اخبار العالم

جدل حول استخدام الأجواء الباكستانية في غارة مقتل زعيم «القاعدة»


يوماً بعد آخر، يتزايد الغموض الذي يكتنف الهجوم بطائرة من دون طيار، الذي أسفر عن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. في الوقت ذاته، تتعرض الحكومة الباكستانية وقوات الأمن لضغوط متزايدة من داخل البلاد للكشف عن أي دور ربما يكونون قد اضطلعوا به في هذا الهجوم.
من جانبهم، نفى متحدثون حكوميون وعسكريون بشدة تقارير تحدثت عن وجود تعاون باكستاني محتمل في الهجوم. في هذا الصدد، أكد المتحدث باسم الجيش، اللواء بابار افتخار، أنه «من المستحيل» أن يكون قد جرى استخدام الأراضي الباكستانية في قتل زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري. وكانت التقارير التي تتحدث عن استخدام الأراضي الباكستانية لشن غارة جوية بطائرة من دون طيار في قتل الظواهري قد اكتسبت زخماً في وقت سابق. وأصدرت وزارة الخارجية بياناً رسمياً بخصوص أيمن الظواهري. وقال بابار في تصريحات لإحدى القنوات التلفزيونية الخاصة، «من المستحيل أن يكون قد جرى استخدام الأراضي الباكستانية لهذا الغرض».
ومع ذلك، تأبى وسائل الإعلام والقادة السياسيون تصديق الرواية الحكومية للأحداث بالكامل. وفي تغريدة نشرها السبت، كتب فؤاد تشودري وزير الإعلام السابق والمتحدث باسم جماعة «باكستان تحريك إنصاف»: «السؤال هو: هل سُمح باستخدام المجال الجوي الباكستاني أم لا؟».
وتابع تشودري: «التصريحات المتكررة حول عدم استخدام أراضي باكستان غير واضحة»، مشدداً على أنه سيتعين على الوزارات المعنية إصدار بيان رسمي بهذا الشأن».
وخلال مؤتمر صحافي، أمس، طالب تشودري بمعرفة ما إذا كان المجال الجوي الباكستاني قد استخدم من قبل الولايات المتحدة في شن غارة جوية بطائرة من دون طيار في الآونة الأخيرة أسفرت عن مقتل الظواهري. وقال: «إن الشعب يريد أن يعرف ما إذا كنا سنصبح مرة أخرى أداة للولايات المتحدة ضد (القاعدة)».
ومع ذلك، لا يستبعد خبراء باكستانيون تماماً إمكانية تحليق طائرات أميركية من دون طيار فوق الأراضي الباكستانية، للوصول إلى هدفها في مدينة كابل.
في هذا السياق، ذكر قيصر طفيل، الخبير بمجال الطيران والطيار السابق بالقوات الجوية الباكستانية: «ربما تكون باكستان قد منحت تصريح طيران فوق أراضيها إذا كانت الطائرة من دون طيار قد أقلعت من قاعدة بمنطقة الخليج أو حاملة طائرات».
وقال، «لست متأكداً من أن حاملات الطائرات الأميركية بها مرافق لإطلاق الطائرات من دون طيار». لا يزال الغموض يكتنف التفاصيل، لكن الحقائق ستتسرب في الوقت المناسب. واستطرد بأن الاحتمال الآخر قد يكون أن قيرغيزستان أو طاجيكستان كان بإمكانهما تقديم تسهيلات لمرة واحدة، رغم أن هذه الدول لم تعد لديها اتفاقات توفر قواعد للولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أنه في يوم مقتل الظواهري، جرى اتصال هاتفي بين الجنرال الباكستاني قمر جاويد باجوا، رئيس أركان الجيش الباكستاني، والجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية. وأفادت تقارير إعلامية بأنه «خلال الاتصال الهاتفي، جرى تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك التعاون الدفاعي والأمني بالتفصيل».
مع ذلك، كانت وزارة الخارجية الباكستانية حذرة للغاية في تعليقها على مقتل زعيم «القاعدة» عندما أشارت إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي في السعي لتحقيق أهداف الحرب ضد الإرهاب. وتخشى الحكومة الباكستانية من أي هجمات انتقامية محتملة على أراضيها من قبل الجماعات الإرهابية المرتبطة بـ«القاعدة». في الوقت ذاته، تخشى الحكومة الباكستانية كذلك من أن الهند قد تستغل هذا الحدث وتشن ضربات عبر الحدود ضد أهداف إرهابية مزعومة داخل الأراضي الباكستانية.

اقرأ ايضاً
قتيل في قصف على مدينة بيلغورود الروسية على حدود أوكرانيا



منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى