اخبار العالمالاخبار العاجلة

3 من علامات الانهيار الامريكي ونهاية الهيمنة الامريكية في العالم

ان التطورات الأخيرة في العالم، بما في ذلك آسيا والشرق الأوسط، ودور الصين كلاعب عالمي مهم في مجال تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، ودورها في التأثير على التطورات الأخرى في الشرق الأوسط ، هي كلها من علامات الانهيار الامريكي وأن العالم اليوم في طريقه للاستغناء عن الولايات المتحدة.

بحسب مقالة تحليلية كتبها “رفعت بداوي” السياسي اللبناني ومستشار رئيس الوزراء اللبناني السابق سليم أحمد الحص، فإن التغييرات الجديدة في العالم، والنهج متعدد الأطراف للدول وانهيار السياسات الأمريكية التي كانت تسعي وراء السيادة والسلطة في العالم، تسببت في انهيار الهيمنة الامريكية ودفعت الدول الاخرى الى اتباع سياسة جديدة لا تحيجها الى الولايات المتحدة وتؤدي بها الى الاستقالال الذاتي.

تنص هذه المقالة على ما يلي:

لاحظ الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات مختلفة أن عالم اليوم يمر بتغيرات عميقة لم نشهدها في القرن الماضي. يشهد العالم الحالي تغيرات قد تؤدي في النهاية إلى انتفاضة ضد النظام الأحادي الحالي. وهذا يعني أن فترة الاعتماد على أمريكا قد انتهت والعالم يتجه نحو نظام جديد يقوم على الاستقلال الاستراتيجي، ويركز على المصالح الاقتصادية والتنمية للدول والأمم.

استقبلت العديد من الدول هذه التغييرات بشكل إيجابي وسريع، لأنها تعتقد أن هذه التغييرات تشمل فرصًا لتحرير نفسها من سياسة الاستسلام للولايات المتحدة، والتي تعطي الأولوية لمصالحها الخاصة وتربط ثروة دول العالم بعملتها، وتستغل سندات الدولار للضغط على الدول الاخرى، وذلك للانصياع لسياساتها حتى لو كانت هذه السياسات مدمرة. بعض الدول التي استجابت بشكل إيجابي لهذه التغييرات العالمية الجديدة هي المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج ومصر والهند وروسيا والصين.

أمريكا وحلفاؤها الغربيون يتوجهون إلى الآخرين بسؤال “هل تؤيدنا أم تؤيد القطب الآخر؟” تستخدم أمريكا لغة التهديد والترهيب لإجبار الدول الأخرى على الانصياع وإجبارها على المتاجرة بالدولار الأمريكي كعملة عالمية من أجل تأمين مصالحها الخاصة دون أدنى اعتبار لمصالح الدول الأخرى وتنمية الدول الأخرى، وبهذه الطريقة تمكنت الولايات المتحدة من السيطرة على العالم.

اليوم، ومع التغيرات الإقليمية والعالمية التي تحدث، يتم إعطاء الأولوية للمصالح الاقتصادية والتنموية مع السياسات المتوافقة مع الحكومات. لذلك، أصبح الحلفاء والائتلافات الآن أكثر اعتمادًا على الاقتصاد والتكنولوجيا والتنمية أكثر من اعتمادهم على الأمور السياسية أو العسكرية ولا يمكننا تجاهل تأثير هذه التغييرات على السياسات الخارجية للدول الأخرى. لم يعد إجبار الدول على اتخاذ موقف داعم لأمريكا والغرب حتى عندما يتعارض مع مصالحها الاقتصادية ممكناً.

نهاية امريكا

دائرة عدم الامتثال آخذة في التوسع. ومن الأمثلة على ذلك منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها المعروفون بأوبك +، حيث تمردت هذه المنظمة على قضايا العقوبات بخفض الإنتاج بدلاً من زيادته، الأمر الذي أغضب أمريكا.

مثال آخر هو استمرار بيع النفط الروسي في العالم على الرغم من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة. حتى أن بعض الدول الأوروبية تشتري النفط مباشرة من المملكة العربية السعودية وبدلاً من ذلك تشتري الغاز والديزل من روسيا بسعر أقل ثم تبيعه بسعر أعلى وتحقق أرباحًا ضخمة. منطق هذه الدول بسيط للغاية: المصالح الاقتصادية والتنموية هي الأولوية وهي تحدد الوضع السياسي ولا شيء آخر. لكن مع الأسف، يبدو أن الدول الغربية وخاصة أمريكا، لا تفهم هذا الموضوع.

ما يبدو بشأن هذه التغييرات الجديدة هو أنه على الرغم من عدم توافقها مع العقوبات الغربية وما تمليه، إلا أن هذه الدول لم تعاقب أمريكا. بدلاً من ذلك، يعتمد قرارهم بشكل أكبر على استراتيجية مستقلة تضمن توازن المصالح الاقتصادية. وكلما أسرع الغرب، وخاصة الدول الأوروبية، في التعرف على هذه التغييرات، سيتمكنون من تشكيل استراتيجياتهم بناءً على بيانات حقيقية. على الرغم من ذلك، ومن الناحية العملية، فإن الغرب وأمريكا كلاهما بعيدان جدًا عن الواقع.

الرئيس الفرنسي شعر بعلامات الانهيار الامريكي بعد زيارته للصين

الرئيس الفرنسي
الرئيس الفرنسي شعر بعلامات الانهيار الامريكي بعد زيارته للصين

من جانبه، يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر التكيف مع نهج واقعي بعد إدراكه لخطر اعتماد أوروبا على أمريكا. عند عودته من الصين، نشر ماكرون بيانًا في الصحف الفرنسية، ينص انه على أوروبا تقليص اعتمادها على أمريكا وتجنب المواجهة مع الصين في قضية تايوان. كما أكد الرئيس الفرنسي على نظريته للحكم الذاتي والاستقلال الاستراتيجي لأوروبا، مما سيجعل فرنسا ثالث أقوى دولة.

لقد أدرك الرئيس الفرنسي أن اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة في الأسلحة والطاقة قد ازداد، لذلك يجب أن تركز على تعزيز اقتصادها وصناعاتها الدفاعية، كما انه طالب أوروبا بتقليل اعتمادها على الدولار في الحدود الإقليمية خارج هذه القارة.

انهيار الدولار هو بداية الانهيار الامريكي

انهيار الدولار
انهيار الدولار

في مقالة كتبها في المحلل الفرنسي رينو جيرار في وقت سابق من هذا الشهر في صحيفة فيجارو، ورد أن الأمريكيين يستخدمون عملتهم كأداة لممارسة الضغط السياسي وحق الصمت على الدول لحملها على الانصياع لمصالحها. هذا يؤدي إلى الزخم لحركة عالمية للإطاحة بهيمنة الدولار. إن التخلي عن الدولار عملية لا رجوع عنها لأن واشنطن استخدمت هذه العملة كأداة لإسكات الدول الأخرى، ومما يبدوا عليه اليوم فان هذه العملة ستكون سبباً في الانهيار الامريكي.

في مقابلة مع سكاي نيوز، توقع الخبير الاقتصادي الأمريكي جيفري ساكس نهاية مؤلمة للدولار الأمريكي، وأضاف أن الولايات المتحدة ستفقد سلاح الضغط الأساسي الذي طالما استخدمته كحق في الصمت من دول العالم. كما أكد أن العالم يتجه نحو التعددية القطبية ونهاية هيمنة الغرب، ويجب على دول العالم تحقيق التكامل الإقليمي لتحقيق الأمن الاقتصادي والتنمية. لأن الصراعات الأمريكية لم تعد مفيدة لأي طرف.

الانهيار الامريكي
الانهيار الامريكي

أخيرًا وختامًا، فإن سياسة الاعتماد على الولايات المتحدة لم تعد سياسة فعالة، بل وقد تبين انها سياسة مدمرة، وهو الشيء الذي بدأ الغرب في استوعابه. يتجه العالم اليوم نحو تنظيم نظام عالمي جديد متعدد الأطراف يقوم على التكامل الاقتصادي وتبادل العملات الداخلية، تماماً كما يحدث بين روسيا والصين والمملكة العربية السعودية والهند.

المصدر: مواقع الاخبار العالمية + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى