الاخبار العاجلةسياسة

خبير عسكري: لهذه الأسباب تخلّت روسيا عن خيرسون

أمرت روسيا بسحب قواتها من مدينة خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي احتلتها منذ بداية غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، فما الذي دفعها لذلك وما تداعياته؟

لإلقاء الضوء على هذه الخطوة وتبعاتها، أجرت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية مقابلة مع المؤرّخ والخبير العسكري المراقب عن كثب للحرب في أوكرانيا منذ بدايتها سيدريك ماس، أوضح في مستهلها أن علينا أن نكون حذرين للغاية في هذه المسألة.

وشدد على أن الانسحاب الروسي لا يمكن الجزم به ما لم يؤكده الأوكرانيون أنفسهم، أو يتضح أن جيشهم انتشر على الضفة اليسرى لنهر دنيبر.

لكنه أردف أن الروس يحضّرون فعلا منذ مدة لإخلاء المنطقة، إذ نقلوا بالفعل أولا معداتهم الثقيلة، ثم دمّروا تدريجيا كل ما لم يتمكنوا من حمله من جسور وغيرها، قبل أن يجلوا سكان المنطقة.

وفي المقابل، توقّع الخبير العسكري الفرنسي أن يكون التقدّم العسكري الأوكراني معقدًا، مبررا ذلك بأن الروس -بالتأكيد- خلفوا وراءهم متفجرات أو ألغاما لإبطاء تقدم الجيش الأوكراني وإحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوفه.

وأبرز ماس أن الإستراتيجية الروسية واضحة جدا، فهي تنطلق من أن عليهم أن يجتازوا الشتاء بأقل الخسائر، وهو ما يتطلب إجلاء الجنود من المناطق التي قد تتسبب في خسائر فادحة.

وبالنسبة للجيش الروسي، سيكون من الأسهل الدفاع عن الضفة اليسرى لنهر دنيبر، خصوصا أن الجيش الأوكراني لم يتوقف عن الضغط عليه عسكريا في هذه المنطقة بالذات.

اقرأ ايضاً
لماذا يرى الإيرانيون في قصف القواعد الأميركية بسوريا تغييرا لقواعد الاشتباك؟

وقال الخبير العسكري إن هذا الانسحاب -لو تم التأكد منه- فإنه يعكس أمرين: أولا، التفوق العسكري الأوكراني على روسيا خصوصا بعد هجوم خاركيف المفاجئ خلال الصيف، والذي أظهر أن الأوكرانيين أمسكوا بزمام المبادرة، وهو ما ساعدهم عليه تفوقهم العددي وتحسن أدائهم المضطرد.

أما الأمر الثاني فهو انخفاض معنويات الجنود الروس الذين يرى الكثير منهم أنهم ضُحي بهم، وبالتالي لا يريدون القتال.

فالسياسة، التي أقرّها الكرملين -وفقا للخبير العسكري الفرنسي- للاحتفاظ بالأراضي المحتلة بأي ثمن، تصطدم بجدار من الحقائق. فحتى لو أراد الروس الصمود، فليس من المؤكد أن القوات على الجبهة كانت ستخضع لإرادتهم، لذلك فضّل الجيش الروسي الإخلاء على أن يعاني من الهزيمة.

وتوقّع أن يعاني الأوكرانيون إذا حاولوا التقدم في هذه الجبهة بالذات، لأن خطوتهم التالية ستكون الهجوم عبر النهر أو في مكان تمترس الروس الذين عززوا قواتهم في مناطق وجودهم بالقوات المنسحبة من خيرسون.

لكنه أوضح أن المبادرة اليوم هي في يد الأوكرانيين الذين أصبح بإمكانهم اختيار موقع المعارك القادمة، وهو ما يميز عادة المعسكر الأقرب للنصر، على حد تعبيره.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى