الاخبار العاجلةسياسة

موقع تركي: أي مستقبل ينتظر كوسوفو والأزمة تزداد اشتعالا؟

ذكر مقال نشره موقع “فكرتورو” التركي أنه مع تواصل سياسة “التوتر المستمر” المدعومة من أطراف خارجية في كوسوفو، تزداد الأزمة اشتعالا، لدرجة أنها أصبحت مصدر قلق جدي في المنطقة.

وأضاف المحلل التركي سنان بايكنت في مقاله أن من معالم الأزمة أن هناك ضغطا باتجاه إنشاء “اتحاد البلديات الصربية” يمنح الصرب الذين يعيشون في شمال كوسوفو سيادة تتجاوز الحكم الذاتي وتقترب من “شبه استقلال”. بالمقابل، رفض رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، هذا الهيكل الذي يعتبره “غير دستوري”.

وقال الكاتب إن انتقال القوات المسلحة التركية للعمل ضمن قوة حلف الشمال الأطلسي “الناتو” في كوسوفو هدفه العمل على وضع حد لـ”تصاعد التوتر” الذي بدأ يظهر في شكل واضح.

قواعد اللعبة

وذكر أن تدخل رئيس الوزراء الألباني إيدي راما حوّل مسألة اتحاد البلديات الصربية في كوسوفو إلى قضية وجودية، حيث قدم مسودة لإنشاء اتحاد بلديات الصرب إلى الجهات الرباعية (الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، الاتحاد الأوروبي)، دون استشارة قيادة كوسوفو.

وأكد الكاتب أن هذه الخطوة “تغيّر قواعد اللعبة”؛ إذ إنها “تدخّل” يؤثر مباشرة على مصير كوسوفو بأكملها، وخصوصا على مصير الألبان داخلها، متسائلًا: ما المستقبل المتوقع لكوسوفو؟ وما العقبات التي تواجه عملية “تأسيس الدولة” في كوسوفو من حيث الشكل والمضمون اليوم؟

وشدد التقرير على أن جمهورية كوسوفو هي دولة مستقلة ذات سيادة وفقًا للقانون الدولي، وذكر أنها قامت في عام 2008 ببناء جميع مؤسساتها على احترام “التعددية العرقية”.

اقرأ ايضاً
المالية السعودية تطرح صكوكاً محلية جديدة بأكثر من 3 مليارات دولار

واليوم، يشكل الألبان حوالي 93% من سكانها، فيما تتوزع نسبة 7% المتبقية بين مجموعات عرقية متنوعة بما في ذلك الصرب وغيرهم من الأقليات (البوسنيون والأتراك والغجر والغوراليون).

حلقة مفرغة

ووفقًا للدستور، لا يمكن لكوسوفو أن تطلب الأراضي من الدول الأخرى ولا أن تنضم إلى دولة أخرى، وتم التشديد على طابع “التعددية العرقيّة” كأساس لهوية الدولة.

واعتبر الكاتب النزاع شيئا طبيعيا لأن الصرب يعتبرون كوسوفو “مهد صربيا التاريخي”، بينما يؤكد الألبان أنها تعتبر جزءا من الحوض الجغرافي الذي غذى الهوية الألبانية، في ضوء العديد من الاكتشافات الأثرية والمعلومات والوثائق التاريخية والأبحاث العلمية.

وأضاف التقرير أن هذه “الحلقة المفرغة” يمكن كسرها على المستوى النظري فقط بشرط واحد، وهو خلق “هوية كوسوفو الوطنية” الأصلية.

أيام صعبة

ويعتقد الكاتب أن هناك أياما صعبة تنتظر كوسوفو بشكل عام، وألبين كورتي بشكل خاص، فالضغط الدولي الذي تم تشكيله قوي جدا، وهذه المرة ألبانيا أيضا خرجت من الظل.

وقال إنه من الخطأ تفسير المعارضة التي يوجهها كورتي لـ”اتحاد البلديات الصربية” كـ”ثابت فكري” “أيديولوجي” فقط، بل لا بد من أخذ بعين الاعتبار الموارد الطبيعية الإستراتيجية، مثل المناجم والبحيرات، وما إلى ذلك، في المناطق التي يُتوقع أن تكون ضمن نطاق “اتحاد البلديات الصربية”.

من ناحية أخرى، هناك أيضا من يعلن أن تفعيل “اتحاد البلديات الصربية” هو الأداة الوحيدة التي ستصلح على الأمد الطويل العيوب في “التجربة السياسية” بالمنطقة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى