الاخبار العاجلةسياسة

ماذا تفعل السلطة الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة؟

رام الله- مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وسط عمليات تهجير جماعي للسكان من أماكن سكنهم تحت تهديد القصف وقطع كامل للمياه والكهرباء والاتصالات لم تكن الأوضاع في الضفة الغربية بعيدة عن ذلك، فقد شهدت اعتداءات متصاعدة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال التي أغلقت الضفة بالكامل وقطعت أوصالها ومنعت العمال من الوصول إلى أماكن عملهم.

ولم يتخلل ذلك أي موقف واضح من القيادة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أو القيادات القريبة من السلطة أو منظمة التحرير سوى بيانات شجب وإدانة ومطالبات للمجتمع الدولي بوقف هذه الاعتداءات، وهو ما أثار حالة من السخط من قبل الفلسطينيين الذين وصفوا هذا الموقف بـ”المتخاذل”، والذي لا يرقى إلى حجم العدوان الذي تقوم به إسرائيل.

في اجتماع لخلية المتابعة الحكومية لتداعيات العدوان المتواصل على غزة: من حساب Dr. Mohammad Shtayyeh الدكتور محمد اشتية على فيسبوك
الحكومة الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة

مطالب الشارع الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة

وقام النشطاء بنشر العديد من المنشورات التي انتقدت موقف السلطة الفلسطينية، وتساءلوا عن دورها في ظل استمرار التصاعد في العدوان دون أن ترد بشكل مباشر الرئيس على الفلسطينيين. لم تشهد أي فعاليات أو مسيرات في شوارع الضفة تطالب القيادة بالتحرك والانضمام إلى الشعب في مواجهة التحديات في مناطق وجودهم. هذا جنبًا إلى جنب مع انتقادات شديدة للسلطة الفلسطينية في كيفية التعامل مع العمال الغزيين الذين تقطعت بهم السبل في الضفة الغربية من دون مأوى أو عمل.

يشير الناشط عمر عساف إلى سبب هذا الغضب ويقول إن “القيادة حتى الآن لم تتخذ أي إجراء يظهر تضامنها مع الشعب الفلسطيني منذ بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة. وهي لم ترفع صوتها بوضوح للإعلان أن الاحتلال وحده مسؤول عن هذه الجرائم وأنه يجب أن يتم التعامل بالمساواة بين الاحتلال والمقاومة”.

واضاف “حتى الآن، لم نر تحركات ملموسة مثل دعوة اجتماع أمناء الفصائل أو اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا يقلل من إيمان الناس”.

بالنسبة للإجراءات التي يمكن أن تتخذها السلطة، يقترح عمر عساف “وقف التعاون الأمني مع الاحتلال والانسحاب من الاتفاقيات التي تربطها معه، وتنظيم حملات لجمع الدعم الدولي من خلال توجيه ممثليات وسفارات فلسطينية حول العالم للكشف عن جرائم الاحتلال. وقبل ذلك، يجب الإفراج عن المقاومين الذين تحتجزهم وتمنعهم من مواجهة الاحتلال”. يعتقد عساف أن للسلطة وقادتها فرصة حقيقية للتعويض عن سنوات التعاون الأمني مع الاحتلال.

اقرأ ايضاً
نفق بين المغرب وإسبانيا.. لماذا خافت أوروبا وغضب المغاربة؟

القيادة في حالة انعقاد دائم

ردا ً على سؤال ماذا تفعل السلطة الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة؟ يجب القول ان الرئيس الفلسطيني لم يخرج بخطاب إلى الفلسطينيين، وقد كان الخطاب الأول يعود لرئيس الوزراء محمد اشتية بعد أسبوع من بدء العدوان.

تقوم الوكالة الفلسطينية الرسمية (وفا) بنشر تحركات دبلوماسية تقوم بها الرئيس عباس ورئيس الوزراء، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، دون وجود تواصل مع الشارع الفلسطيني، سواء من خلال المشاركة في المسيرات التي تنظمها في مراكز المدن منذ بدء العدوان أو من خلال خطب وتصريحات موجهة إليه.

عبد الله عبد الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أوضح أن “الإجراءات التي تقوم بها السلطة ليست بالضرورة أن تكون معلنة، حيث تجري اتصالات وتحركات منذ اليوم الأول للعدوان مع مختلف الأطراف”،

وأشار إلى أن “القيادة الفلسطينية تبذل جهودًا كبيرة في التضامن والدعم مع قطاع غزة، بالإضافة إلى تحركاتها للتدخل وفتح المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية، ولكن لا يمكن ضمان النتائج بالكامل لأن هذا يتوقف على الأوضاع والتحديات الدولية التي تتداول بين الأطراف المختلفة.

الوحدة أولاً

الأمين العام للمبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، اعتبر أن جميع هذه التحركات لا تكون كافية مالم تقم السلطة بتوحيد البيت الفلسطيني لمواجهة ما وصفها بـ”المؤامرة الكبيرة” التي تستهدف الفلسطينيين وقضيتهم.

وشدد البرغوثي على أن التحدي الأكبر في الوقت الحالي هو مواجهة محاولات تشويه صورة الفلسطينيين وعدم السماح لإسرائيل بتفتيتهم. وأكد أن “الصراع ليس مع حماس وحدها، بل يجب مواجهة المحاولات الدولية والإقليمية للتلاعب بالقضية الفلسطينية”.

ومثلما سُئل الناشط عمر عساف عن سبب عدم دعوة القيادة لاجتماعات الأمناء العامين للفصائل أو اجتماعات على مستوى منظمة التحرير الفلسطينية،

قال البرغوثي “للأسف، هناك غياب كبير للقيادة الفلسطينية، وهذا يجعلها ضعيفة أمام الضغوط الدولية والإقليمية التي تمارس ضغوطًا للحصول على مزيد من التنازلات”.

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى