نمو قوي للاقتصاد القطري خلال الربع الثاني.. وهذه هي الأسباب
ظهر ارتفاع أسعار الغاز المسال وقرب استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم، ضمن أبرز العوامل التي ساهمت في تسجيل الاقتصاد القطري نموا حقيقيا بلغت نسبته 6.3% خلال الربع الثاني من العام الجاري على أساس سنوي قياسا بذات الفترة من العام الماضي.
وكانت بيانات صادرة عن جهاز التخطيط والإحصاء القطري قد أشارت إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة إلى حوالي 171.97 مليار ريال (الدولار الأميركي 3.64 ريالات) بالربع الثاني من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي بلغ فيها مستوى 161.71 مليارا ونتج عن ذلك نمو بنسبة 6.3%.
وكشفت ذات الأرقام عن تسجيل نمو بنسبة 3.6% مقارنة بالربع الأول من العام 2022 التي بلغ الناتج المحلي الإجمالي فيها مستوى 165.93 مليار ريال.
حققت مجموعة من الأنشطة الاقتصادية الحيوية نمواً إيجابياً خلال الربع الثاني من العام الجاري مما ساهم في دعم نمو القطاع غير النفطي بالدولة.#الناتج_المحلي_قطر#الاقتصاد_القطري#الأنشطة_الاقتصادية pic.twitter.com/VeLHnlChqX
— جهاز التخطيط والإحصاء – قطر (@psa_qatar) October 4, 2022
عوامل عديدة
يرى أستاذ الاقتصاد في جامعة قطر رجب الإسماعيل أن الطفرة الكبيرة التي شهدها الاقتصاد القطري خلال الفترة الأخيرة تعود إلى العديد من العوامل، أهمها ارتفاع عائدات النفط والغاز بسبب ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير، مما شكل فائضا في الميزان التجاري.
وأضاف الإسماعيل، في تصريح للجزيرة نت، أن العوامل الجيوسياسية أيضا المتمثلة في الحرب الروسية الأوكرانية، وما خلفتها من عقوبات على النفط والغاز الروسي، والارتفاع الكبير في طلب أوروبا للحصول على الغاز المسال لسد حاجتها من الطاقة، ساهم أيضا في فتح أسواق جديدة للغاز القطري، بالإضافة إلى بدء تعافي الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا مما شكل زيادة أيضا في الطلب على النفط والغاز لتشغيل المصانع، تزامنا مع تعافي القطاع التجاري أيضا في مختلف دول العالم ومن بينها دولة قطر.
وأرجع النمو الذي شهده الاقتصاد القطري، في الربع الثاني أيضا، إلى استضافة البلاد لكأس العالم لكرة القدم خلال نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلين، وتأثيرها على قطاع الخدمات في البلاد.
شركات أجنبية
وشدد الدكتور الإسماعيل على أن العديد من الشركات الأجنبية دخلت إلى السوق القطرية خلال الفترة الأخيرة للاستثمار خلال المونديال، الأمر الذي ظهر في ارتفاع عدد سكان البلاد بنسبة 15% بالوصول إلى قرابة 3 ملايين نسمة بارتفاع غير مسبوق لعدد السكان قبل قرابة 50 يوما من استضافة كأس العالم.
وتابع أن المونديال أدى إلى انتعاش الاقتصاد بشكل كبير بسبب الطلب على السياحة حيث إن كافة فنادق قطر على سبيل المثال ستصل نسبتها التشغيلية إلى 100% الفترة المقبلة، بالإضافة إلى بدء تشغيل العديد من المشروعات التي كانت تعمل الدولة عليها خلال الفترة الماضية.
وتوقع الدكتور الإسماعيل أن يكون للمونديال تأثير إيجابي، سواء على حركة السياحة أو الاقتصاد بشكل عام، أو على ارتفاع نسبة نمو الاقتصاد في الربعين الثالث والرابع من العام الجاري.
من جانبه، يرى المحلل الاقتصادي عبد الرحيم الهور أن تحقيق قطر لمعدل نمو اقتصادي متسارع، يبلغ 6.3% خلال الربع الثاني للعام الجاري، لابد أن يأخذ في الاعتبار الإنفاق الحكومي الغزير في ظل متطلبات إنجاز مجموعة مشاريع ضخمة خلال فترة زمنية محددة مسبقا، خاصة تلك المرتبطة بكأس العالم.
نمو الاقتصاد القطري بنسبة 6.3 بالمئة في الربع الثاني من العام الجاري على أساس سنوي#قنا #قطر #اقتصاد pic.twitter.com/vd5kUzDvmT
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) September 30, 2022
إيرادات الحكومة
وأرجع الهور، في تصريح للجزيرة نت، النمو أيضا إلى الزيادة في إيرادات الحكومة سواء من عوائد الطاقة عبر زيادة أسعار الغاز المسال عالميا أو من خلال تنويع مصادر الدخل الأخرى كالسياحة وغيرها، معتبرا أن “حجم الزيادة في الإنفاق الحكومي الكبير كان من أهم أسباب زيادة التشغيل وبالتالي زيادة الدخل”.
ورأى أن الأثر الإيجابي لهذا النمو سيستمر خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن المرحلة الراهنة تعد استثنائية في تاريخ الاقتصاد القطري.
وكان بيان جهاز التخطيط والإحصاء قد أشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية (الإسمي) قفز بنسبة 40.7% على أساس سنوي مرتفعا إلى 219.87 مليار ريال بالربع الثاني من العام الجاري، قياسا بالربع الثاني من العام الماضي التي بلغ فيها 156.29 مليارا.
وقد بلغت تقديرات القيمة المضافة بالأسعار الجارية لنشاط قطاع التعدين واستغلال المحاجر، في الربع الثاني من العام الجاري، 98.09 مليار ريال مسجلة بذلك ارتفاعا نسبته 70.6% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
أما بالأسعار الثابتة، فقد بلغت تقديرات القيمة المضافة بالأسعار الثابتة لهذا القطاع 63.88 مليار ريال -خلال الربع الثاني من عام 2022- مسجلة ارتفاعا بنسبة 1.2% مقارنة بتقديرات الربع المماثل من عام 2021.