اختطاف واغتصاب وقتل.. الغارديان: مرتكب مجزرة التضامن لا يزال يعمل لدى النظام السوري
نشرت صحيفة “الغارديان” (The Guardian) تفاصيل جديدة صادمة عن مجزرة التضامن، وقالت إن ضابط المخابرات السورية المسؤول عنها أمجد يوسف لا يزال يعمل في قاعدة عسكرية خارج دمشق.
وسبق للصحيفة البريطانية أن نشرت في أبريل/نيسان الماضي مقطع فيديو يظهر قيام مجموعة مسلحين تابعة لقوات النظام السوري يوم 16 أبريل/نيسان 2013 بإعدام 41 مدنيا، بينهم 7 نساء وعدد من الأطفال، ثم رميهم في حفرة، قبل إضرام النيران في جثثهم.
وأظهر مقطع الفيديو طلب عناصر النظام السوري من عدد من المدنيين الركض، في حين كانت أيديهم مكبلة خلف ظهورهم وأعينهم معصوبة، قبل أن يطلقوا النار عليهم. كما أظهرت الصور اقتياد مدنيين وإلقاءهم في حفرة وإطلاق النار عليهم. وتبيّن الصور تكديس عناصر النظام السوري جثث المدنيين الضحايا فوق بعضها، وإلقاء إطارات سيارات وأخشاب فوقها، وسكب البنزين عليها، ثم إحراقها.
وكانت إشاعات متضاربة أشارت إلى أن النظام تحفظ على أمجد يوسف، وأخرى تحدثت عن إعدامه، وذلك عقب نشر فيديوهات مجزرة التضامن.
وذكرت الصحيفة أن أمجد يوسف لا يزال داخل قاعدة كفر سوسة في دمشق، ونقلت عن زميل سابق له قوله إن ضابط المخابرات اعترف خلال حديث هاتفي مع صديق مشترك بارتكابه عمليات قتل جماعية.
اختطاف وحرق
كما نقلت الغارديان عن زميل سابق لأمجد يوسف تأكيده أن ضابط المخابرات كان يختطف النساء من شوارع حي التضامن، وكثير منهن لم يشاهَدن مرة أخرى، وأوضح أنه شاهده وهو يختطف نساء وهن في طوابير الانتظار لشراء الخبز صباحا.
وأضاف الشاهد “كن نساء بريئات، لم يفعلن شيئا، لقد تعرضن إما للاغتصاب وإما للقتل”.
الارهابي المجرم امجد يوسف احد عناصر ميلشيات الاسد الطائفية و المشارك في مجزرة التضامن في دمشق عام 2013#مجزرة_التضامن pic.twitter.com/JhP4zS1KkE
— Sy (@Sy_N_18) April 27, 2022
وأكدت الغارديان أنها اطلعت على مقطع فيديو غير منشور، يظهر فيه أمجد يوسف وهو يطلق النار على 6 نساء داخل حفرة أمام مرآى فرق الموت، التي تعمل تحت إمرته، وبعد انتهاء عملية القتل تشعل النيران في جثث القتيلات داخل الحفرة التي يتم إغلاقها بواسطة جرافة، في محاولة لمحو أي أدلة على جريمة الحرب تلك.
وأضاف الزميل السابق أن ما يزيد على 12 مجزرة جماعية نفذت في حي التضامن، وأن السكان المحليين على دراية بمواقع ارتكاب تلك الجرائم، وأكد أن كل الضحايا كانوا من السنة، وعلق على ذلك قائلا “كان ذلك تطهيرا طائفيا، لقد أراد العلويون القضاء على السنة”، في حين أشار رفاق آخرون لأمجد يوسف إلى أن الهدف من المجازر كان أيضا خلق الرعب في نفوس المواطنين وتحذيرهم من الاقتراب من المعارضة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن السلطات الألمانية تقوم بإعداد قضية ضابط مخابرات سوري سابق تسلل إلى البلاد، ويعتقد أنه زميل سابق لأمجد يوسف.
ولم يكن مقطع الفيديو الذي نشرته الغارديان في أبريل/نيسان عن مجزرة حي التضامن بالعاصمة السورية دمشق، إلا واحدا من بين 27 تسجيلا مصورا لمجازر مماثلة قضى فيها أكثر من 280 سوريا على يد عناصر من مخابرات النظام السوري، وفق تحقيق أعده الباحثان أنصار شحّود، وأوغور أوميت أونغور، العاملان في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” بجامعة أمستردام.