السعودية تجدد دورها في وصل المنطقة بالشرق والغرب
سجلت السعودية رقماً جديداً باستضافتها اليوم الجمعة، ثلاث قمم في ظرف يومٍ واحد، ما بين القمم ذات الصفة الاعتيادية والصفة الاستثنائية.
ففي حين ينتصف النهار في الرياض، تنعقد القمة الخليجية في دورتها الـ43 بحضور قادة وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أن ينتقل القادة الخليجيون في كنف مضيفهم السعودي إلى الاجتماع بالرئيس الصيني شي جينبينغ في «قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية».
وعقب اختتام القادة الخليجيين والرئيس الصيني اجتماعهم، سينتقل القادة مجتمعين مع الرئيس الصيني للانضمام إلى قادة وممثلي الدول العربية في «قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية».
وتحت سقف مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، التأم جمعٌ من الصينيين والخليجيين والعرب في ضيافة السعوديين الذين اعتادوا وفقاً للكاتب سلمان الأنصاري استضافة المناسبات الكبرى مهما كان حجم ضيوفها وأعدادهم، ويشهد بذلك مركز المؤتمرات الضخم هذا – إشارة إلى مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات – .
ويضيف الأنصاري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن كل مناسبة كبرى على مستوى قمم الرياض الخليجية والخليجية الصينية والعربية الصينية، هي «تأكيد متجدد على مركزية السعودية بالنسبة لمنطقتها، ومحورية دورها بالنسبة لقوى العالم».
ولم تكن السعودية حديثة عهد بهذه المواعيد الكبرى، بيد أن الجديد هذه المرة أن الرياض وصلت منطقتها الخليجية والعربية بالقوة الاقتصادية الأكبر في الجزء الشرقي من الكرة الأرضية – الصين – لأول مرة على مستوى القمة، بعدما كانت قد وصلت منطقتها بالولايات المتحدة والغرب في مناسبات استثنائية واعتيادية سابقة.
وكررت السعودية في يوليو (تموز) الماضي، للمرة الثالثة، استضافة وتنظيم قمة خليجية – أميركية جديدة على أراضيها، في «قمة جدة للأمن والتنمية» بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأميركي جو بايدن، بعد مرتين سابقتين، أولهما في أبريل (نيسان) من عام 2016 بمشاركة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وفضلاً عن القمم السابقة، عززت الرياض من توجهها في جمع عدد من الأطراف والتكتلات المحورية في منطقتها بالولايات المتحدة على طاولة واحدة، حيث عُقدت في الرياض في مايو (أيار) عام 2017 قمة خليجية أميركية بمشاركة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، تلتها قمة عربية إسلامية أميركية بمشاركة قادة وممثلي الدول العربية والدول الإسلامية كافة والرئيس الأميركي، ورحب خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالقادة المشاركين والرئيس الأميركي منوهاً بأن قمم الرياض ستكون لها «آفاق إيجابية على المنطقة والعالم، وستوثق التحالف ضد التطرف والإرهاب».
في المقابل كانت الرياض قد استضافت قمة خليجية مغربية في 20 أبريل عام 2016 بمشاركة العاهل المغربي الملك محمد السادس، وشدد القادة الخليجيون والعاهل المغربي على الروابط الوثيقة بين دول مجلس التعاون ومملكة المغرب.