المؤرخ آفي شلايم: فلسطين ضاعت في نهاية الثلاثينيات وإسرائيل لم تواجه قوة عربية موحدة في حرب 1948
كشف المؤرخ والأكاديمي الإسرائيلي المعادي للصهيونية، آفي شلايم -في الجزء الثاني من حديثه لبرنامج “المقابلة”- عن أكاذيب الرواية الصهيونية بشأن النكبة الفلسطينية والحرب العربية الإسرائيلية الأولى، بالإضافة إلى حديثه عن الدور الذي لعبته بريطانيا في سرقة فلسطين ومنحها لليهود، ورأيه في الجيوش العربية التي واجهت إسرائيل عام 1948.
وأماط المؤرخون الجدد في إسرائيل الأكاذيب التي تروجها الرواية الصهيونية، أولاها -كما يؤكد المؤرخ اليهودي- أن إسرائيل الصغيرة الحجم جابهت 7 جيوش عربية منظمة خلال حرب 1948، بينما الحقيقية أن عدد القوات الإسرائيلية كان يفوق عدد القوات العربية وخاصة في الساحة الفلسطينية حيث دارت المعركة، فضلا عن أن إسرائيل خرقت أول اتفاقية لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة وجلبت أسلحة ثقيلة، ما جعل ميزان القوة يكون في صالحها.
وركز على الدور الذي لعبته بريطانيا في مأساة الفلسطينيين، وقال إن البريطانيين خلال فترة الانتداب (1920 ـ 1948) قاموا بسرقة فلسطين من الفلسطينيين ومنحوها للصهاينة، وسحقوا الثورة العربية عام 1936 التي اندلعت ضدهم، معربا عن اعتقاده بأن فلسطين لم تفقد في نهاية الأربعينيات بل في نهاية الثلاثينيات، وذلك بسبب الطريقة الوحشية التي استخدمتها بريطانيا في القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وقال إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل كان عنصريا ومؤيدا لليهود، وقد صرح عام 1937 بأن “الفلسطينيين عاشوا في فلسطين ولكن لا حق لهم بتملك فلسطين ويجب عليهم أن يتنحوا ويحل محلهم شعب أكثر حكمة ودراية”.
حروب اختيارية
وأقر المؤرخ الإسرائيلي -الذي ولد في العراق وينتمي إلى نخبة المؤرخين الإسرائيليين الجدد- بأن الفلسطينيين واجهوا مشروعا استيطانيا استعماريا صهيونيا، وكانوا ضحايا ممارسات الإمبريالية البريطانية بدءا من وعد بلفور عام 1917، حيث كان عدد اليهود لا يزيد على 10% بينما عدد الفلسطينيين يقدر بـ90% ومع ذلك قام البريطانيون بمنح الحقوق للأقلية ومنعوها عن الأغلبية الساحقة.
وتطرق ضيف حلقة (2023/1/15) من برنامج “المقابلة” إلى علاقة بعض الحكام العرب مع الحركة الصهيونية، والقوة العربية التي واجهتها إسرائيل عام 1948، وقال إن هذه القوة كانت من أكثر الجيوش “فوضوية وانقساما وأقلها تنظيما على مدار التاريخ”، وإن التحالف العربي التي واجه العصابات الصهيونية لم يكن لديه هدف ومشروع متفق عليه بل كانت هناك مصالح متضاربة، وكان لكل بلد هدف مختلف عن ذلك المعلن وهو تحرير فلسطين.
ومن جهة أخرى، أشار إلى دور المؤرخين الجدد في إسرائيل والذين قال إنهم وجدوا 5 أخطاء في الرواية الصهيونية منها ما يتعلق بميزان القوة العسكرية عام 1948 ودور بريطانيا، مؤكدا أن المعارضة السياسية في إسرائيل ظهرت بعد الحروب الاختيارية التي خاضتها إسرائيل مثل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وحرب السويس، وذلك على عكس الحروب السابقة التي سوقتها باعتبارها حروبا أجبرت عليها.
يذكر أن شلايم يعد واحدا من المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين دحضوا الرواية الصهيونية حول بعض جوانب التاريخ الفلسطيني. وكذلك المؤرخ والأكاديمي، بيني موريس الذي كذب ما قالت به هذه الرواية من أن الفلسطينيين تركوا أرضهم طواعية وامتثالا لأوامر أصدرها قادتهم، وأكد أن الفلسطينيين تم اقتلاعهم من جذورهم بعمليات وحشية وشرسة قامت بها العصابات الصهيونية.