المتطوعون السوريون إلى جانب روسيا: كم عددهم وأين يقاتلون ومقابل ماذا؟
نقل موقع روسي عن مصادر عربية قولها إن أكثر من 40 ألف مقاتل سوري أعربوا عن رغبتهم في الانضمام إلى روسيا في قتالها ضد أوكرانيا.
وفي تقرير له عن الموضوع نشره موقع “نيوز ري” الروسي، ذكر الكاتب ماتفي زاجوني أن الرئيس السوري بشار الأسد أعلن قبل 3 أشهر أن بإمكان من يودون التطوع إلى جانب موسكو التقدم مباشرة إلى الجانب الروسي، كما أن وسائل إعلام عربية وغربية كشفت عن انضمام عشرات الآلاف من المواطنين السوريين إلى الحرب الروسية على أوكرانيا.
كيف بدأت دعوة المتطوعين السوريين؟
في 6 مارس/آذار 2022، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن روسيا بدأت تجنيد متطوعين سوريين لإرسالهم إلى جبهة القتال ضد أوكرانيا.
وفي الحادي عشر من الشهر ذاته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو رسميًا أن أكثر من 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط أعربوا عن رغبتهم في الذهاب إلى أوكرانيا لمؤازرة القوات الروسية.
من جانبها، اعترفت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، أن مشاركة السوريين في الحرب الروسية على أوكرانيا وتلقي أموال مقابل ذلك أضحت الفرصة الوحيدة لتأمين حياة مناسبة بالنسبة للعديد من السوريين.
كم من المال يُعرض على السوريين؟
وفقًا للمعلومات المتاحة، يحصل المتطوعون السوريون في ساحة الحرب على مبالغ مختلفة تعتمد على الخبرة والكفاءة وقرب الخدمة من الخط الأمامي.
ووفقا لبعض المعلومات، يجني السوريون حوالي 7 آلاف دولار عن كل 7 أشهر من النشاط داخل أراضي أوكرانيا. وتزعم مصادر أخرى أن الراتب الشهري يناهز 3 آلاف دولار. وخلال مدة قتال المتطوع إلى جانب روسيا، تزوّد عائلته في المنزل بمواد غذائية، وفي حالة وفاته تتلقى عائلته تعويضات تناهز 15 ألف دولار.
ما المطلوب من المتطوعين السوريين؟
يقول محللو المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية إن الشرطين الرئيسيين للاختيار هما: امتلاك المتطوع خبرة في العمليات القتالية، وأن يكون عمره بين 23 و43 عامًا.
كم عدد المتطوعين السوريين في هذه الحرب؟
أورد الكاتب أن المقاتلين الأكثر خبرة من المجموعات القتالية الذين درّبهم الجيش الروسي في سوريا، وقاتلوا بنجاح ضد “المنظمات الإرهابية” ويتقنون اللغة الروسية، هم فقط من اجتازوا الاختبار النهائي.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن هؤلاء هم بالأساس مقاتلون من الفيلق التطوّعي الخامس والفرقة 25 من قوات النخبة الخاصة في الجيش السوري، المسماة بــ”قوات النمر”.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد اجتاز بعض مقاتلي “لواء القدس” التابع للنظام السوري ممن حققوا نجاحا في المعارك ضد الجماعات المقاتلة، الاختبار أيضًا.
لماذا لم يصل جميع المتطوعين السوريين إلى جبهة القتال؟
في مارس/آذار من العام الماضي، اعترف المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي بأن الجيش الأميركي لم يلاحظ تدفقا للمرتزقة السوريين المستأجرين أو المجندين إلى روسيا، وقد فسرت واشنطن ذلك بتجاهل بعض المتطوعين المتطلبات اللازمة.
وفي غضون ذلك، طرحت الوكالات العربية رواية أخرى اعتبرت أن روسيا لم تخصص الموارد الكافية لإعادة تدريب عشرات الآلاف من السوريين الذين اعتادوا على ظروف الحرب الأخرى.
وذكرت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن روسيا لا تحتاج إلى هذا العدد الكبير من المتطوعين السوريين، الذين لا يمكنهم تغيير موازين الصراع بسبب حاجز اللغة، بل بالعكس يرى عدد من المحللين أن وجودهم يعيق المهام القتالية. وبحسب المؤسسة، لا يستطيع هؤلاء السوريون القيام سوى ببعض أبسط المهام، مثل حراسة المنشآت أو التنظيف.
ماذا يفعل المتطوعون السوريون؟
ووفقًا لمصادر “ميدل إيست آي” في دمشق، فإن السوريين الذين انضموا إلى جبهة الحرب في أوكرانيا، يعملون بشكل أساسي في حماية المواقع في لوغانسك ودونيتسك. وفي هذا الصدد، ينقل الكاتب عن مصدر لم يكشف عنه قوله: “السوريون لم ينخرطوا في قتال حقيقي، فهم يؤدون بشكل أساسي مهام لوجستية بالقرب من خط المواجهة”.
وقد زعمت وسائل الإعلام أن السوريين يرسَلون إلى الخطوط الأمامية فقط في الحالات الملحة، وقد رُصدت مشاركة متطوعين سوريين ينتمون لشركات عسكرية خاصة في معارك دونيتسك وخيرسون.