بعد إطلاق 10 مشاريع كبرى.. سعي عماني لتنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية
يعتقد خبراء أن العمل على تنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية هو غاية تسعى سلطنة عمان لتحقيقها، من خلال إطلاق الخطط والمشروعات الحيوية، وذلك فى إطار تنفيذ رؤية “عمان 2040”.
وفى سبيل تحقيق هذه الغاية، جاءت أحدث الخطوات العمانية خلال الأيام الأخيرة متجسدة فى الإعلان عن 10 مشاريع وطنية متنوعة القطاعات وموزعة جغرافيا في عدد من المحافظات، وذلك من قبل جهاز الاستثمار العُماني.
وتركز المشاريع -التى تتجاوز قيمتها الاستثمارية 750 مليون ريال- على الإسهام في الجهود الرامية للتنويع الاقتصادي، تنمية المحافظات وجذب الاستثمارات، تمكين القطاع الخاص، إيجاد فرص وظيفية للمواطنين يتجاوز عددها 860 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
كما تأتي المشاريع ضمن محفظة التنمية الوطنية لجهاز الاستثمار الذي يدير أصولا وشركات محلية يزيد عددها على 160 شركة، ويهدف إلى الإسهام في نمو اقتصاد السلطنة وتطويره، إلى جانب مساندة الموازنة العامة.
مشاريع متنوعة
وقال الأكاديمي والمحلل الاقتصادي د. محمد الوردي -فى تصريح للجزيرة نت- إن هذه المشروعات تندرج ضمن مرتكزات رؤية “عُمان 2040” القائمة على تنويع هياكل الاقتصاد الوطني، جذب الاستثمارات الأجنبية، رفع مساهمات القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، تعزيز القيمة المضافة المحلية.
وأوضح أن المشاريع تأتي أيضا فى إطار تعزيز الترابط والتكامل الرأسي بين المشاريع الصناعية المختلفة بالسلطنة.
وأضاف أن المشاريع التي تم تدشينها متنوعة فتشمل اكتشاف وإنتاج النفط وصناعة البتروكيماويات والصناعات التحويلية والأمن الغذائي والسياحة والبنية التحتية، مما يسهم في تعزيز النمو للاقتصاد باستغلال المقومات الاقتصادية التي تتمتع بها السلطنة، والعمل على تحفيز الاقتصاد ورفع الناتج المحلي وتنويع مصادر الدخل بالإضافة لتعزيز الاستثمار الأجنبي وتوفير فرص عمل للشباب.
وأشاد الوردي بهذا التنوع فى المشاريع، مما سيكون له أثر ايجابي على جميع مناطق الدولة، ويسهم في التنمية اللامركزية ويعزز التنمية المستدامة. كما أن هذه المشاريع تستغل الميزة التنافسية التي تتمتع بها كل محافظة، وتعمل على تغطية احتياجات المحافظات من خدمات البنية التحتية.
رؤية “عمان 2040”
وقال مدير عام استثمارات التنويع الاقتصادي بجهاز الاستثمار هشام بن أحمد الشيدي -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن هذه المشاريع تجسّد إستراتيجية جهاز الاستثمار العُماني وأهدافه التي تتواءم مع “رؤية 2040”.
وأوضح الشيدي أن الجهاز يضطلع بدوره في النهوض بالقطاعات الاقتصادية المستهدفة عبر تنفيذ مشاريع كبيرة، بالشراكة مع القطاع الخاص في مختلف المحافظات، وهي مشاريع ذات بيئة أعمال تنافسية وجاذبة للاستثمار، ولها أبعاد اقتصادية واجتماعية، وتخدم توجه السلطنة نحو توطين الخبرات والكفاءات الوطنية.
وفيما يتعلق بالمشاريع والقطاعات التي تغطيها وتوزعها الجغرافي، قال الشيدي إنه سيتم البدء فى افتتاح المشاريع العشرة بمشروع “سانفيرا للكربون” بالمنطقة الحرة في صحار بمحافظة شمال الباطنة، بشراكة بين الشركة العُمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية (تنمية) وشركة سانفيرا للصناعات المحدودة وشركة المتحدة للأعمال التجارية.
ولفت إلى أن هذا المشروع يستهدف إنشاء مصنع لتكليس الفحم البترولي تصل طاقته الإنتاجية بمرحلته الأولى إلى 500 ألف طن سنويا، حيث سيستخدم المنتج في مصاهر الألومنيوم وغيرها من الصناعات التعدينية داخل السلطنة وخارجها، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع أكثر من 60 مليون ريال عماني.
إسهامًا في الجهود الرامية إلى التنويع الاقتصادي، واستقطاب الاستثمارات، وتمكين القطاع الخاص، وإيجاد فرص وظيفية؛ نعلن عن افتتاح 10 مشروعات وطنية ضمن محفظة التنمية الوطنية لـ #جهاز_الاستثمار_العماني، وذلك بالتزامن مع احتفالات سلطنة عمان بـ #العيد_الوطني_52_المجيد pic.twitter.com/hQs9hXMU4K
— Oman Investment Authority جهاز الاستثمار العماني (@Oman_OIA) November 12, 2022
تنويع الصناعات العُمانية
وأشار الشيدي إلى أنه من المنتظر أن يسهم المشروع في تنويع الصناعات، وتعزيز وجودها في السوق المحلي، وإحلالها محل الصناعات الواردة، وتصدير ما يقارب الـ 70% من الفحم البترولي المكلسن للإسهام في احتياطيات النقد الأجنبي للسلطنة، بالإضافة إلى توفير 150 فرصة عمل للمواطنين.
ومن المقرر أن تفتتح شركة المطاحن أيضا مشروعين: الأول مزرعة الخليج الدولية للدواجن في منطقة السبيخي بولاية عبري في محافظة الظاهرة، بالشراكة بين الشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة (نتاج) التابعة للجهاز مع صندوق الخليجي الياباني للغذاء، شركة وايس فوودز اليابانية، “آي إف إف سي أو” (IFFCO).
وتقع المزرعة، التي تتجاوز قيمتها 26 مليون ريال، على مساحة 18 مليون متر مربع، وتُعدّ واحدة من أكبر مزارع البيض بدول مجلس التعاون الخليجي، حيث لديها القدرة على إنتاج 360 مليون بيضة سنويًا، وتضم معدات حديثة، ويعمل بها 160 موظفًا.
أما المشروع الثاني، الذي ستفتتحه شركة المطاحن العُمانية، فهو مشروع صوامع تخزين الحبوب بميناء صحار الصناعي بتكلفة تبلغ 21 مليون ريال، حيث يدعم هذا المشروع إستراتيجية الأمن الغذائي بالسلطنة، وتبلغ طاقته التخزينية 160 ألف طن، ويوفر 54 فرصة عمل دائمة عند تشغيله بالكامل.
كما ستقوم مجموعة أوكيو بافتتاح مشروعين: الأول مشروع “صلالة للأمونيا” بتكلفة 178 مليون ريال، ويوفر 50 وظيفة مباشرة، ويستهدف إنتاج ألف طن من الأمونيا التي ستُصنَّع منها الأسمدة، ومستحضرات التنظيف، وأجهزة التبريد، ومواد كيميائية أخرى سيتم تصديرها من خلال ميناء صلالة.
توفير الوظائف
وفيما يتعلق بالمشروع الثاني، فهو “بساط A ,B & C” بمنطقة امتياز مربع 60 الذي بلغت تكلفته 157 مليون ريال، مما ساهم فى توفير 46 وظيفة للخريجين، كما يعد أحد المشروعات الكبيرة التي أسهمت في رفع الإنتاج إلى 3 أضعاف، من 5 آلاف برميل يوميا إلى حوالي 55 ألفا.
ومن المنتظر أيضا أن تقوم الشركة العُمانية للمياه وخدمات الصرف الصحي بافتتاح مشروعين لإمداد المياه من صحار بمحافظة شمال الباطنة إلى ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، وإمداد المياه إلى ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، وتبلغ تكلفة المشروعين أكثر من 177 مليون ريال، ويساهمان فى توفير 80 وظيفة مباشرة، ووظائف أخرى غير مباشرة تتعلق بأعمال التوصيلات المنزلية.
كما يعد مشروع محطة تزويد السفن بالوقود ومستودع وقود السفن -الذي تنفذه شركة النفط العُمانية للتسويق- أول مستودع لوقود السفن في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث من المأمول أن يعزز من مكانة ميناء الدقم بين الموانئ العالمية، كما أن هذا المشروع البالغ تكلفته 11 مليون ريال سيعمل على جذب السفن للتوقف والتزود بالخدمات من الميناء، كما سيوفر أكثر من 45 وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
تحلية المياه بالطاقة الشمسية
وتشترك الشركة العُمانية لشراء الكهرباء والمياه التابعة لمجموعة نماء، مع شركة الأصيلة للتحلية، في مشروع محطة الشرقية لتحلية المياه بمنطقة أصيلة بولاية جعلان بني بو علي بمحافظة جنوب الشرقية، حيث يتميز المشروع -الذي جاوزت قيمته 60 مليون ريال ويوفر 20 فرصة عمل- بأنه أول مشروع بالسلطنة يتضمن محطة للطاقة الشمسية لاستخدامها في تحلية مياه البحر بسعة إنتاجية تصل إلى 8 آلاف متر مكعب يوميا.
ومن بين المشاريع التى تم الاعلان عنها أيضا فندق جميرا بقنتب والذي يُعد أحد المشروعات التي تُسهم فيها مجموعة عمران، ويوفر 260 وظيفة مباشرة، حيث تقترب تكلفته من 60 مليون ريال، ويتكون من 206 غرف وأجنحة واسعة مع منازل صيفية، وفلل فخمة، بالإضافة إلى نادٍ صحي (سبا) ومركز للّياقة البدنية والترفيه وقاعة متعددة الأغراض ومركز للغوص.