تقاعد لكن لغز الضحايا لاحقه.. المكسيك تعتقل جنرالا في قضية اختفاء 43 طالبا عام 2014
كشفت صحيفة “الغارديان” (Guardian) البريطانية أن السلطات المكسيكية اعتقلت جنرالا متقاعدا واثنين من أفراد الجيش؛ بحجة وجود صلات لهم بقضية اختفاء 43 طالبا في جنوب البلاد عام 2014.
ونقلت الصحيفة عن السلطات قولها إن من بين المعتقلين الضابط العسكري السابق الذي كان يرأس قاعدة الجيش في مدينة إيغوالا بولاية غيريرو في سبتمبر/أيلول 2014 حين وقعت حادثة اختطاف الطلاب، وكان وقتئذ عقيدا، ويدعى خوسيه رودريغيز بيريز.
وجاءت هذه الاعتقالات بعد إصدار لجنة التحقيق الحكومية -التي أعادت التحقيق في القضية- تقريرا وصف حالة الاختفاء بأنها “جريمة دولة”، مبزرا أن السلطات كانت تراقب من كثب الطلاب منذ أن غادروا الحرم الجامعي حتى لحظة اختطافهم من قبل شرطة إيغوالا في تلك الليلة.
وحسب وكيل وزارة الداخلية ألخاندرو إنسيناس رودريغز الذي ترأس لجنة التحقيق، فقد تأكد أن 6 من الطلاب المفقودين كانوا على قيد الحياة داخل مستودع قبل تسليمهم إلى قائد قاعدة إيغوالا العسكرية، العقيد رودريغيز بيريز الذي يعتقد أنه من أمر بقتلهم.
لغز مستمر
وقالت الغارديان إن تحقيقات حكومية ومستقلة عديدة أخفقت في الوصول إلى رواية موحدة تكشف لغز اختفاء الطلاب الـ43، وذكرت أن دوافع الاختطاف غير واضحة، إذ لم يُعثر على جثث الضحايا، على الرغم من أن بقايا بشرية عثر عليها متطابقة مع 3 من الطلاب المفقودين.
وأضافت أنه من المحتمل أن الشرطة المحلية أوقفت الحافلات التي كانت تقلّ الطلبة في إيغوالا، وسلمتهم إلى عصابة مخدرات.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن خلافا كبيرا ظل قائما بين الحكومة وأهالي الطلاب المفقودين، بخصوص معرفة مدى علم الجيش بتفاصيل ما حدث، واحتمال تورط قيادات عسكرية في اختفاء الطلاب.
وطالب آباء الطلاب المفقودين على مدار سنوات بالسماح بتفتيش قاعدة إيغوال العسكرية، وهو أمر لم يحدث إلا عام 2019 مع لجنة الحقيقة الحكومية.
وبعد صدور لجنة الحقيقة بوقت قصير، أعلن مكتب المدّعي العام المكسيكي صدور 83 أمر اعتقال، 20 منها تخص أفرادا من الجيش.
طلاب محتجون
وتتعلق القضية بمجموعة من الطلاب من مدرسة تدريب المعلمين في أيوتزينابا بولاية إيغوالا في جنوب البلاد تتراوح أعمارهم بين 17 و21 عاما، كانوا قد تجمهروا للتظاهر وجمع الأموال لخدمة مشاريع مؤسستهم المعروفة كبؤرة احتجاج ضد الحكومة.
وقامت الشرطة المحلية بمهاجمتهم مدعومة بعناصر من عصابة المقاتلين المتحدين (غييروس أونيدوس)، وأسفر الهجوم عن مقتل 6 طلاب، ثم اقتاد عناصر شرطة الطلبة الباقين إلى جهة مجهولة بمساعدة رجال العصابة -كما أكد شهود عيان- وانقطعت أخبارهم منذ ذلك الوقت.
وقالت لجنة التحقيق الحكومية إن عسكريين يتحملون جزءا من المسؤولية في هذه الواقعة. وبناء على هذا التقرير، اعتقل النائب العام السابق للبلاد خيسوس موريللو كرم بتهم “إخفاء قسري وتعذيب وجنح ضد إدارة القضاء”، إذ كان يشغل منصب المدعي العام في الفترة من ديسمبر/كانون الأول 2012 حتى فبراير/شباط 2015، وكان مسؤولا عن التحقيق الأول في القضية.