مالك عقار للجزيرة نت: نطالب بتوحيد كافة المبادرات تحت مظلة منظمة الإيغاد
قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان إن قمة رؤساء دول وحكومات منظمة “الإيغاد” ناقشت باستفاضة الأزمة في السودان، مشيرا -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن المخرجات تمثلت في إنشاء لجنة وساطة رباعية تتكون من كينيا وإثيوبيا وجيبوتي وجنوب السودان، سوف تعمل على الجمع بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع السودانية الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) في غضون أسبوعين.
وبخصوص تعدد المبادرات لحل الأزمة في السودان، أوضح مالك عقار أن السودان يشدد على توحيد كل المبادرات تحت مظلة مبادرة “الإيغاد”، مشيرا إلى أن السودان كان حاضرا ومشاركا بكثافة عند مناقشة مبادرة منظمة الإيغاد، وهي المبادرة الوحيدة التي كان للسودان صوت ورأي فيها.
وأضاف أن مبادرة الاتحاد الأفريقي، وإن كانت جيدة، فإنه لظروف تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي لم يجد السوادان مجالا ليشارك فيها أو يناقشها، مشيرا إلى أن مبادرة الإيغاد ستكون شاملة لكل الأطراف ذات الصلة بالمشكلة في السودان.
وحول مخرجات قمة الإيغاد، أشار عقار إلى أنه تم الاتفاق على إجراء لقاء بين البرهان وحميدتي خلال أسبوعين في إحدى دول المنطقة، لمناقشة قضيتين: الأولى القضية الإنسانية، والثانية وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى القضية التي تسببت في الحرب والمتمثلة في إنهاء تعدد الجيوش وإيجاد جيش وطني واحد تحت قيادة واحدة.
وأكد عقار أن أي حرب لا يمكن أن تنتهي إلا على الطاولة، حتى الطرف المنتصر، لكي يملي رغباته لا بد أن يجلس على طاولة التفاوض، ولذا فإن التفاوض أمر لا مفر منه.
وعن الوضع الإنساني، قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان إن الحكومة السودانية مهتمة جدا بهذا الأمر، لأن قوات الدعم السريع تحتل المستشفيات والمناطق السكنية وتقوم بممارسات مخالفة لقوانين الحرب ومخالفة للقانون الدولي ومخالفة للقانون الإنساني، وهذا يتسبب في معاناة المواطن السوداني، على حد قوله.
وشدد عقار على أن الحكومة تعمل على وقف الحرب، وأن الجلوس على طاولة التفاوض ومعالجة القضايا الملحة التي أدت إلى هذه الحرب هو الحل لإنهاء معاناة المواطنين.
وحول المخاوف من التدخلات الخارجية واحتمال نشوب حرب أهليه، قال مالك عقار إنه لا يمكن أن تحدث حرب أهلية في الوقت الحالي بالسودان، ولا يمكن السماح بتدخل الجهات الخارجية.
وأضاف أن الحرب الجارية حاليا في السودان هي بين قوتين: قوات وطنية وقوات صديقة، ولن يُسمح بدخول أي طرف من الأطراف سواء كانوا من أفريقيا أو خارجها، لأن هذا يعدّ تدخلا في شؤون الدولة السودانية.
وعن تضرر السودانيين في ظل الحرب، وكثير منهم عالقين في الحدود والمعابر، قال مالك عقار إن هذا الوضع أحد الإفرازات المؤلمة للحرب، وإن ما يمكن أن تقدمه الحكومة هو إيقاف الحرب ومعالجة القضايا التي سببتها حتى يتمكن الناس من الرجوع إلى مدنهم ومساكنهم، وإخلاء كل المؤسسات التي تحتلها قوات الدعم السريع التي تمردت على القوات الوطنية السودانية.
وبشأن تمسك الأمم المتحدة بمبعوثها فولكر بيرتس، وكيفية التعامل مع هذا الوضع، أوضح مالك عقار أنه يجب التفريق بين ممثل الأمم المتحدة في السودان وهو قضية قائمة بذاتها، والبعثة الأممية التي ما زالت تعمل في السودان ولم يتم الحد من صلاحيتها ومهامها.
وقال إن الحديث فقط هو عن شخص المبعوث الخاص، ومن ثم فهما قضيتان منفصلتان، فالأمم المتحدة ومؤسسات الأمم المتحدة لا مساس بها وهي ما زالت تؤدي واجبها في السودان، لكن الدولة رأت أن المبعوث شخص غير مرغوب فيه، وهذا لا يعني أن الأمم المتحدة غير مرغوب فيها، على حد تعبيره.