نابولي يلتهم الفرق محليا وقاريا هذا الموسم.. ما علاقة مزرعة سباليتي بمستويات فريق الجنوب الإيطالي الخرافية؟
يمتلك الإيطالي لوتشيانو سباليتي مدرب نابولي مزرعة في قرية ريميسا في تلال توسكانا الإيطالية والمعروفة بطبيعتها الخلابة، وهناك ولمدة عامين كان يدرس ويرتب ويضع الخطط تمهيدا لعودة تدريبية ساحقة مع نابولي.
وبينما كان لا يزال على كشوف رواتب إنتر ميلان بعد الاستعاضة عنه بأنطونيو كونتي أمضى سباليتي عامين في دراسة عمل أنجح مدربي كرة القدم وصقل أفكاره الخاصة بشأن اللعبة.
وكشف “في صمت ريميسا أجد حلولا جديدة لأنني وحدي وألمس أعماق روحي”.
ومنذ عودته إلى كرة القدم قاد نابولي للعودة إلى دوري أبطال أوروبا وتصدّر الدوري الإيطالي والتأهل لثمن نهائي البطولة القارية هذا الموسم.
كما أن رجال سباليتي -الذين لم يهزموا بعد محليا ولا قاريا- سجلوا 50 هدفا في 17 مباراة.
ومن بين الأهداف الـ50 سجل المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين 7 أهداف (بينها ثلاثية السبت الماضي في مرمى ساسولو) وزميله الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا 6 أهداف في 12 مباراة في الكالتشيو.
كما نجح الفريق في تخفيض 11 مليون يورو من فاتورة الأجور، ورغم استغنائه عن لاعبين نجوم مثل لورينزو إنسيني وكاليدو كوليبالي وفابيان رويز فإنه تعاقد مع جواهر كروية غير معروفة مثل كفاراتسخيليا والكوري الجنوبي الدولي كيم مين جاي.
وضربت الموسم الماضي فريق الجنوب الإيطالي لعنة الإصابات، وخسر رهان سعي النادي للحصول على لقب السكوديتو الأول منذ فوز الفريق بلقبين في عهد الأسطورة الراحل دييغو مارادونا.
وبالنسبة للجماهير ووسائل الإعلام فقد مثل الموسم الماضي فرصة ضائعة، وظهرت شكوك حول قدرات سباليتي، وطالبت لافتة من “ألتراس نابولي” سباليتي بالمغادرة، ولكن في النهاية احتل المركز الثالث خلف قطبي ميلان وقاد الفريق للعب في دوري الأبطال.
في بداية هذا الموسم فضل المراهنون ميلان وإنتر ويوفنتوس وروما، غير أن نابولي سباليتي وطاقمه التدريبي يضربون في كل الاتجاهات -حتى الآن- محليا وقاريا ويلتهمون كل فريق يواجهونه.
في الفترة الأولى بروما أخرج سبالتي أفضل ما في فرانشيسكو توتي، وابتكر خططا لزيادة جودته إلى أقصى حد باعتباره المهاجم رقم “9” الوهمي، وفي فترته الثانية مع “ذئاب” العاصمة الإيطالية مكّن إدين دجيكو من تسجيل 39 هدفا، كما ساهم في وصول محمد صلاح ورادجا ناينغولان إلى مستويات جديدة.
وفي نابولي، حوّل ستانيسلاف لوبوتكا وأمير رحماني -اللذين لعبا دقائق قليلة جدا تحت قيادة المدرب السابق غاتوزو- إلى لاعبين مؤثرين في الفريق في غضون عام.
كما أعاد الثقة إلى أندريه فرانك زامبو أنغيسا، وحتى تانغوي ندومبيلي المعار من توتنهام بدأ يعود إلى مستوياته السابقة.
ولا يزال البعض في إيطاليا مصمما على التقليل من شأن سباليتي (63 عاما) لأنه لم يفز بلقب السكوديتو، لكنه قد يغير الصور النمطية هذا الموسم محليا وقاريا.
وقاد سباليتي أودينيزي إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى، ومع روما فاز بـ3 ألقاب محلية واقترب من الكالتشيو، وأعاد الإنتر إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب 6 أعوام، وفاز بالدوري الروسي مرتين مع زينيت، ومع كل الفرق التي دربها كان يلعب دائما كرة جميلة وهجومية.
وفي صيف 2008 كان قاب قوسين من تدريب تشلسي، وكان خيار مالك النادي وقتها رومان أبراموفيتش بينه وبين مواطنه وصديقه القديم كارلو أنشيلوتي.
غير أن تشلسي عين وقتها البرازيلي لويس فيليبي سكولاري الذي لم ينجح مع “البلوز”، وفي غضون عام أقيل الأخير وتعاقد الفريق اللندني مع أنشيلوتي الذي كانت أولى خطواته خارج إيطاليا في رحلة جعلته يدرب أعظم الأندية في أوروبا ويضيف لقبي دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد إلى لقبين فاز بهما مع ميلان.
لم يكن سباليتي محظوظا في الانتقال إلى عالم التدريب خارج إيطاليا ليثبت قدراته وإمكانياته، ولكن يبدو أن مزرعته ساهمت في إعادة الروح إلى مسيرته التدريبية وترتيب أفكاره، وأكبر دليل أنه يقدم أفضل كرة في إيطاليا حاليا ومن بين الأفضل في القارة العجوز.