الاخبار العاجلةسياسة

من الخاسر والرابح في العراق بعد اختيار رئيس للجمهورية وآخر للحكومة؟

بغداد– تمكن الإطار التنسيق الذي يضم معظم القوى الشيعية، من هزيمة التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، والفوز بتشكيل الحكومة المقبلة برئاسة محمد شياع السوداني، الذي يتطلب جهدا كبيرا لتنسيق العلاقة مع أميركا، خصوصا أن أغلب قوى الإطار ترفض الوجود الأميركي بالعراق.

وقد شُكّل ائتلاف إدارة الدولة، من قبل القوى الرئيسية في البرلمان، وهي الإطار التنسيقي، وتحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، واختاروا رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد الذي بدوره كلف مرشح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة المقبلة خلال 30 يوما.

ويعتبر أبرز الخاسرين في المرحلة الحالية، هما التيار الصدري الذي فاز بالأغلبية في الانتخابات النيابية، بـ73 مقعدا، بعد انسحابه من البرلمان لعدم قدرته على تشكيل الحكومة، والآخر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي خرجت منه رئاسة العراق، بعد أن احتفظ بها 17 عاما، منذ العام 2005 وحتى الأسبوع الماضي، نتيجة تلقيه ضربة قاصمة من قبل حليفه الإطار التنسيقي الذي دعم مرشح التسوية عبد اللطيف رشيد على حساب مرشحه برهم صالح.

وقال صالح محمد العراقي -المقرب من زعيم التيار الصدري، في تغريدة نقلا عن الصدر- ” نشدد على رفضنا القاطع والواضح والصريح لاشتراك أي من التابعين لنا ممن هم في الحكومات السابقة أو الحالية أو ممن هم خارجها أو ممّن انشقوا عنّا سابقا أو لاحقا، سواء من داخل العراق وخارجه، أو أي من المحسوبين علينا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بل مطلقا وبأي عذر أو حجة كانت”.

ووصف العراقي الحكومة المقبلة بـ”حكومة ائتلافية تبعية مليشياوية مجربة، لم ولن تلبّي طموح الشعب ولا تتوافق مع مبدأ (المجرب لا يجرب)”.

وأضاف أن حكومة السوداني تأتي بعد أن “أُفشلت مساعي تشكيل حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية يسود فيها العدل والقانون والقضاء النزيه وينحصر السلاح بها بأيدي القوات الأمنية الوطنية البطلة”، وفق قوله.

وائل الركابي: الاطار التنسيقي يريد انضمام الصدر اليه "مصدر الصورة: وائل الركابي"
وائل الركابي: الإطار التنسيقي يريد انضمام الصدر إليه (الجزيرة نت)

وعلى العكس من الصدر، فإن عضو الإطار التنسيقي، وائل الركابي، يرى أن ائتلافه لا يؤمن بالإقصاء أو التهميش.

وقال للجزيرة نت، إن الإطار التنسيقي لديه إستراتيجية في إدارة الدولة، تتضمن عدم الاقصاء أو التهميش، والانفتاح في العلاقات الخارجية مع جميع الدول الإقليمية والدولية، مضيفا أن السوداني، حريص جدا على مقابلة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لأن الإطار التنسيقي والقوى السياسية الأخرى، لا يريدون إبعاد التيار عن العملية السياسية.

وأضاف أن الحكومة المقبلة، ستكون حكومة تقديم خدمات للمواطنين، لأن الشعب يطالب بها منذ سنوات، وبالتالي فإن الحكومة هدفها الرئيسي خدمتهم.

3- محسن السعدون: عبد اللطيف رشيد مرشح التسوية وليس مرشح الاتحاد الوطني مصدر الصورة :الجزيرة نت
السعدون: عبد اللطيف رشيد مرشح التسوية وليس مرشح الاتحاد الوطني (الجزيرة نت)

معارضة شديدة

من جهة أخرى، قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، محسن السعدون للجزيرة نت، إن حكومة السوداني، هي خيار أغلب القوى السياسية في العراق، ويجب أن يكون برنامجها واضح في محاربة الفساد، من أجل نجاحها.

اقرأ ايضاً
متظاهرون فلسطينيون يطالبون باستقالة عباس بعد وفاة الناشط نزار بنات

وأكد أن الحكومة الحالية، مختلفة عن الحكومات السابقة، لأن لديها معارضين أقوياء وهما التيار الصدري ومتظاهري تشرين، لذلك يجب الإسراع في تقديم الخدمات للمواطنين، وعدم استخدام المحاصصة في تشكيلها.

وبيّن السعدون أن حصول القوى السياسية على استحقاقها في حكومة السوداني، مسألة طبيعة، ولكن يجب أن ترشح وزراء يتمتعون بالكفاءة والنزاهة، والابتعاد عن بيع الوزارات مثلما حصل في السابق، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية المنتخب الدكتور عبد اللطيف رشيد، دخل السباق الرئاسي كمرشح مستقل وليس مرشحا للحزبين الديمقراطي والاتحاد، ولديه برنامج خاص أعلن عنه، وهو ينتمي لعائلة الراحل جلال طالباني.

وتابع أن مرشح الحزب الديمقراطي، ريبر أحمد انسحب لرشيد، بينما مرشح الاتحاد الوطني وهو برهم صالح بقي حتى الجولة الأخيرة، خصوصا أن لطيف دعمته القوى السياسية الكبيرة مثل الإطار التنسيقي وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي مما مكنه من الفوز.

4- أمير جبار الساعدي: أمريكا رحبت بتكليف مرشح الاطار الذي يضم اشخاص تعتبرهم ارهابين مصدر الصورة "الجزيرة نت
أمير جبار الساعدي: أميركا رحبت بتكليف مرشح الإطار الذي يضم أشخاصا تعتبرهم إرهابيين (الجزيرة نت)

عداء لأميركا

ويوجد في الإطار التنسيقي، غالبية الفصائل الشيعية التي ترفض الوجود الأميركي مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب الإمام علي، وتعتبر أميركا محتلة للعراق، إذ قامت بقصف عدد من القواعد العسكرية التي توجد بها القوات الأميركية في العراق، مما يعطي انطباعا بأن حكومة السوداني قد تميل كفتها باتجاه الصين.

وقال الركابي، إن “الإطار التنسيقي لا يحمل العداء لأميركا، ولكن نحن ضد التدخلات الخارجية بشؤوننا الداخلية، ولدينا برنامج اقتصادي يخدم مصلحة العراق، من خلال السماح لجميع الشركات العالمية الرصينة بالعمل داخل العراق، سواء كانت أميركية أو صينية”.

وأضاف أن الاتفاقية الصينية مع العراق يمكن تفعيلها بشكل أكبر، حيث توجد مطالب شعبية بضرورة تنفيذها.

بينما، رأى المحلل السياسي، أمير جبار الساعدي، أن الصدر لا يمكن اعتباره خاسرا، لأنه انسحب بإرادته لعدم تحقيق أهدافه في تشكيل حكومة أغلبية بعيدة عن المحاصصة والتوافق.

وأضاف الساعدي للجزيرة نت، أن التحالف بين السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني ضغط باتجاه مرشح التسوية عبد اللطيف رشيد، وبالتالي خسارة حليف الإطار التنسيقي حزب الاتحاد الوطني، مؤكدا أن العملية السياسية حاليا غير مستقرة وقد تكون الأيام حبلى بالمشاكل.

ولفت إلى أن أميركا والاتحاد الأوروبي والدول الخليجية قدموا التهاني للطيف والسوداني، ويتطلعون لاستقرار الحكومة، والتوازن في العلاقات الدولية، لذلك هي لم تمنع من وصول الإطار التنسيقي الذي يضم بعض الأسماء المدرجة في قوائم الإرهاب لدى أميركا إلى الحكومة.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى