول خلفة إن “غزة لا تلام على ما وصلت إليه بسبب الحصار”، مستدركا أن الأطباء هنا ووزارة الصحة يبذلون الجهد ويستغلون الموارد المتاحة على أكمل وجه، رغم المعاناة الناجمة عن النقص الشديد في الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، وعدم قدرة الطاقم الطبي على السفر بسهولة للمشاركة بفعاليات طبية خارجية واكتساب الخبرات.

اقرأ ايضاً
رغم المطالب بحصر السلاح بيد الدولة العراقية الداخلية تجيز حمل السلاح لفئات معينة

وكشف عن خطة تعكف على إعدادها باما حاليا، لوضع خارطة على مدار السنوات السبع المقبلة بالتخصصات الطبية الفرعية غير المتوفرة في غزة، وبناء عليها سيتم اختيار الطبيب المناسب للسفر ودراسة التخصص على أن يعود إلى غزة، بهدف توطين الخدمات الطبية الجراحية.

ووفقا لخلفة فإن القطاع الصحي في غزة يعاني من عدم توفر تخصصات طبية عدة، أبرزها علاج السرطانات بالأشعة. أما العلاج الكيميائي للسرطانات المتوفر من البروتوكل الخاص به فيتراوح ما بين 20 إلى 40% فقط، إضافة إلى أنواع كثيرة من العلاجات الجديدة والمتطورة غير متوفرة.

ويجري الوفد الطبي برئاسة خلفة خلال الأيام الخمسة الحالية زهاء 50 عملية جراحية، وهذه العمليات بالإضافة إلى جهاز الأشعة التداخلية من شأنها تقصير قائمة الانتظار الطويلة لحالات مرضية، وتخفيف فاتورة العلاج بالخارج، وإزالة معاناة السفر عن كاهل المرضى.

وكان وفد من باما أجرى الشهر الماضي 60 عملية جراحية في غزة، إضافة إلى معاينة 300 مريض، ويقول خلفة “مثلما غزة بحاجتنا للدعم والمساندة، فنحن أيضا نفتخر بها نرفع رؤوسنا بصبرها وصمودها”.

أزمات مركبة

ورأى مدير عام دائرة التعاون الدولي والمشاريع في وزارة الصحة بغزة الدكتور مروان أبو سعدة، أن زيارة وفد باما والوفود الطبية الخارجية إلى غزة مشاركة تضامنية تساهم في نقل الخبرات وسد خانات من النواقص من أدوية ومعدات، والمساعدة في إجراء عمليات جراحية معقدة.

وفي ظل معوقات كثيرة تعترض طريق الأطباء في غزة للسفر للخارج من أجل التعليم والتطور، يقول أبو سعدة للجزيرة نت إن زيارة هذه الوفود تحقق الاحتكاك واكتساب الخبرات المتطورة، وتوفر أجهزة لا تتوفر في مؤسسات القطاع الصحي، كالتبرع الكبير من باما بجهاز الأشعة التداخلية الأول من نوعه لدى وزارة الصحة، والذي سيتيح إجراء تدخلات علاجية بالإشعاع بدون الحاجة إلى عمليات جراحية كبيرة، ما سيحقق “نقلة نوعية مميزة”.

وأعاد أبو سعدة التذكير بالأزمات المركبة والمعقدة التي يعاني منها القطاع الصحي في غزة، والتي تدفع إلى تحويل المرضى للعلاج بالخارج وتكبد فاتورة هائلة، حيث تمثل أمراض السرطان 43% من المرضى المحولين للعلاج، مع ضرورة الإشارة إلى معاناة السفر سواء بإرهاق المريض، أو بمنع الاحتلال سفره من الأساس، مشيرا في هذا الصدد إلى أن إسرائيل تمنع زهاء 33% من المرضى من حق السفر بغية العلاج.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى