الاخبار العاجلةسياسة

قصص تدمي القلب.. لوموند: الصومال دولة يسحقها الجفاف والجوع

لا تمر دقيقة إلا وطفل صومالي يدخل إلى المستشفى بسبب سوء التغذية دون وجود أي منظمة إنسانية لتقديم المساعدات للمنكوبين في المناطق المتأثرة.

هكذا قدم مراسل صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية الخاص إلى مدينة بيدوا بالصومال نوي هوشي بودين لتقرير عن الظروف الصعبة التي يمر بها الصوماليون هذه الفترة بسبب الجفاف وما نجم عنه من جوع وشظف عيش.

يبدأ المراسل تقريره بقصة سار غومورو مال ذات الـ8 أطفال، والتي هجرت قبل 3 أشهر قريتها لتنضم إلى آلاف المشردين في مخيمات للاجئين تطوق اليوم مدينة بيدوا الواقعة على بعد حوالي 100 كيلومتر من قريتها.

تركت مال وراءها ابنها إسحاق (8 أعوام) لرعاية ما تبقى لدى العائلة من قطيع إبلها الذي سحق الجفاف جله، بعد فترة وجد نفسه مجبرا على النزوح هو الآخر فسلك الطريق بمفرده يشرب ما يجده من مياه ملوثة وما إن وصل المخيم منهكا حتى خارت قواه ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ذلك بيوم واحد.

فبعد عامين من دون مطر -يقول الكاتب- اضطر مئات الآلاف من الصوماليين -خاصة المزارعين والبدو الرحل- مثل مال إلى التخلي عن كل شيء، مشيرا إلى أن بيدوا (250 كيلومترا غربي العاصمة مقديشو) هي بؤرة هذه الأزمة.

ولفت إلى أن عدد سكان هذه المدينة البالغ أصلا 800 ألف نسمة تضاعف بعد أن ضجت ضواحيها بطوق كبير من المعسكرات نصبت فيها آلاف الخيام بألوان المنظمات الإنسانية الدولية.

وقد دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، وشددت على أن الوضع سيئ جدا، إذ يتم إدخال طفل صومالي للمستشفى كل دقيقة بسبب سوء التغذية.

اقرأ ايضاً
وسط جدل حول نجاح الحوار.. كيف وصف عمرو موسى الأجواء في مصر؟ وماذا اقترح؟

كما توقع مؤشر أسعار المستهلك “سي بي آي” (CPI) أن تعاني مجتمعات البدو والنازحين داخل منطقة بيدوا من المجاعة بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول 2022، بل إن المراسل نقل عن عامل إغاثة اشترط عدم ذكر اسمه أن الصومال بلغ بالفعل عتبة المجاعة.

صحيح أن المجاعة لم تبلغ بعد -حسب ناشط إنساني غربي- حد ما حدث عام 1992 عندما كانت مئات جثث الموتى تجمع من شوارع بيدوا وتكدس في الشاحنات.

وفي مستشفى بيدوا -الذي يستقبل أشد حالات سوء التغذية في المنطقة- يوجد 70 طفلا في وحدة العناية المركزة منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، إنهم متعبون ملتصقون ببطون أمهاتهم تحت الناموسيات، ويضطر الأطباء أحيانا إلى حقن هؤلاء الأطفال الضعفاء عبر أوردة فروة الرأس كما يقول رئيس قسم طب الأطفال في المستشفى الدكتور محمد إبراهيم.

يسود الجوع في كل مكان وفقا للمراسل الذي يورد هنا قصة حليمة أحمد (35 عاما) ولديها 8 أطفال تركتهم في مخيم التوفيق، وجاءت إلى سوق بيدوا تنتظر أن يتصدق عليها أحدهم بما تطعم به أطفالها من الذرة بعدما انتزع منها الجفاف قطيع الماعز الذي كان يغنيها عن التوسل.

وتعاني الحيوانات كذلك في بيدوا، إذ تقدر هيئة أممية أن 3 ملايين من الإبل نفقت من العطش بين صيف عام 2021 وصيف عام 2022.

وينقل المراسل عن أحد مربي الماشية قوله “لم يكن لدي ما يكفي من الماء، كان علي أن أختار أيا من هذه الجمال أحتفظ به، وأيا منها يجب أن أضحي به”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى