اتهامات متصاعدة بين روسيا والغرب.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة عالمية وهواجس أفريقيا تتفاقم
حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، من أن الحرب في أوكرانيا تهدد بأزمة جوع حول العالم. وبينما أعلنت موسكو جاهزيتها لتصدير الحبوب شريطة رفع العقوبات، أدانت برلين محاولات موسكو تحميل الغرب مسؤولية خلق مجاعة في أفريقيا.
ومع مرور 100 يوم على الحرب، قال منسق الأمم المتحدة المكلف بالأزمة الأوكرانية أمين عوض إن هناك حاجة لمزيد من المفاوضات لفتح ممرات التجارة عبر البحر الأسود.
واعتبر أن “عدم فتح تلك الموانئ سيؤدي إلى مجاعة واضطرابات وهجرة جماعية حول العالم”، مشيرا إلى أن نقص القمح والحبوب الأخرى يمكن أن يؤثر على 1.4 مليار شخص عبر العالم.
وتغلق روسيا الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود منذ بدء ما تسميه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، وبالتالي تمنع تصدير حبوبها التي أطعمت 400 مليون شخص العام الماضي، وبات الوضع أكثر إلحاحا مع اقتراب موسم الحصاد.
وأكد عوض أن المنظمة تجري مفاوضات مكثّفة للسماح بتصدير عشرات ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية ومنع حدوث أزمة غذاء عالمية، معربًا عن تفاؤل شديد الحذر.
ويقود المفاوضات خصوصا نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث والأمينة العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ريبيكا غرينسبان، حسب ما كشف منسق الأمم المتحدة في أوكرانيا أمين عوض للصحفيين في جنيف خلال مؤتمر صحفي دوري عبر الإنترنت.
أزمة ثلاثية الأبعاد
وفي الشأن ذاته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحرب في أوكرانيا تؤجج أزمة عالمية ثلاثية الأبعاد في الغذاء والطاقة والتمويل.
وأضاف غوتيريش، في تغريدة على تويتر، أن آثار الحرب تهدد بشكل أكبر البلدان والاقتصادات الضعيفة وسكانها، وأن نهاية الحرب بسرعة هي الأفضل لأوكرانيا وروسيا والعالم.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن حرب بوتين في أوكرانيا تتسبب في ارتفاع الأسعار، معتبرا أن شحنات الحبوب من أوكرانيا توقفت بسبب الغزو الروسي.
وأشار بايدن إلى أن أوكرانيا لديها 20 مليون طن من الحبوب لا تستطيع تصديرها للسوق العالمية بسبب الغزو الروسي.
أفريقيا.. ضحية للصراع
وفي السياق، دعا رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس السنغالي ماكي سال نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإدراك أن الدول الأفريقية ضحية للصراع في أوكرانيا.
وأضاف سال، خلال استقباله من قبل الرئيس بوتين في سوتشي الروسية، أن إمدادات الغذاء العالمية يجب ألا تشكل جزءا من العقوبات على روسيا.
من جانبه، قال الرئيس الروسي إن العقوبات على بلاده فاقمت أزمة الغذاء وإنه لا منافذ لديها للحبوب والأسمدة.
وفي ختام اجتماع جمع الطرفين إضافة إلى رئيس المفوضية الأفريقية موسي فكي، قال رئيس الاتحاد الأفريقي إن بوتين أعرب عن استعداده لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية.
وأشار سال، في تغريده له على تويتر، إلى أن روسيا أعربت عن استعدادها لضمان تصدير قمحها وأسمدتها. ودعا جميع من وصفهم بالشركاء إلى رفع العقوبات المفروضة على القمح والأسمدة.
شروط روسية
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد روسيا تزويد الدول المحتاجة بالحبوب شريطة رفع القيود المفروضة بهذا الشأن.
وقالت زاخاروفا، في إيجازها الصحفي الأسبوعي، إنه إذا تمت إزالة الألغام من الموانئ الأوكرانية فستكون روسيا مستعدة لضمان أمن السفن الناقلة للحبوب ومرافقتها.
وأضافت أن موسكو أعادت العمل في موانئ ماريوبول، متهمة الغرب بمنع السفن الأجنبية من الخروج من الموانئ.
في المقابل، أدانت الخارجية الألمانية بشدة ما اعتبرتها محاولات من الرئيس الروسي لتحميل الغرب مسؤولية خلق مجاعة في أفريقيا.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية على أن خطر المجاعة الذي يهدد العالم سببه هو العدوان الروسي وليس العقوبات الغربية.
بيلاروسيا تقترح
في غضون ذلك، بحث الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هاتفيا مسألة نقل الحبوب من أوكرانيا.
وجاء في بيان وكالة “بيلتا” الحكومية تأكيد لوكاشينكو استعداد مينسك لتزويد موانئ البلطيق بالحبوب الأوكرانية عبر أراضيها.
وأشار البيان إلى أن الرئيس البيلاروسي أعرب عن استعداده للمساعدة في نقل الحبوب بواسطة السكك الحديدية البيلاروسية.
كما اقترح لوكاشينكو إجراء محادثات بمشاركة ممثلين عن بيلاروسيا وأوكرانيا ودول البلطيق لحلحلة المشاكل بهذا الشأن.
تراجع محدود
وقد شهد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) لأسعار الغذاء تراجعا بشكل محدود، للشهر الثاني على التوالي، مقارنة بمستواه في شهر مارس/آذار الماضي.
لكن أسعار المواد الغذائية التي يتكون منها المؤشر شهدت تباينا، فبينما انخفضت أسعار السكر والزيوت النباتية والألبان نتيجة تراجع الطلب وتخفيف بعض قيود التصدير، ارتفعت أسعار اللحوم لمستوى غير مسبوق. كما ارتفعت أسعار القمح والحبوب.
ولا يزال مؤشر أسعار الغذاء مرتفعا بنحو 23% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، نتيجة عوامل من بينها المخاوف من تداعيات حرب روسيا على أوكرانيا على إمدادات الغذاء.
