الاخبار العاجلةسياسة

نزلة الشريف.. قرية مصرية تروي مآسيها بعد كارثة درنة

نزلة الشريف قرية مصرية زراعية صغيرة في وادي النيل، لا يتجاوز عدد سكانها ألف شخص، ولكنها فقدت 75 شابا من أبنائها في كارثة فيضانات درنة شرق ليبيا رغم بعد المسافة، ليعودوا جثثا هامدة بعد أن ذهبوا لطلب الرزق في برقة الليبية.

وذكرت مراسلة صحيفة “لوموند” الفرنسية آليس مورنو، في تقرير لها من داخل نزلة الشريف، إن هذه البلدة الواقعة في محافظة بني سويف، على بعد 160 كيلومترا جنوب القاهرة، لم يبق بيت فيها إلا وفقد ابنا أو أخا أو ابن عم أو صديقا، بل إن “بعض العائلات هنا فقدت رجلين أو ثلاثة رجال”، كما يقول سيد، الذي يجلس مع شقيقه الأكبر أحمد في شرفة بيتهما -بيت عائلة غوروزيان- بعد أن عُثر على شقيقهما الأصغر محمد (20 عاما) ميتا في درنة.

ويتابع سيد -الذي يُظهر صورة لأخيه على هاتفه-، “كان ذلك قبل بضعة أشهر عندما زرته في ليبيا. إنها صورة التقطت أمام البحر للذكرى”. ويضيف، “قبل ساعة بالضبط من وفاته، كنا نتحدث مباشرة على فيسبوك. طلب مني أن أسلّم على أبي وأمي والجميع، ثم سألني متى سأعود لرؤيته في ليبيا، فقلت، له خلال شهر إن شاء الله.. لكني لن أراه مرة أخرى”.

وليس هذا الشاب إلا واحدا من 75 من سكان نزلة الشريف، لقوا حتفهم في العاصفة الليبية كما تقول الصحيفة، ففي كل مكان هنا تلبس الأمهات حجابا أسود، وتمسح البنات دموعهن بصمت، بعد أن أعيدت جثث الضحايا إلى مصر بالطائرة مطلع الأسبوع الماضي، مع أنه لم يُعثر حتى الآن على جثث أطفال آخرين من نزلة الشريف ممن اختفوا في درنة، ولذلك يدعو أحمد السلطات إلى مواصلة البحث.

وكان جميع شباب هذه القرية الذين ماتوا في الفيضانات قد هاجروا إلى ليبيا للعمل في شركات البناء في منطقة درنة، ولإرسال الأموال إلى أقاربهم في مصر، مما يعني أن الصدمة التي تعيشها القرية مصحوبة بشعور قاسٍ بعدم الأمان المالي لفقد من كان يعول معظم السكان، خاصة أن المقيمين في هذه القرية لا يتوفر لهم سوى العمل في الحقول، وهو عمل غير مجزٍ لا يتجاوز دخله 100 جنيه مصري يوميا، وهو ما يعادل 3 يورو.

محنة القرية

في أحد الأزقة، يحتضن حمد أبناء وبنات إخوته الخمسة الذين لا يزيد عمر أي منهم عن خمس سنوات، وهو يقول، “توفي أخي الأكبر في ليبيا. خبر وفاته صدمنا. يعهد الله إليّ بأولاده، لكني لا أعرف كيف سأفعل.

ويضيف حمد، “في الحقيقة ليس لدي حلّ نحن لسنا متعلمين، نحن نعمل في الأرض فقط، ولا شيء سوى حقولنا ومحاصيلنا”. يذكر أن حمد أب لأربعة أطفال، وعليه الآن أن يعيل والدته وزوجته وأطفاله وأبناء أخيه الأيتام. وتابع حديثه، “شكرا أخي لأننا من خيرك أكلنا ولبسنا الثياب. والآن انتهى الأمر. ماذا أستطيع أن أفعل غير أن أحزن”؟

ووعدت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية بتقديم مساعدات قدرها 100 ألف جنيه مصري (3000 يورو) لكل أسرة ثكلى، و25 ألف جنيه لكل ناج مصاب.

كما التزمت السلطات بدفع الرسوم المدرسية للعام الحالي للأيتام، ودفع مخصصات شهرية لسد احتياجاتهم الغذائية، غير أن التضخم الذي بلغ معدلات قياسية في الأسابيع الأخيرة، يزيد من محنة القرويين بسبب تضاعف الأسعار.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى