الاخبار العاجلةسياسة

شبهة التطبيع تنفجر بوجه رعاية بنك إماراتي للنادي الأهلي.. ما تأثير حركة مقاطعة إسرائيل في مصر؟

القاهرة- أثار حصول بنك “أبو ظبي الأول” على حق رعاية النادي الأهلي، انتقادات بسبب شبهات حول تورط البنك الإماراتي في مشاريع تطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم النقلة النوعية الكبيرة في تطور العلاقات المصرية الإسرائيلية على المستوى الرسمي في السنوات الأخيرة، يبقى التطبيع على المستوى الشعبي بمختلف صوره وأبعاده تسللا مرفوضا لجدار الرفض، وهدفا عكسيا عادة ما تعاقب الجماهير محرزه.

ومؤخرا حصل البنك الإماراتي رسميا على حقوق الرعاية للنادي الأهلي، لمدة 4 سنوات، مشيرا إلى أنه يأمل دعم نادي “القرن الأفريقي” في مواصلة تحقيق البطولات، مقابل الاستفادة من تاريخه العريق وشعبيته الضخمة التي تقدر بالملايين، لتعزيز انتشار البنك والوصول إلى قاعدة أكبر من العملاء.

لكن في وقت سابق من الشهر الجاري، خاطبت “الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل” (BDS Egypt) إدارة الأهلي، لإلغاء عقد الرعاية الذي أبرمته مع البنك الإماراتي، بدعوى تورطه بنشاطات تطبيعية مع بنوك إسرائيلية تموّل الاستيطان وجرائم الاحتلال.

ووجهت الحملة، دعوة لجماهير الأهلي للاحتجاج على رعاية كيانات متهمة بالتطبيع لفريق الكرة بالنادي.

و”حركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات”، تأسست في 2005، وهي حملة عالمية لمقاطعة اقتصادية وثقافية وعلمية لإسرائيل تهدف إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ولها فروع حول العالم.

وفي حين لم يتسن الحصول على تعقيب من البنك الإماراتي أو إدارة النادي الأهلي، بشأن ذكرته الحملة، نقل موقع “المنصة” المحلي عن مصدر مقرب من إدارة النادي الأهلي قوله إنه من المستبعد أن تتجاوب الإدارة مع الخطاب.

وعلل المصدر ذلك، بعدم رغبة مجلس الإدارة الزج بالنادي “في أزمات من هذا النوع”، مضيفا أن “بنك أبو ظبي الأول هو بنك إماراتي، وتابع لدولة الإمارات التي تحتفظ معها مصر بعلاقات طيبة، لا سيما أن النادي الأهلي غير معني بتتبع استثمارات كل شركة ترغب في الحصول على رعايته”.

يأتي ذلك، بعد إعلان إدارة الأهلي فسخ عقد للرعاية مع الخطوط الجوية القطرية، بعد حملة إعلامية أثمرت في النهاية عن الرعاية الإماراتية التي جاءت عبر وساطة -كانت مفاجئة لجماهير النادي- من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (تمتلكها الدولة)، وذلك مقابل نسبة من التعاقد.

وفي عام 2017، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الزعماء العرب ليسوا عائقا أمام توسيع علاقات إسرائيل مع جيرانها من الدول العربية. وأضاف في كلمة له ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي أن الحاجز الذي تصطدم فيه إسرائيل وتخشاه دائما هو الشعوب العربية والرأي السائد في الشارع العربي.

اختراق الأمن القومي

وتعقيبا على ما ذكرته الحملة، حذَّر أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية الأسبق عبد الله الأشعل، من خطورة فتح المجال أمام التطبيع الرياضي مع إسرائيل على الأمن القومي المصري، مشيرا إلى تقارير صحفية تحدثت عن منح الإمارات جنسيتها للعديد من الإسرائيليين، وبالتالي سيصعب التعرف على أصول هؤلاء في السنوات القليلة المقبلة، وفق وصفه.

وأشاد الأشعل -في حديث للجزيرة نت- بنشاط الحملة في كشف مساعي التطبيع، مشددا على ضرورة التدخل الحكومي للوقوف بوجه المشروع الإسرائيلي ومراجعة العلاقات مع تل أبيب.

وقال إن التطبيع الرياضي عبر عقود الرعاية، يعد تجنيدا لصالح إسرائيل باعتبار التربح والمتاجرة مع أية مؤسسة تتعامل مع إسرائيل يعد طعنة واختراقا للأمن القومي المصري.

اقرأ ايضاً
ولي العهد السابق الأميربن نايف يتعرض لتعذيب شديد وضغوط على بايدن للتدخل

هل يستجيب الأهلي؟

بدوره، قال الصحفي وعضو لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، حازم حسني، إنه من المهم استمرار الحملات الشعبية المطالبة بمقاطعة العدو الصهيوني وعدم التطبيع معه، بعد أن خذلت المواقف العربية والدولية الرسمية القضية الفلسطينية وأصبح الطبيعي هو التعامل والتطبيع مع الاحتلال.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار إلى شراكة بنك أبو ظبي الإماراتي مع بعض البنوك الصهيونية التي تمول المستوطنات على حساب الشعب الفلسطيني، وتغيير الخريطة الفلسطينية لصالح الصهاينة.

وشدد حسني على أنه من المفترض أن يستجيب النادي الأهلي بتاريخه العريق لخطاب الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل، احتراما لجماهيره ومؤيديه والشعب الذي رفض التطبيع في كل مواقفه، على عكس مواقف كل الحكومات التي توالت عليه.

ويعتقد حسني أن النادي الأهلي سيقطع علاقته ببنك أبو ظبي بعد ما تردد عن شراكته مع بعض البنوك الصهيونية، وفق اعتقاده.

تأثير حركة المقاطعة

وخلال السنوات الماضية، حققت الحركة إنجازات عديدة على الصعيد العالمي، وهو ما دفع إسرائيل إلى إصدار قوانين تمنع نشطاء الحركة من الدخول إليها.

وفي إطار ما يصفه بسياسة النفس الطويل، حقق فرع الحملة بمصر نجاحات جزئية عديدة في السنوات الأخيرة، حيث كشف العديد من الحفلات الداعمة للتطبيع الثقافي والفني في المدن السياحية في السنوات الأخيرة.

لكن في المقابل، واجه مؤسسو الحملة وأعضائها مضايقات أمنية شديدة، كما حدث مع الناشط الحقوقي، منسق الحملة رامي شعث، نجل السياسي الفلسطيني البارز نبيل شعث، والذي خرج من السجن مطلع العام الجاري بعد تنازله عن جنسيته المصرية.

ومن أبرز حملاتها لمواجهة التطبيع بمصر:

  • دعوتها في أغسطس/آب الماضي لمقاطعة حفل غنائي قالت إنه “تطبيعي” في منتجع الجونة على ساحل البحر الأحمر (شرق) والمملوك لعائلة ساويرس المصرية.
  • في مايو/أيار الماضي دعت إلى مقاطعة إحدى شركات التسويق لمنظمة لحفل فرقة “مارون 5” (Maroon 5) الأميركية في منطقة أهرامات الجيزة، غرب القاهرة. وآنذاك ذكرت الحملة أن الفرقة، “تقيم في أعقاب حفلها تحت سفح الهرم حفلا آخر في إسرائيل في حديقة أقيمت على أنقاض قرية الجريشة الفلسطينية التي تم القضاء على جميع سكانها عرقيا سنة 1948”. لكن رغم دعوات المقاطعة، إلا أن مقاطع مصورة أظهرت حضورا جماهيريا كبيرا وأنه لا مكان لقدم بحفل الفرقة بمنطقة الأهرامات.
  • في أبريل/نيسان الماضي، أعلنت عن تحقيق ما وصفته بـ “انتصار جديد” بعد تراجع أحد الفنادق الحكومية الشهيرة بسيناء عن استضافة مهرجان موسيقي إسرائيلي، في وقت دعت فيه إلى تحرك ضد منتجعَين استضافا المهرجان، مؤكدة أهمية ما وصفته بالنفس الطويل في مواجهة التطبيع.
  • وفي أغسطس/آب 2019 أُقيم حفل للمغنية الأميركية جينيفر لوبيز بمدينة العلمين الجديدة الساحلية، شمالي مصر، على الرغم من دعوة لإلغائه، بسبب وصفها تل أبيب بـ “الوطن الأم”، وقولها إنها في حالة “حب” معها. وكانت شركة “أوراسكوم”، التي يملكها الملياردير المصري سميح ساويرس، أعلنت عن إقامة الحفل، وهو الأول للمغنية الأميركية في مصر، بهدف تنشيط السياحة في البلاد.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى