الاخبار العاجلةسياسة

أمين عام الجماعة الإسلامية بلبنان للجزيرة نت: سنواصل مقاومتنا دفاعا عن لبنان وغزة

بيروت- بينما يتصاعد التوتر على طول حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة إثر تبادل القذائف بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” في غلاف غزة، كان لافتا تقدم قوى وفصائل أخرى في إطلاق الصواريخ نحو أهداف عسكرية إسرائيلية.

فبعد أيام قليلة من اشتداد العدوان الإسرائيلي على غزة وتوازيا مع تبادل القصف بين حزب الله وجيش الاحتلال، الذي توسع نطاقه على طول الخط الأزرق من الناقورة حتى جبل الشيخ، شهدت الحدود الجنوبية للبنان عمليات تسلل لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

كما شهدت نحو 4 عمليات بين تسلل وإطلاق صواريخ لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعملية إطلاق صواريخ، قبل يومين، كانت لافتة في رمزيتها لـ”قوات الفجر” الجناح العسكري التابع للجماعة الإسلامية في لبنان.

وأعلنت الجماعة حينها عن توجيه ضربة صاروخية استهدفت مواقع “العدو الإسرائيلي” في الأراضي المحتلة وتحقيقها إصابات مباشرة.

واعتبر مراقبون أن صواريخ “قوات الفجر” -رغم محدودية أثرها في المعركة المرشحة إلى انفجار الجبهة بين لبنان وإسرائيل- حملت رسائل سياسية وعسكرية.

وتراوحت هذه الرسائل بين تحذير جيش الاحتلال من تعدد القوى والفصائل الجاهزة لمواجهته على جبهته الشمالية إلى جانب حزب الله، وبين مساعي الحزب لكسب أوسع غطاء بالداخل اللبناني، طائفيا وسياسيا، في معركة عنوانها القضية الفلسطينية ودفاعا عن قطاع غزة.

ويجد محللون أن دور الجماعة الإسلامية، كطرف عقائدي سني كان الجناح اللبناني لحركة الإخوان المسلمين، تراجع وخفت في المشهد السياسي الداخلي. لكن الجماعة الإسلامية بعد تأسيسها الرسمي في ستينيات القرن الماضي، كانت من المؤسسين الفاعلين “للمقاومة الإسلامية” في لبنان.

وتروي بعض مراجع الجماعة أن أحد معسكراتها كانت مركزا لتدريب شباب من حزب الله، لا سيما أن “المقاومة الإسلامية” التي انطلقت بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، في يونيو/حزيران 1982، كانت بجناحين، الأول لـ “قوات الفجر” الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، والثاني كان لشباب من جنوب لبنان مهدوا لإطلاق حزب الله رسميا سنة 1983.

وفي حوار مع الجزيرة نت، تحدث أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ محمد طقوش عن “قوات الفجر” وأسباب إعادة تنشيطها مؤخرا إلى جانب حزب الله على الحدود مع فلسطين المحتلة، إضافة إلى رؤية الجماعة لعملية “طوفان الأقصى” ومآلات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفيما يلي نص الحوار:

في العام الأول للاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، أطلقت الجماعة الإسلامية في لبنان شرارة الجهاد والمقاومة ضد هذا الاحتلال خاصة في مدينة صيدا وألحقت به خسائر كثيرة واختارت اسم قوات “الفجر” تيمنا بالآية الكريمة “والمغيرات صبحا”.

فـ”قوات الفجر” هي الجناح المقاوم للجماعة الإسلامية منذ العام 1982. وظل هذا الجناح عاملا طيلة فترة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب والبقاع الغربي، وكان له دور بتحرير القسم الأكبر من لبنان سنة 2000.

كما أن هذا الجناح ظل عاملا بعد اندحار قوات الاحتلال عن لبنان، خاصة أن قسما من أراضي أهلنا في بلدات العرقوب -ولنا فيها حضور وازن- ما زال محتلا في مزارع شبعا، وكان لهذا الجناح دور بارز في رد عدوان العام 2006 .

ودور هذا الجناح، هو العمل من أجل الدفاع عن أهلنا في هذه القرى المتاخمة للحدود من ناحية، والعمل على تحرير الأراضي المحتلة من ناحية أخرى.

  • في السنوات الماضية، جرى الحديث كثيرا، لا سيما في لبنان، عن تراجع دور الجماعة الإسلامية السياسي، فما الرسالة التي توجهها الجماعة، داخليا وإقليميا، بتوجيه ضربات صاروخية نحو مواقع لجيش الاحتلال؟ 

الضربات الصاروخية التي تم توجيهها مؤخرا، تدخل في إطار الرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا وقرانا، حيث تم استهداف قرى وبلدات ومساجد في الجنوب، وارتقى شهداء من المدنيين والصحفيين، هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية، هي في إطار دعم أهلنا في غزة للتأكيد على أنّهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة.

أما فيما يخص الدور السياسي والحضور، فالجماعة ما زالت موجودة وفاعلة في البيئتين الوطنية والإسلامية، رغم محاولات الحصار التي مورست عليها، كما أنها ما زالت فاعلة في المشهد اللبناني، وتعمل على لم شمل الساحة الإسلامية السنية.

الجماعة الإسلامية بلبنان أعلنت توجيه ضربة صاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية في الأراضي المحتلة وتحقيقها إصابات مباشرة
الجماعة الإسلامية بلبنان أعلنت توجيه ضربة صاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية في الأراضي المحتلة (رويترز)
  • ما طبيعة ومستوى التنسيق بينكم وبين حزب الله والمقاومة الفلسطينية كأطراف أساسية في محور المقاومة بالمنطقة؟ وهل تدرج الجماعة ضربتها الصاروخية بإطار وحدة الساحات؟

علاقتنا جيّدة مع معظم الأطراف اللبنانية السياسية، لكننا رفضنا التموضع في أي طرف من طرفي الانقسام. نتفق مع البعض في ملفات وعناوين فنتعاون فيها، ونختلف معهم في ملفات وعناوين أخرى فنحافظ على موقفنا ونحتفظ بوجهة نظرنا ونتمسك بها. فالعلاقة والتنسيق مع أي طرف، بما فيها حزب الله، محكومة بمقدار اقتراب وانسجام موقفنا من مواقفهم في الملفات المطروحة.

ولا بد أن أذكر أن الجماعة مكوّن لبناني لها وجهة نظرها وموقفها الخاص من القضايا المطروحة محليا وعربيا وإقليميا، وهو موقف يصدر عن قناعتها وعن مؤسساتها، وهي تمثل نفسها فيما تعتقده وتعلن عنه، ومنفتحة على أي تعاون مع من يحمل قناعتها في أي ملف أو قضية دون أن يعني ذلك أنّها في هذا المحور أو ذاك.

  • هل ستواصل الجماعة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان؟

نحن حاليا في حالة دفاع عن أهلنا، ونحن حالة مقاومة لتحرير أرضنا، وبالتالي فإنّ الميدان هو من يحكم طبيعة العمل العسكري.

وما يعنينا راهنا، هو تحرير أرضنا والدفاع عن أهلنا. وفي هذا الإطار، نجد أنّ العدو في حالة اعتداء وانتهاك دائم لبلدنا. وبالتالي من حقنا ومن حق أي لبناني آخر أن يقاوم ويرد على هذه الاعتداءات.

  • بين احتمال وقوع الحرب من عدمها، ما السيناريو الأكثر ترجيحا في لبنان على وقع تصاعد وتيرة الحرب في قطاع غزة؟  

لا يمكن الجزم حاليا. لكن نحن وطّنا أنفسنا على مقاومة هذا العدو الغادر والغاشم والمجرم الذي يرتكب أبشع المجازر في قطاع غزة، وهذا الأمر ليس مقبولا ولا يمكن السكوت عنه. وبالتالي فإنّ ما يحكم الجبهة الجنوبية ومصيرها، هو رهن ما سيفعله العدو في الداخل الفلسطيني.

  • كيف تقرؤون اليوم في الجماعة الإسلامية عملية “طوفان الأقصى” وما ترتب عليها من عدوان إسرائيلي على غزة؟  

في البداية، لا بد من القول إن عملية “طوفان الأقصى” كانت حقا مشروعا للشعب الفلسطيني ومجاهديه، كرد طبيعي على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتكررة على الشعب الفلسطيني وعلى مقدسات المسلمين في القدس الشريف والأقصى المبارك، وقد حقق المجاهدون فيها نصرا كُتب منذ اليوم الأول للمعركة رغم كل الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

أمّا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والجرائم والمجازر التي يرتكبها بحق المدنيين والأطفال، وحرب التدمير الممنهج الذي يعتمده، فكلها أمور تعكس إخفاق الكيان الإسرائيلي وإحباطه وعجزه. لذا فهو يلجأ للضغط على المقاومة الفلسطينية من خلال استهداف المدنيين، ولكن ذلك لن ينفع بعد هزيمته في معركة “طوفان الأقصى”.

لذا، نرى في الجماعة الإسلامية أن معركة “طوفان الأقصى” حققت نصرا مبكرا، ومنذ الساعات الأولى لانطلاقها. فلأول مرة تسدد ضربة بهذا الحجم للعدو الإسرائيلي جعلته يفقد الثقة ببقائه، وجعلت المستوطنين يفقدون الثقة به وبقيادته السياسية والعسكرية وبالجيش، وجعلت هذا الجيش الذي كان يقال عنه إنه لا يُقهر قد قهره المجاهدون ومرّغوا أنفه وكبرياءه بالتراب.

معركة “طوفان الأقصى” وضعت حدا للوهم الذي كان سائدا بأنّ هذا الكيان لا يزول. اليوم القناعة بزوال هذا الكيان قناعة راسخة عند كل الشعوب العربية والإسلامية في ضوء هزيمة هذا الكيان في هذه المعركة. وهذه المعركة سترسم معالم المنطقة في المرحلة المقبلة.

  • مع مواصلة إسرائيل تهديدها بتنفيذ عملية برية في قطاع غزة، ما السيناريوهات المحتملة للحرب هناك؟ وما احتمالات توسعها إلى حرب إقليمية على جبهات أخرى؟

أي حرب برّية على قطاع غزّة لن تكون نزهة حتما. فالمقاومة الفلسطينية هيأت نفسها لهذه اللحظة، ولنا ملء الثقة بحديثها عن المفاجآت التي تحدثت عنها. وأما عن احتمال توسّع هذه المعركة إلى حرب واسعة، فإنّ كلّ شيء وارد وخاضع لما يجري في الميدان في غزة.

الكيان الإسرائيلي ومنذ اللحظة الأولى لإنشائه كيان قائم على الدعم المفتوح، وبدون هذا الدعم لا يمكنه أن يستمر في هذه المنطقة، ولذلك فإنّ هذا الدعم المتجدد من قبل الولايات المتحدة في هذه المعركة هدفه رفع معنويات هذا الكيان المنهارة. وحتى لا يهرب المستوطنون من فلسطين المحتلة.

أما المقاومة الفلسطينية، فقد مرّت بظروف أصعب وأعقد. ومع ذلك تمكنت من تجاوزها والاستمرار في مسيرة التحرير. في حين أنّ الظروف اليوم على الرغم من سياسة التدمير والتهجير والجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، هي أفضل وفي صالح المقاومة والشعب الفلسطيني.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى