إيكونوميست: هل تدفع القارة السمراء ثمن التهميش في المؤسسات الدولية؟
قالت مجلة “إيكونوميست” (Economist) إن 16 رئيسا أفريقيا سيحضرون مؤتمر تمويل التنمية الذي يستضيفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة قضايا عالمية مُلحّة، من ضمنها إصلاح البنك الدولي، وتمويل مشاريع متعلقة بالمناخ، وضائقة الديون التي تعاني منها بعض البلدان.
كما سيحضر المؤتمر -الذي ينعقد في باريس بتاريخ 22 يونيو/حزيران الجاري، وسيتضمن اتفاقا ماليا عالميا جديدا- رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين.
ووفق المجلة، فإن الحضور الكبير للقادة الأفارقة في المؤتمر يعكس خوفهم من تراجع الاهتمام الدولي بدعم القارة السمراء مع تحول الأولويات نحو مساعدة أوكرانيا والتعامل مع معضلة تغير المناخ.
وقالت إيكونوميست إن تلك المخاوف تغذي غضبا أعمق من كون القارة ليس لها رأي يذكر في المؤسسات العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة، وإن بعض الإصلاحات المقترحة ستؤثر سلبا على أفريقيا.
ونقلت عن وزيرة المالية في أنغولا فيرا دافيس قولها “عندما يكون صنّاع القرار بعيدين تماما عن واقع البلاد يكون التعاطف معها صعبا، لذلك من المهم جدا بالنسبة لنا (معشر الأفارقة) أن نكون أكثر حضورا في المؤسسات الدولية”.
وتوقع تقرير المجلة أن القادة الأفارقة سيضغطون بشدة من أجل التغيير خلال مؤتمر باريس هذا الأسبوع.
تراجع مقلق
وأشار إلى أن كثيرا من العمل الذي تقوم به هذه المؤسسات الدولية يتم في أفريقيا، حيث تحاول تلك المؤسسات الحد من الفقر في القارة التي يوجد بها أكثر من نصف فقراء العالم، كما تسعى لإنهاء النزاعات الأهلية ومساعدة اللاجئين.
لكن القادة الأفارقة يشعرون بالقلق من التراجع الوشيك في التمويل الذي تقدمه المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي للقارة السمراء، التي بلغت 37 مليار دولار العام الماضي، ويتوقع أن تتراجع بنحو 10 مليارات سنويا خلال العامين المقبلين.
والمشكلة أن التراجع في التمويل يحدث في وقت تتعرض فيه الدول الأفريقية لضغوط بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والوقود نتيجة الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الفائدة على مستوى العالم.
وتعد أوكرانيا والمناخ أبرز الأولويات الجديدة التي تعد منافسا لأفريقيا في الحصول على التمويل الدولي. ويأمل البنك الدولي التمكن من جمع 12 مليار دولار للمؤسسة الدولية للتنمية، لكن نصف هذا المبلغ سيذهب إلى أوكرانيا ومولدوفا، اللتين لم تكونا ضمن الدول المؤهلة لقروض المؤسسة قبل الحرب لوجود دول أشد فقرا منهما، وفق المجلة.
وقالت إيكونوميست إن العديد من الأفارقة يرون أن صرف نصف ذلك التمويل على الدولتين الأوروبيتين دليل على أن المؤسسات الدولية تتعامل بمعايير مزدوجة، وتغير القواعد التي وضعتها من أجل صرف المساعدات إلى بلدان غير أفريقية.
وفي ما يتعلق بتغير المناخ، يتوقع أن تدفع أطراف كثيرة خلال قمة باريس لفعل المزيد بهذا الشأن، خاصة من قبل الدول الغنية والدول المهددة جراء أزمة المناخ، الأمر الذي يثير قلق قادة القارة السمراء من أن ذلك سيكون على حساب الفقراء في بلدانهم.