استغرقت رحلتهم 10 أيام.. الجزيرة نت ترصد معاناة حجاج السودان للوصول إلى مكة المكرمة
الخرطوم- وسط مخاطر أمنية وفي رحلة استغرقت 10 أيام عبروا خلالها 12 ولاية، وصلت بعثة حجاج مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور إلى أقصى الشرق السوداني في ولاية البحر الأحمر، وفقا لحديث أمين أمانة الحج والعمرة بالولاية حبيب النمير.
ومع الحصار الذي طوق مدينة الجنينة وانقطاع الاتصالات، لم تتوفر لدى النمير آخر المستجدات بخصوص موسم الحج، فاضطر في الأول من يونيو/حزيران إلى التوجه صوب الحدود التشادية على بعد 40 كيلومترا من الجنينة، لإجراء اتصال بأمانة الحج والعمرة المركزية.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف النمير “عُدت بعدها إلى الجنينة بحثا عن الحجاج، وكان العدد الكلي لحجاج ولاية غرب دارفور 624 حاجا، أما العدد الذي غادر فهو 24 حاجا”.
ولم يكن الطريق من الجنينة أقصى غرب السودان إلى أقصى شرقه باليسير، حيث تعرضت القافلة للنهب أكثر من مرة من قبل مجموعات مسلحة لم يسمها.
ويبلغ عدد حجاج السودان هذا العام نحو 17 ألف حاج، وهو عدد يقل عن الحصة الممنوحة للبلاد والمقدَّرة بـ34 ألف حاج، وفق المجلس الأعلى السوداني للحج والعمرة.
ووصل الفوج الأول إلى ميناء جدة في 14 يونيو/حزيران من ولاية كسلا وفيه 245 حاجا، وينتهي التفويج من السودان اليوم الجمعة.
ويتم تفويج الحجاج من كافة أنحاء البلاد لولاية البحر الأحمر شرقي السودان، ويغادرون عبر مطار بورتسودان، وميناء الأمير عثمان دقنة في “سواكن”.
وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد العاطي أحمد في تصريحات صحفية، إن حجاج العاصمة القومية الخرطوم تم تفويجهم من الولايات التي انتقلوا إليها، بجانب التفويج من 7 دول خارجية.
وكشفت لجنة الحج والعمرة في منطقة البحر الأحمر عن مغادرة حوالي 4 آلاف حاج وحاجة عبر البحر منذ بدء عمليات التفويج في 13 يونيو/حزيران من ولايات السودان المختلفة، ووصل آخر فوج عبر البحر إلى ميناء جدة أمس الخميس 22 يونيو/حزيران.
حجاج ولاية الخرطوم
وقال أمين أمانة الحج والعمرة في ولاية الخرطوم علي إبراهيم، إن موسم الحج هذا العام صعب في ظل تحديات أمنية ولوجستية، وبسبب الأوضاع الأمنية تم فتح مكتب في ولاية الجزيرة بديلا لمكتب الخرطوم.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف إبراهيم، أن عدد حجاج الولاية بلغ 3500 حاج بمعدل 22 فوجا، في حين كانت الحصة الأساسية 5865 حاجا، وتخلّف من العدد الكلي حوالي 400 حاج بسبب مشاكل تتعلق بجواز السفر، والبقية لإجراءات مختلفة.
وأوضح أنه بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان الماضي تم وضع خطة طوارئ والتنسيق مع أمانات الحج والعمرة في ولايات السودان، وفتح مكاتب في ولايات أخرى لاستكمال الإجراءات، مشيرا إلى تفويج 191 حاجا سودانيا في مصر بمعدل 4 أفواج، و289 من دول أخرى بمعدل 6 أفواج، ولفت إلى وصول أكثر من 80% من حجاج ولاية الخرطوم للأراضي المقدسة.
من جانبه، قال محمد خالد أحد الحجاج القادمين من ولاية الخرطوم للجزيرة نت، إن الطريق من مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة وحتى ولاية البحر الأحمر استغرق حوالي 17 ساعة، مروا عبرها بالعشرات من نقاط التفتيش، مشيرا إلى كثافة الإجراءات الاحترازية والأمنية.
ضرب ونهب
وتبدو كلفة الطريق المحفوف بالمخاطر الأمنية أعلى للقادمين من إقليم دارفور، وقال الصادق عبد الرحمن أمين أمانة الحج والعمرة في شمال دارفور إن البعثة تعرضت لإطلاق أعيرة نارية في محلية الرهد بولاية شمال كردفان.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف عبد الرحمن أن مجموعة مسلحة انهالت عليه ضربا بالسياط، واستقبلت عربة رئاسة الوفد بطريقة لا يتوقعها أحد، رغم إبراز كشوفات الحج وأوراق البعثة، وتم نهب مبالغ مالية تخص البعثة بالإضافة إلى هاتف جوال.
وتابع “ومع توالي وصول عدد من الحافلات التي تقل حجاج الولاية بمعدل 7 أفواج، سمح لنا بالمغادرة والتحرك فورا، ورغم ذلك تم إطلاق أعيرة نارية مباشرة لإيقاف أحد الحافلات، لكن لم يصب أحد بأذى”.
وبلغ عدد حجاج ولاية شمال دارفور 336 حاجا، استغرقت رحلتهم إلى ولاية البحر الأحمر 4 أيام، تم تفويجهم عبر مطار بورتسودان وميناء سواكن، وفق حديث الصادق عبد الرحمن.