الاخبار العاجلةسياسة

لوموند: قضية بيما كوريغاون.. المكيدة العملاقة لتحويل الأبرياء إلى جناة

قالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن 16 من المفكرين والناشطين البارزين والمدافعين عن الأقليات والطبقات الدنيا في الهند، يقبعون في السجن على أساس مزاعم ملفقة، دون وجود أي احتمال للنظر في قضيتهم أمام المحاكم.

وتتهم السلطات الهندية -حسب تقرير مراسلة الصحيفة في نيودلهي صوفي لاندرين- الأشخاص الـ16 بالارتباط بجماعة مسلحة ماوية محظورة، وبالتآمر للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وربما لاغتياله، علما أن هذه الجرائم يعاقب عليها بالسجن مدى الحياة.

وذكرت أن البداية كانت في يناير/كانون الثاني عام 2018، عندما تدفق الداليت (المنبوذون) من جميع أنحاء الهند إلى قرية بيما كوريغاون للاحتفال بمناسبة الذكرى المئوية الثانية للمعركة الأسطورية التي قادها الداليت هناك عام 1818 تحت راية البريطانيين، ضد جيش إمبراطورية براهمين من الطبقات العليا، ليكون النصر حليف الطبقة الدنيا.

مؤامرة عملاقة

غير أنه في عام 2018 -كما توضح المراسلة- خلافا للاحتفالات السابقة، وقعت اشتباكات عنيفة بين الداليت وحشد من المتطرفين الهندوس قتل فيها شخص ولم يقبض على الهندوس المتهمين بقتله، بل إن الشرطة بدأت بعد ذلك بأشهر قليلة في اعتقال نشطاء حقوق الإنسان، متهمة إياهم بالوقوف وراء أعمال العنف، واتهمتهم بعقد اجتماع –لم يثبت أبدا أن له صلة بالاشتباكات الطائفية- ألقوا فيه خطابات تحريضية واستفزازية.

وبالفعل، قدمت شركة أرسنال كونسالتينغ (Arsenal Consulting)، عام 2021 دليلا على وجود مكيدة في الموضوع، حيث أظهرت أن الملف قد تم إعداده قبل سنوات من الاجتماع المذكور، وأوضحت بعد فحص عينات من الأقراص الصلبة ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة ببعض النشطاء، أنه تم عمدا إدخال مستندات في حواسيبهم باستخدام برامج ضارة، وفي أحدها ذكرت خطة لاغتيال ناريندرا مودي، وقد تم استخدام هذه الوثائق بعد ذلك من قبل الشرطة، وقبلتها وكالة التحقيقات الوطنية كدليل.

اقرأ ايضاً
اهم الاخبار و آخر التطورات و الاحداث في دول الخليج و العالم (فيديو حصري)

وقد ردت وكالة التحقيقات الوطنية الهندية على تقارير الشركة الأميركية، بأنها أجرت تحليلا لدى شركة خبراء حكومية وأنه لا يوجد ما يشير إلى تعرض حواسيب المعتقلين للاختراق، وبالتالي رفضت تقرير “شركة خاصة” -تعني الشركة الأميركية- حسب المراسلة.

ويعتقد الخبراء في الشركة الأميركية أن “هذه واحدة من أخطر حالات التلاعب التي واجهوها على الإطلاق”، ويدعم ذلك -حسب المراسلة- أنه تم ​​التجسس على أرقام الهواتف المحمولة لما لا يقل عن 8 من المتهمين قبل اعتقالهم باستخدام برنامج بيغاسوس (Pegasus) الإسرائيلي.

ورغم أنه كان من المقرر أن تقدم لجنة برئاسة قاضٍ سابق متقاعد في المحكمة العليا، استنتاجاتها بشأن مسار الأحداث في غضون 4 أشهر، فقد مرت حتى الآن 5 سنوات من التسويف، دون أن تقدم اللجنة المكلفة بالقضية استنتاجاتها، في قضية بيما كوريغاون التي شكلت صدمة حقيقية بالنسبة للمثقفين الهنود، وبعثت “رسالة إلى جميع النشطاء والمعارضين، بأنه لا أحد يمكن أن يطمئن ولا أحد بأمان”، حسب سيدارث فاراداراجا، مدير موقع ذا واير (The Wire).

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى