مجدداً استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة لتعطي بذلك الضوء الأخضر لاستمرار المجازر، ابقوا معنا للتفاصيل.
فشل مجلس الأمن الدولي في الموافقة على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده.
عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا في وقت مبكر من صباح الجمعة لمراجعة اقتراح الإمارات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن هذا الإجراء فشل بسبب الفيتو الأمريكي.
حيث أفادت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة وسط الهجمات الإسرائيلية على القطاع.
كتبت وسائل الإعلام البريطانية عن هذا الفيتو “في حين أن واشنطن تدافع عن حليفتها، لكنها تعزل نفسها دبلوماسيا”.
بينما كتبت صحيفة واشنطن بوست أيضًا أن هذه هي المرة الثالثة منذ بداية الهجمات واسعة النطاق التي يشنها النظام الصهيوني على غزة والتي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار فوري لوقف إطلاق النار وإنهاء الهجمات.
صوت ثلاثة عشر عضوا في مجلس الأمن لصالح مشروع هذا القرار الذي قدم بمبادرة من دولة الإمارات، إلا أن المملكة المتحدة امتنعت عن التصويت ورفضته الولايات المتحدة.
يأتي اجتماع الليلة بعد الإجراء غير المسبوق الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء لتفعيل المادة 99 من الميثاق العالمي للأمم المتحدة.
هذه المادة، التي استخدمت 9 مرات فقط في تاريخ الأمم المتحدة، تسمح للأمين العام لهذه المنظمة بدعوة أعضاء مجلس الأمن إلى اجتماع عاجل ومطالبتهم باتخاذ إجراءات في الحالات التي يرى فيها أن “الأمن والسلام في العالم” في خطر. افعلوا شيئاً عاجلاً حيال ذلك.
وأيد عدد من الدول، من بينها إيران، بالإضافة إلى “جوزيف بوريل” المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، تحرك غوتيريس.
امريكا تمنع وستمنع وقف إطلاق النار في غزة فما الحل
ردا على هذا الإجراء الأمريكي، قال ممثل الصين: نأسف لاستخدام واشنطن حق النقض على مشروع القرار الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة في خضم أعمال القتل المستمرة.
وقال الدبلوماسي الصيني، منتقداً النهج المزدوج للولايات المتحدة، إن “تأكيد استمرار الصراع يتناقض مع ادعاء القلق على حياة وأمن سكان غزة”.
وواصل ممثل الصين انتقاداته للولايات المتحدة، وقال إن تأكيد استمرار الصراع بينما نريد منع انتشاره هو شكل من أشكال “خداع الذات”.
وقال ممثل روسيا أيضًا: إن منع تنفيذ وقف إطلاق النار هو تنفيذ لحكم الإعدام الأمريكي لآلاف وربما عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
كما انتقد مندوب فلسطين في الأمم المتحدة الفيتو الأمريكي وقال: إنها مأساة أن يفشل مجلس الأمن مرة أخرى في القيام بدوره في وقف حرب غزة من أجل حماية حياة ملايين الفلسطينيين.
وقال الدبلوماسي الفلسطيني أيضًا إن أكثر من 100 دولة تريد وقف إطلاق النار في غزة، لكن الفيتو الأمريكي دمر كل شيء.
وفي تعليل تصويت بلاده الإيجابي على مشروع القرار، قال مندوب فرنسا: نشعر بالقلق إزاء المأساة الإنسانية في غزة. ونحن عازمون على العمل للانضمام إلى مجلس الأمن للتحرك بشأن ما يحدث في القطاع.
إلا أن ممثل النظام الصهيوني أشاد بعمل الولايات المتحدة في استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن وشكر “الموقف الحاسم” للحكومة الأمريكية إلى جانب إسرائيل.
وكرر “جلعاد إردان” زعيم الكيان الصهيوني في رحلة إلى الأمم المتحدة مرة أخرى شرطي تل أبيب لـ “وقف إطلاق النار في غزة” وزعم: وقف إطلاق النار ممكن فقط مع عودة جميع الرهائن وتدمير حماس.
نرفض وقف الحرب لأننا نحب السلام
وقبل التصويت، قال نائب الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة روبرت وود في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول قطاع غزة: “إن الولايات المتحدة تدعم بقوة السلام الدائم، الذي يستطيع فيه الإسرائيليون والفلسطينيون العيش بسلام. ولكننا لا نؤيد طلب وقف فوري لإطلاق النار”.
وقال المندوب الأمريكي، وبدعم صريح لتل أبيب، إنه “على الرغم من آلام الحرب، فإن واشنطن ليست مستعدة لدعم القرار الإماراتي”. وادعى أن حماس ستستخدم وقف إطلاق النار لتجديد الهجمات.
وقال وود، مدعيا دعم واشنطن “للسلام الدائم” في المنطقة، إن “حماس ليس لديها رغبة في السلام الدائم”. ولا تزال حماس تشكل تهديدا لإسرائيل ومسؤولة عن الوضع الحالي في غزة.
وزعم الممثل الأمريكي أن بلاده تبذل جهودا دبلوماسية لتخفيف المعاناة في غزة، واتهم حماس بتقويض وقف الصراعات، وادعى أن هناك “انعداما أساسيا في الارتباط” بين مناقشات مجلس الأمن والوضع على الأرض.
وقد أثيرت ادعاءات المندوب الأمريكي هذه بينما نفذت حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى شروط الاتفاق خلال وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، بما في ذلك إطلاق سراح السجناء الصهاينة وغيرهم من الرعايا الأجانب، وكان الصهاينة هم الذين انتهكوا الاتفاق واستأنفوا الهجمات على المدنيين. غزة . .
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 17 ألف فلسطيني استشهدوا نتيجة هجمات النظام الصهيوني خلال الشهرين الماضيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
روسيا تنتقد المجازر الارهابية
إلا أن ممثل روسيا، بينما أشار إلى جهود النظام الصهيوني لترويج “الإرهاب” بين سكان غزة بالأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة وإنجلترا، قال إن المحكمة الجنائية الدولية “فاسدة” لأنها من الناحية السياسية يعمل لصالح الدول الغربية..
وفي جزء آخر من بيانه الموجه إلى أعضاء مجلس الأمن، دعا الدبلوماسي الروسي إلى العودة إلى جذور الصراع في غزة، وقال: “موسكو لن تعرف “المأساة الجديدة”.
وتابع نائب ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة: “لم يتمكن مجلس الأمن من اعتماد قرار ملزم يتضمن مطالب الأطراف بإنهاء العنف في غزة. والغرض من تهجير الفلسطينيين هو جعلهم مخيرين بين ترك وطنهم أو الموت”.
كما أشاد سفير وممثل الصين لدى الأمم المتحدة بـ “التحذير الإعلامي” الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة بشأن غزة وإصراره على اتخاذ إجراءات فورية لوقف إطلاق النار، وشدد على أن المجلس يجب أن يتحرك دون تأخير للحد من معاناة غزة من خلال وقف لإطلاق النار. وقف إطلاق النار.
وقال الدبلوماسي الصيني “اعملوا من أجل السلام”. اتخذوا الإجراءات اللازمة لإنقاذ الأرواح”.
المصدر: الجزيرة + رأي الخليج
