الاخبار العاجلةسياسة

تحتضنها الدوحة.. محادثات إيرانية أميركية غير مباشرة بشأن الملف النووي ونقاط خلافية على الطاولة

أعربت الخارجية القطرية اليوم الثلاثاء عن استعداد الدوحة لتوفير الأجواء التي تساعد على إنجاح المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة بشأن الملف النووي الإيراني الذي تبرز فيه عدة نقاط خلافية.

وأضافت في بيان لها أنها تأمل أن تتوج محادثات الدوحة بنتائج إيجابية تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتفتح آفاقا جديدة لتعاون وحوار إقليميين بشكل أوسع مع إيران.

وتحتضن اليوم العاصمة القطرية جولة مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، وذلك عقب جولات مفاوضات طويلة في العاصمة النمساوية فيينا.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني أن المفاوضات النووية ستستأنف اليوم في الدوحة، وأن وفد البلاد سيشارك برئاسة كبير المفاوضين علي باقري.

بدورها، أكدت الخارجية الأميركية المشاركة بوفد في جولة المفاوضات غير المباشرة مع طهران في الدوحة، معربة عن استعدادها لاستكمال الاتفاق النووي وتطبيقه والعودة إلى الامتثال الكلي والمتبادل للاتفاق.

لكنها أضافت أن تحقيق ذلك يتطلب من إيران التنازل عن مطالبها الإضافية التي هي خارج إطار اتفاق فيينا النووي.

جهود ونقاشات

ووصل إلى قطر المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري وأعضاء الوفد المرافق له.

وكتبت السفارة الأميركية في الدوحة تغريدة على تويتر اليوم قالت فيها إن مالي التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة “الجهود الدبلوماسية المشتركة بشأن إيران”.

من جانبه، قال السفير الإيراني في قطر حميد رضا دهقاني، إنه يتمنى النجاح للوفد في هذه الجولة من المحادثات، لإعادة تفعيل الاتفاق النووي.

وأكد السفير الإيراني أن كبير المفاوضين الإيرانيين التقى الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية أحمد الحمادي ونائب وزير الشؤون الإقليمية لمناقشة المحادثات، في حين أشارت الخارجية القطرية إلى أن اللقاء استعرض التعاون الثنائي بين البلدين.

محادثات وتوقعات

ووفق المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، فإن هذه المحادثات غير المباشرة ستكون برعاية أوروبية، على أن تتركز على حل المسائل التي تمنع التوصل لاتفاق في فيينا.

وقال “سنتناقش ابتداء من اليوم في الدوحة بتسيير من وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل” وفريقه.

وشدد على أن المحادثات في الدوحة ليست بديلا عن مفاوضات فيينا، بل تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الولايات المتحدة وإيران للسماح بالتقدم في المحادثات الأخرى مع الدول الكبرى.

وقال “لا يزال من المقرر عقد محادثات حول إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) في فيينا. ما يجري في قطر الآن هو محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة”.

اقرأ ايضاً
اشترك مع ساويرس بالهجوم عليه.. علاء مبارك لمصطفى بكري: "قليل الأصل حتى في العزاء"

كما دعا إلى الإسراع في التوصل إلى النتائج المرجوة.

وأوضح “أقول دائما إن الوقت ليس في صالحنا حقا. لذا يجب علينا المضي قدما بسرعة كبيرة (…)؛ ولذلك نتمنى أن تستمر هذه الأمور بأسرع ما يمكن. دعونا نرى ما ستكون عليه نتائج محادثات التقارب في الدوحة بقطر، وبعد ذلك نأمل أن يتمكن المشاركون من الاجتماع بسرعة كبيرة لاستمرار المحادثات في فيينا”.

وتابع “تمكنا من مواصلة العملية (التفاوض) وسنمضي قدما، وكخطوة أولى في هذه المرحلة نجري محادثات التقارب هذه. وهذا يعني إجراء محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإيجاد طريقة للمضي قدما”.

انسحاب وتشاؤم

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.

وسعت إدارة الرئيس جو بايدن للعودة الى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل مع إيران على الرغم من إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الأخيرة.

ووفق المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عمويي، فإن بلاده لن تتفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة قبل عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي.

وأضاف عمويي أن منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي إنريكي مورا يتولى مسؤولية نقل الرسائل بين الجانبين خلال محادثات الدوحة.

واتهم المسؤول الإيراني الولايات المتحدة بانتهاك القرارات والقوانين الدولية وأنها لم تتخذ أي خطوة للتراجع عن قرار الانسحاب من الاتفاق النووي لحد الآن، وفق قوله.

وأكد عمويي أن مباحثات الدوحة تهدف لإحياء الاتفاق النووي، مشيرا إلى أنه إذا عادت واشنطن إلى الاتفاق، والتزمت بتعهداتها كافة، يمكنها طرح مواقفها بشكل مباشر مع الجانب الإيراني في إطار مجموعة 1+5، وفق تعبيره.

نقاط خلافية

وتتجسد النقاط الخلافية المتبقية بين إيران والولايات المتحدة -المتوقع مناقشتها خلال المحادثات القادمة بهدف إحياء الاتفاق النووي- في شروط وشروط مضادة؛ أبرزها مطالبة إيران برفع العقوبات المفروضة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، ومختلف العقوبات التي فرضت ضمن سياسة الضغوط القصوى الأميركية.

في المقابل، تقول واشنطن إن إيران تطالب بما هو خارج الاتفاق، ويجب أن تستجيب للمخاوف التي تتجاوز الاتفاق النووي.

وتطالب إيران أيضا بضمانات سياسية وحقوقية وتجارية من الجانبين، الأميركي والأوروبي، كي لا يتكرر الانسحاب من الاتفاق.

لكن واشنطن أعلنت سابقا أنه لا يمكن تقديم ضمانات لإيران بأن الإدارة الأميركية القادمة لن تنسحب من الاتفاق النووي.

كما تطالب إيران بإخراج الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، لكن واشنطن تقول إن إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية يحتاج لمفاوضات أوسع، تشمل ملفات أخرى أيضا؛ وهذا الأمر ترفضه إيران.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى