فؤاد أنور للجزيرة نت: الكرة السعودية تحلم بإعادة إنجاز 1994 والعالم يتغنى بمونديال قطر
يعد السعودي فؤاد أنور من أشهر لاعبي المملكة كونه الوحيد الذي سجل في كل المحافل الدولية الكروية الكبرى سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، وحظي بشرف تسجيل أول هدف للمملكة في تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وذلك في مرمى هولندا بمونديال أميركا عام 1994.
ويعتبر أنور -في حوار خاص مع الجزيرة نت- أن “الأخضر” في مجموعة قوية، ضمن بطولة كأس العالم 2022 في قطر، لن يثنيه عن السعي لتحقيق حلم الجماهير في التأهل إلى الدور الثاني على الأقل، خاصة أن إقامة البطولة في قطر سيكون من العوامل المساعدة لتحقيق ذلك.
ويرى أن مونديال قطر سيكون حدثا يتغنى به العرب والعالم، وأن استضافة بطولة بهذا الحجم ليست شرفا للقطريين فقط وإنما للدول الخليجية والعربية كافة، وأن الاستعدادات القطرية للحدث على قدر المسؤولية في ظل وجود ملاعب فريدة من نوعها.
ويملك أنور تاريخيا كرويا مميزا، حيث حصد 13 لقبا طوال مسيرته في الملاعب، بواقع 3 ألقاب مع المنتخبات، أبرزها كأس العالم للناشئين، و10 ألقاب مع الأندية أبرزها كأس الكؤوس الآسيوية، و3 ألقاب دوري محلي.
كما يتميز تاريخه بالمشاركة في جميع بطولات العالم، حيث شارك بمونديال الناشئين (أسكتلندا 1989) ومونديال الشباب (السعودية 1989) ومونديالا الكبار (أميركا 1994، فرنسا 1998) والأولمبياد (أتلانتا 1996) وكأس العالم للأندية مع النصر (البرازيل 2000).
وفي ما يلي نص الحوار:
-
العناوين الجانبية اخفاء
هل المنتخب السعودي قادر على تخطي دور المجموعات بكأس العالم 2022 في قطر وتكرار إنجاز مونديال أميركا 1994؟
نتمنى أن يتحقق ذلك، وأن يتقدم إلى الأدوار الأبعد، خاصة أن الكرة السعودية تحلم بهذا الإنجاز، لكن لا نريد أن نقارن بين اللاعبين الحاليين وجيل مونديال 1994، حيث إن الأخير كان حالة مختلفة ووضعه كان استثنائيا، وعلينا أن نفكر دائما في تكوين منتخب قوي من أجل تحقيق إنجازات أكبر.
-
ما الحالة التي تميز بها جيل المنتخب السعودي بمونديال 1994؟
جيل 94 تميز بالجمع بين اللاعبين الواعدين والخبرة، وبحرصه على تقديم أداء مشرف يليق بسمعة المنتخب السعودي. وبعد هذا المونديال اعتزل أصحاب الخبرة، والشباب أكملوا المسيرة وتأهلوا لثاني مرة على التوالي بمونديال فرنسا 1998.
وحظي هذا الجيل بدعم كبير من الأمير فيصل بن فهد رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب، وكذلك الأمير سلطان بن فهد، حيث تكاتف الجميع من أجل نجاح المنتخب الذي ظهر بصورة مشرفة مازالت تروى للجميع سواء من السعوديين أو الأخوة العرب.
-
هل استفادت الكرة السعودية من جيل 1994؟
للأسف، هناك لاعبون كبار قدموا إنجازات كثيرة سواء على مستوى بطولات العالم أو آسيا والخليج، لكن نحن كمنتخبات عربية دائما لا نستفيد من الأسماء الكبيرة، فالأجنبي دائما هو الذي يطغى على الساحة في تدريب المنتخبات والعمل في الأندية، بحيث يكون المفضل معنويا وماديا.
عملت في التدريب مع الأندية 8 سنوات، وتخصصت في الفئات السنية، وقدمت لاعبين مميزين سواء لفريقي الشباب والنصر أو المنتخب، وراض عن عملي في هذه الفترة قبل اعتزال التدريب عام 2008.
-
برزْت ضمن لاعبي السعودية بمونديال 1994 فما أهم ذكرياتك؟
هذه المشاركة كانت مليئة بالذكريات الجميلة، بداية من التأهل بالفوز على إيران (4-3) على ملعب خليفة الدولي بالدوحة، ومن ثم تفرغ لاعبي المنتخب للمونديال، والاستمرار في معسكرات متقطعة طوال 5 أشهر بين الرياض وجدة وفرنسا، ومن ثم معسكر ختامي في أميركا قبل شهر من البطولة.
وأجمل ذكرياتي بهذه البطولة هو تسجيلي أول هدف للسعودية في تاريخ المونديال أمام هولندا، ثم النجاح في التسجيل مجددا لنفوز على المغرب، ومن ثم التأهل بعد الفوز على بلجيكا.
الجميع كان مذهولا بمستوى السعودية خلال مشاركتها الأولى بالمونديال، وفي مباراتنا بالدور الثاني أمام السويد (رابعة مونديال أميركا) تأثرنا بالحرارة الشديدة، حيث أقيمت المباراة الساعة 12 ظهرا، ولو انتهى الشوط الأول بلا أهداف لكان من الممكن أن نحقق المفاجأة، لكن خبرة لاعبي السويد حسمت المباراة (3-1) بعدما أضعنا العديد من الفرص.
منتخب السعودية أبهر العالم كله في كأس العالم فيفا 1994 بقيادة المميز فؤاد أنور🇸🇦🔥
الأخضر السعودي كاد يفجر مفاجأة كبيرة جدًا أمام منتخب هولندا المدجج بنجوم ككومان، بيركامب وريكارد 🇳🇱💫@FuadAnwar06 | @saudiFF
— كأس العالم FIFA 🏆 (@fifaworldcup_ar) September 20, 2022
-
ماذا يمثل لك تسجيل أول هدف للسعودية بنهائيات المونديال؟
هذا الأمر أفخر به كل يوم، لأنه حتى الآن جميع السعوديين يتغنون بهذا الهدف، وعندما يراه أولادي وأحفادي أشعر بسعادة غامرة وفخر دائم، فضلا عن أنه أصبح تاريخا جميلا تتم إذاعته مع كل كأس عالم.
لذلك أدعو جميع اللاعبين السعوديين أن يجتهدوا في مونديال قطر، وأن يكتبوا لأنفسهم تاريخا مميزا تتناقله الأجيال القادمة وتفخر به، حتى يصبحوا بعد عشرات الأعوام خالدين في ذاكرة الكرة والجماهير السعودية.
-
كيف ترى مشاركتك مع جميع منتخبات الفئات السنية في بطولات كأس العالم؟
شرف لي أني اللاعب الوحيد الذي شارك مع السعودية في جميع بطولات العالم، حيث شاركت بمونديال الناشئين في أسكتلندا 1989، مونديال الشباب في السعودية 1989، مونديال الكبار مرتين 1994 بأميركا و1998 بفرنسا، أولمبياد أتلاتنا 1996، مونديال العالم للأندية مع النصر بالبرازيل 2000.
كما أني -على المستوى الآسيوي- شاركت مع المنتخب في جميع بطولات الفئات بداية من الناشئين ومرورا بالشباب ونهاية بالمنتخب الأول.
-
كيف ترى تطور الكرة السعودية؟
الكرة السعودية السنوات الأخيرة تطورت بصورة كبيرة، بعد السماح لأندية الدوري بالتعاقد مع 8 لاعبين أجانب، الأمر الذي رفع من قوة وقيمة الدوري في ظل وجود لاعبين أصحاب مستويات عالية، ومدربين عالميين.
كما أن الدعم المقدر بـ 50 مليون ريال (13.70 مليون دولار) -الذي خصصه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لجميع أندية الدوري- ساهم في تطور المسابقة، وذلك ضمن خطة الارتقاء بالكرة السعودية إلى مكانة مرموقة، وجعل الدوري المحلي من أفضل 10 دوريات في العالم خلال السنوات الست القادمة.
-
هل أثرت زيادة عدد الأجانب في الدوري بالسلب على المنتخب؟
لا، إطلاقا، لو كان هناك أي تأثير سلبي ما نجح المنتخب السعودي في التأهل إلى مونديال روسيا، ومن ثم التأهل إلى مونديال قطر.
احتكاك اللاعبين المحليين بالأجانب أدى بصورة كبيرة إلى تطورهم وارتفاع مستوياتهم واكتسابهم المزيد من الخبرات، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بنتائج وأرقام مميزة لـ “الأخضر” الذي بات واحدا من أفضل المنتخبات الآسيوية.
-
كيف ترى منتخبات مجموعة السعودية بمونديال قطر؟
مجموعة السعودية من أقوى المجموعات، وتضم منتخبات لها تاريخ كبير في بطولات العالم، فالأرجنتين من المرشحين لحصد اللقب، والمكسيك تعد واحدة من المنتخبات العريقة كرويا، وبولندا تملك نجوما كبارا في أكبر الدوريات الأوروبية.
-
ماذا تمثل لك إقامة بطولة كأس العالم بدولة عربية؟
إقامة المونديال في قطر شيء مهم وكبير، وبمثابة شرف ليس للقطريين فقط، وإنما للدول الخليجية والعربية كافة، وسيكون حدثا تتغنى به الدول العربية والعالمية.
ستكون دولة قطر على قدر المسؤولية، والعالم أجمع رأى كيف نجحت في استضافة بطولات كثيرة خلال الفترة الماضية بصورة رائعة، ويكفي أن ملاعب المونديال الثمانية فريدة من نوعها، وليست موجودة في أكبر دول العالم.
-
هل سيخدم مونديال قطر الكرة العربية؟
المسؤولون في قطر، وعلى رأسهم أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وضعوا في أولوياتهم أن تكون البطولة لكل العرب، والعالم سيرى قريبا ماذا ستقدم قطر للعالم.
وأعتقد أن قطر ستقدم مونديالا مشرفا، وستفتح الأعين على قدرات الدول العربية، وستمنحهم الفرصة لتنظيم الحدث، حيث سيكون مونديال قطر المفتاح للدول العربية لاستضافة بطولة كأس العالم مستقبلا.
-
ما تعليقك حول التقارير الخاصة بتقديم السعودية ومصر واليونان ملفات لاستضافة مونديال 2030؟
نتمنى هذا الأمر، وأعتقد أن السعودية ومصر من الدول الكبرى في هذا المجال، ويملكان القدرة لاستضافة حدث بحجم المونديال، وسيكونان ثنائيا رائعا.
-
كيف ترى الواقع الرياضي الذي تعيشه السعودية حاليا؟
نحن السعوديين فخورون باستضافة بلادنا كل الأحداث الرياضية العالمية، سواء على صعيد كرة القدم (مثل السوبر الإسباني والإيطالي والبرازيلي والأرجنتيني) أو الرياضات الأخرى مثل الراليات، الفورمولا-1، الملاكمة، الشطرنج، وغيرها.