الاخبار العاجلةسياسة

من تركيا إلى لاوس.. موسكو تجد أسواقا جديدة للطاقة الروسية

بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا والتي شملت قرار الاتحاد الأوروبي تقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسيين، يبدو أن موسكو وجدت أسواقا عديدة لتسويق الوقود والغاز في شتى أصقاع العالم.

وقد نظمت روسيا الأسبوع الماضي “أسبوع الطاقة الروسي” لعام 2022، بحضور 3 آلاف مشارك من 70 دولة، بعضها حضر مدفوعا بالقلق بشأن أمن الطاقة على أعتاب الشتاء الذي قد يكون قاسيا بسبب أزمة الطاقة العالمية، وفق تقرير نشره موقع “نيوز رو” (News Ru) الروسي.

ويبرز تقرير الموقع تنوع الجهات والبلدان المشاركة في أسبوع الطاقة الروسي -الذي قاطعته الولايات المتحدة والدول الأوروبية- والذين جاؤوا من شتى القارات بما في ذلك أفريقيا وآسيا والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، فيما يرى الموقع الروسي أن ذلك دليل على مكانة روسيا بصفتها مصدرا رئيسيا للطاقة لا يمكن الاستغناء عنه.

وقال الموقع إن “أسبوع الطاقة الروسي” هذا العام شهد تأكيد حلفاء موسكو التزامهم ببناء تعاون أوثق معها، خاصة أن العديد منهم قد يواجه نقصا بإمدادات الطاقة في المستقبل القريب. وفي هذا الإطار صرح وزير الطاقة في كازاخستان، بولات أكشولاكوف، بأن بلاده ستعاني نقصا في الغاز بحلول عام 2025، حيث زاد الاستهلاك بمقدار 4.8 مليارات متر مكعب خلال السنوات الأربع الأخيرة.

وقد وقّعت كازاخستان اتفاقيات جديدة للطاقة مع روسيا على هامش “أسبوع الطاقة”، كما تُجري مفاوضات أولية مع شركة غازبروم بشأن زيادة حصتها من الغاز الروسي.

اتفاقيات مع دول القارة السمراء

وأفاد الوقع الروسي بأن روسيا تولي أهمية خاصة للتعاون مع الدول الأفريقية في مجال الطاقة، وفي هذا الإطار وقّعت وزارة الطاقة الروسية مذكرة تفاهم وتعاون مع رابطة التعاون في مجال الطاقة مع الدول الأفريقية على هامش الحدث السنوي.

وأبرز التقرير أن موسكو تسعى لمساعدة دول القارة السوداء لسد النقص الحاد الموجود لديها في مصافي النفط ومحطات الطاقة الكهرومائية ومرافق الطاقة المتجددة والبنية التحتية الحيوية الأخرى، وتولي أولوية لتطوير قدرات البلدان الأفريقية الضرورية لضمان أمن الطاقة في تلك الدول. وتجري روسيا الآن مفاوضات مع مالي الغنية بالنفط لتطوير حقول نفط جديدة بالبلد.

الأسواق الآسيوية

وأشار تقرير الموقع إلى أن روسيا وبقية الدول الآسيوية تحتل مكانة كبيرة في قطاع الطاقة العالمي ولديها إمكانيات هائلة؛ كما تستهلك دول منطقة آسيا والمحيط الهادي أكثر من 50% من إجمالي الاستهلاك العالمي للطاقة.

وبناء على ما سبق، يرى المشاركون في أسبوع الطاقة الروسي لعام 2022 أن هذه المنطقة ستلعب “دورًا حاسمًا” في سوق الطاقة العالمي؛ خاصة أن العديد من الأطراف قلقة من أن استهلاك الطاقة في منطقة آسيا والمحيط الهادي سيتضاعف قريبًا، وليست هناك احتياطات تمكنها من تلبية احتياجاتها من الطاقة.

اقرأ ايضاً
مقال بالتايمز: ما سر قلق كييف من التفاوض مع روسيا الآن لوضع حد للصراع؟

وقد اتجهت روسيا، بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها الغرب والتي شملت تقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسيين، إلى الأسواق الآسيوية، إذ أصبحت الصين الآن ضمن أكبر مستوردي النفط والغاز الروسيين.

فيما تستعد جمهورية لاوس ممثلة في سينافا سوفانوفونغ، نائب وزير الطاقة والتعدين لتوقيع اتفاقية تعاون لاستيراد الطاقة مع شركة روساتوم الروسية، التي رحب أحد مسؤوليها بهذا التعاون مشيرا إلى أن الطرفين سيوقعان قريبا اتفاقية تعاون معها على مستوى الوزارات.

تصدير الغاز الروسي عبر تركيا

خلال مؤتمر “سيكا” الذي انعقد الخميس الماضي في كازاخستان، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصدير موسكو مزيدا من الغاز الطبيعي عبر الأراضي التركية، وتحويلها إلى مركز إمداد جديد.

وقال بوتين إن تركيا وفرت أفضل طريق من حيث الثقة وإمكانية الاعتماد عليها لتوصيل الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، وإن المنصة المقترحة (مركز الغاز في تركيا) ستسمح بتحديد الأسعار من دون تدخل السياسة، واقترح أن تصبح تركيا مركزا للغاز الروسي لأطراف ثالثة، تشمل أوروبا، بإنشاء خط أنابيب جديد، وتبادل الغاز الطبيعي لتحديد الأسعار، حسب وكالة أنباء “إنترفاكس” الروسية.

وأشار تقرير موقع “نيوز رو” الروسي إلى أن الرد التركي على مقترح بوتين جاء سريعا حيث أكد رئيس بورصة إسطنبول للطاقة، أحمد تورك أوغلو -على هامش منتدى أسبوع الطاقة- أن الجانب التركي مستعد لإنشاء مثل هذا المركز.

كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة الماضي إنه أمر وزارة الطاقة بالعمل على إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا، وذلك بعد يوم من اقتراح بوتين.

ونقلت وكالة رويترز عن الرئيس التركي أردوغان قوله، في تصريحات لقناة “إن تي في” (NTV)، إن أنقرة وموسكو ستعملان فورا على تنفيذ مقترح بوتين لنقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى القارة الأوروبية.

بودابست كانت حاضرة

وأشار الموقع إلى أن المجر كانت حاضرة في أسبوع الطاقة الروسي رغم مقاطعة الدول الأوروبية للحدث، ممثلة في بيتر زيجارتو، وزير الخارجية المجري، الذي أكد ضرورة الحفاظ على الحوار والتواصل في هذا الوضع الصعب.

وأشار زيجارتو إلى أن موسكو وبودابست تعملان على تسريع العمل في محطة جديدة للطاقة النووية في إطار مشروع دولي، مؤكدًا حرص حكومة بلاده على استمرار تدفق إمدادات الطاقة الروسية إلى المجر.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى