الاخبار العاجلةسياسة

ماذا يحدث في إسرائيل؟ توماس فريدمان يتساءل ناعيا حل الدولتين

رسم الصحفي الأميركي توماس فريدمان صورة قاتمة لما ستؤول إليه مبادرات تسوية الصراع العربي الإسرائيلي، في ظل صعود تيار اليمين المتطرف وانفراده بالسلطة داخل إسرائيل.

ونعى الكاتب المخضرم -في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times)- خيار إقامة دولتين (إسرائيلية وفلسطينية) الذي طالما كان اقتراحا مطروحا في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي هذا الصدد، قال إنه شعر في أثناء زيارته الأخيرة لإسرائيل بأن رؤية حل الدولتين لوضع حد للصراع الإسرائيلي العربي قد تلاشت تقريبا، “لكن ما من أحد يريد الإعلان رسميا عن وفاتها ودفنها، ذلك لأن استبعاد (هذا الحل) بشكل قاطع ستكون له عواقب وخيمة”.

وربما لهذا السبب -يضيف الكاتب- يتظاهر الدبلوماسيون والسياسيون والمنظمات اليهودية الليبرالية بأن مقترح حل الدولتين لا يزال “قلبه ينبض ببطء”، مشيرا إلى أنه هو نفسه يعتقد ذلك.

إنقاذ حل الدولتين بحاجة إلى معجزة

وعلق بالقول “إننا جميعا ندرك أن خيار حل الدولتين ليس طريحا بالمستشفى، بل يخضع لرعاية طبية في المنزل”، مضيفا أن إنقاذه يحتاج إلى معجزة الآن.

ولمجرد أن فكرة الدولتين آخذة في التلاشي، فإن ذلك لا يعني على الإطلاق -برأي فريدمان- أن حل الدولة الواحدة القائمة على سيطرة إسرائيل وحدها على الضفة الغربية والقدس يصبح تلقائيا الخيار الافتراضي السهل.

توازن صعب

ووفقًا لفريدمان، كلما أمعنت النظر في تعايش اليهود الإسرائيليين والعرب الفلسطينيين معا في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، أدركت أكثر 3 أشياء مهمة: أولها أن هذه المجتمعات في غاية التنوع، وغالبا ما تكون عدائية، لكنها مع ذلك شديدة التشابك وظلت محافظة على توازن “صعب” منذ اتفاقيات أوسلو عام 1993، وذلك بفضل مزيج من حملات القمع الأمنية من جانب إسرائيل، والأعمال التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، والنمو الاقتصادي، والكثير من التنازلات البراغماتية وضبط النفس الذي تمارسه جميع الأطراف كل يوم.

اقرأ ايضاً
رئيس الوزراء القطري السابق يدعو الخليج لدعم صناعة السعودية صواريخ باليستية

وهناك أيضا تشكيلة متنوعة من التغيرات الديموغرافية والتكنولوجية والسياسية والاجتماعية طويلة الأمد بلغت مراحل حرجة تؤكد أن كل التوازنات القائمة بين اليهود بعضهم بعضا، واليهود ومن سماهم “عرب إسرائيل”، واليهود والفلسطينيين، والفلسطينيين بعضهم بعضا، ظلت مستقرة بشكل معقول، حسبما ورد بالمقال.

وأوضح فريدمان أنه بذلك يشير إلى تلاشي عملية السلام وآفاق حل الدولتين، وتمدد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وفساد وانهيار السلطة الفلسطينية، وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

وأورد الكاتب أمثلة على أعمال العنف التي وقعت بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال وجوده في الأراضي المحتلة لمدة أسبوع، لكنه ركز بشكل خاص على الهجمات التي شنها فلسطينيون على جنود أو مدنيين إسرائيليين.

خوف وغضب دائمان

ووصف ما يحدث هناك بأنه صراع “جديد يتسم برود فعل عاطفية عنيفة، وهو متفش وفعال بشكل لا يصدق في غرس الكراهية” سريعا، مما يجعل الجميع في حالة دائمة من الخوف والغضب.

وأضاف أن كل تلك الأحداث وقعت قبل فوز بنيامين نتنياهو بفارق ضئيل في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، مما يوحي بأن ائتلافا هو الأكثر “تطرفا قوميا ودينيا” في تاريخ إسرائيل سيحكم البلاد قريبا.

ضبط النفس أو الفوضى العارمة

كل هذا سيقود إلى الإقرار بأن إسرائيل ستكون بحاجة إلى ممارسة الكثير من ضبط النفس، وبدونه لن تسفر الأوضاع عن دولة واحدة مستقرة يعيش في كنفها الإسرائيليون وعرب إسرائيل، وفلسطينيو الضفة الغربية جميعا في وئام، في حل للصراع الماثل.

غير أن فريدمان لا يرى الأمر كذلك، إذ يعتقد أنه بدون ضبط النفس قد يتسنى لنتنياهو وشركائه في الائتلاف دفن حل الدولتين وحل الدولة الواحدة في قبر واحد.

ومن شأن ذلك أن يفسح المجال لحل واحد، وهو “الفوضى العارمة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى