الاخبار العاجلةسياسة

ماكرون نطق بما يفكر فيه الأوروبيون.. مقال بفورين بوليسي: واشنطن يجب أن تراعي مصالح أوروبا

كشف مقال نشرته مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص ضرورة عدم تبعية أوروبا للولايات المتحدة أو الصين فيما يخص قضية تايوان، لا تعدو أن تكون تعبيرا علنيا عما يفكر فيه الأوروبيون.

وقال كاتب المقال بنيامين حداد، وهو عضو في البرلمان الفرنسي ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الأوكرانية بالمؤسسة التشريعية، إن القادة في واشنطن مدعوون لمواجهة حقيقة غير مريحة، وهي أنها بحاجة إلى اتحاد أوروبي يعتمد على نفسه.

وقد أكد ماكرون بعد زيارته الأخيرة للصين أن الخطر الكبير بالنسبة لأوروبا هو أن تجد نفسها منجرّة إلى أزمات ليست أزماتها، مما سيمنعها من بناء استقلاليتها الإستراتيجية. وحذر من أن الأسوأ هو الاعتقاد أن الأوروبيين يجب أن يصبحوا أتباعا في هذا الملف، وأن يستقوا إشاراتهم من أجندة الولايات المتحدة وردّ الفعل الصيني المبالغ فيه، على حد وصفه.

حضور عالمي

وأوضح حداد أن بعض من علقوا على زيارة ماكرون رأوا فيها تفكيكا لجبهة الأطلسي في مواجهة الصين، وأكد أن عليهم أن يفهموا أن تصريحات الرئيس الفرنسي تكشف الدوافع الأعمق للزيارة، والمتمثلة في أن الاتحاد الأوروبي يبصم على حضوره في القضايا العالمية، ولا يسمح بأن تتشكل مواقفه تبعا لمواقف الآخرين، سواء تعلق الأمر بالحليف الكبير الولايات المتحدة، أو بالصين.

وأوضح المقال أن قادة أوروبا يشعرون بكثير من القلق من السير على قدم وساق إلى جانب واشنطن في صراعها المفتوح مع الصين، وكثير منهم يرون أن تلك المواجهة هي -أحيانا- أكثر ارتباطا بمخاوف الولايات المتحدة من فقدان تفوقها العالمي، أكثر منها من صنع سياسات دولية سليمة.

وأضاف أن واشنطن يجب أن تعرف أن النجاح في مواجهة بكين سيتحقق أيضا من خلال صياغة إستراتيجية اقتصادية موحدة، جنبا إلى جنب مع الإستراتيجيات العسكرية، كما يجب أن تراعي مخاوف نظرائها الأوروبيين أيضا الذين يسعون بشكل حثيث لتحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية والأولويات الأخرى.

ليس ماكروه وحده

وذكر الكاتب أن ما يؤكد ذلك أن سفر ماكرون لبكين ليس حادثا منعزلا، إذ سبقته زيارة المستشار الألماني أولاف شولتز، وكذلك زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، كما أن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ستتوجه إلى الصين الشهر القادم.

وتحدث بنيامين حداد عن ضرورة أن تسعى واشنطن لتكريس الثقة مع حلفائها، حيث إن كثيرا من قادة أوروبا يشككون في مصداقية حديث محاوريهم الأميركيين، وضرب على ذلك مثلا بقصة ضغط واشنطن على الأوروبيين لقطع العلاقات مع الصين، في الوقت الي حققت فيه المبادلات التجارية بين بكين وواشنطن 690 مليار دولار عام 2022.

في المقابل، أجلت الاتفاقية الشاملة للاستثمار بين أوروبا والصين بعد الكثير من الضغوط.

وشدد على أن واشنطن في سعيها للتنافس مع بكين، هي في حاجة إلى شريك قوي موثوق به، وليس إلى مجموعة “حلفاء أتباع”، موضحا أنه بهذه الطريقة تضمن عدم تعرض الاتحاد الأوروبي لخطر التأثر بالنفوذ الصيني الخارجي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى