الاخبار العاجلةسياسة

أطلقها نقيب صحفيي مصر.. هل يسمحون لـ”قافلة ضمير العالم” بفك الحصار على غزة؟

القاهرة- منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يفكر نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، ساعات طويلة مع مجلسه ودوائر عمله النقابي، في كيفية تصدي النقابة لدورها المساند للقضية الفلسطينية.

وبعد سلسلة فعاليات ومبادرات، قرر البلشي اتخاذ خطوة أكبر، حيث أطلق دعوة دولية من منبر النقابة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لتنظيم قافلة دروع بشرية تتجمع من كل أنحاء العالم عند معبر رفح المصري.

وفي بيان تلاه بصوت متأثر، أوضح البلشي أن القافلة “تسعى محمية بأجسادنا جميعا لكسر الحصار عن غزة ووقف الحرب”. لتتوجه الأنظار مجددا إلى القاهرة، وسط ترقب لردود الأفعال.

دعوة لأحرار العالم

وتضمنت الدعوة -بحسب بيان رسمي لنقابة الصحفيين- التحرك من كل أنحاء العالم إلى معبر رفح المصري في أقرب وقت ممكن، دون تحديد موعد محدد، للعبور إلى الجانب الفلسطيني وكسر الحصار عن قطاع غزة.

وقال بيان النقابة “هذه دعوة موجهة لنا، ولكم جميعا، ولكل القوى الحية، وقوى الحرية والإنسانية في العالم، للأحرار ومنظمات الإغاثة، والمنظمات الدولية، وحكماء العالم، والقوى الناعمة في كل مكان”.

وفي وقت يتصاعد النقاش في الأوساط المعنية بدعم القضية الفلسطينية بمصر، حول جدوى الدعوة، شارك البلشي -أمس الأربعاء- مع منظمة “قارب السلام” اليابانية في وقفة بميناء بورسعيد (شمال شرق) تحت عنوان “أنقذوا فلسطين.. أوقفوا الحرب على غزة” طالب فيها أحرار العالم بالتحرك لإنقاذ غزة.

وعلى صفحته بفيسبوك، جدد البلشي -اليوم- الدعوة مرة أخرى لتنظيم القافلة، قائلا “مرة أخرى نجدد الدعوة في هذا الوقت، الذي فاق فيه حجم القذائف، التي ألقاها الاحتلال وجيشه على غزة قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، بمعدل أكثر من 12 كيلوغراما من المتفجرات لكل إنسان في غزة، ولا سبيل أمامنا ولا سبيل أمام أهل فلسطين إلا الاحتماء بالإنسانية، وبأصحاب الضمائر”.

وبحسب مصدر نقابي تحدث للجزيرة نت، فإن الدعوة مازالت فكرة في مهدها، ولابد من أخذ الموافقة عليها من الجهات المعنية لإطلاق الترتيبات الخاصة بها.

 آمال محدودة

في هذا السياق، يرى النقابي ومدير تحرير صحيفة الأهرام القاهرية الأسبق كارم يحيى أن دعوة نقيب الصحفيين في حد ذاتها جيدة وفي وقتها، خصوصا أنها تتفاعل مع توجهات ضاغطة بين المجتمع المدني في العالم وليس مصر أو المنطقة فقط، لنصرة القضية الفلسطينية والمقاومة الباسلة.

اقرأ ايضاً
رغم وعود الإعمار.. مدن ليبية تصارع وحيدة تبعات العاصفة "دانيال"

وفي حديث للجزيرة نت، أضاف يحيى أنه “إذا لم يتوقف القتل في غزة فهذا معناه استمرار الضوء الأخضر لنتنياهو من الإدارة الأميركية”.

ويرجو النقابي المصري السماح للقافلة بالمرور من معبر رفح، وأن يخضع تقييم مصر لهذا الأمر لحسابات “العقل والمنطق والمصالح الوطنية والاعتبارات الإنسانية”.

بدوره، قال عضو لجنة الحريات بنقابة الصحفيين حازم حسني إن دعوة نقابة الصحفيين لتحرك الجميع بقوافل الإغاثة والمساعدات تجاه معبر رفح وإدخال المساعدات، في حماية درع بشري، هو دليل واضح على تكاتف الجميع لدعم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وفشل كل محاولات التطبيع ومحو القضية من ذاكرة الشعوب وترسيخ الأنانية بين المواطنين، بحيث يظل الشعب الفلسطيني وحده أمام الهمجية الصهيونية.

ويتوقع حسني أن “التحكم الإسرائيلي قد لا يسمح إلا لعدد محدود جدا لمرافقة القافلة ومنع الأغلبية من ذلك لإرضاء جميع الأطراف” لكنه يتمنى أن يخيب ظنه وتنجح القافلة وغيرها من القوافل.

15 1699534277
البلشي مشاركا بمؤتمر منظمة “قارب السلام اليابانية” من مدينة بورسعيد لكسر حصار غزة (مواقع التواصل)

في انتظار الموافقة الرسمية

من جهته، أوضح خالد سليم نقيب الأطباء البيطريين المصريين رئيس اتحاد الأطباء البيطريين العرب أن نقابته ستشارك في قافلة “ضمير العالم” بوفد برئاسته، وأن الجميع حاليا في انتظار الموافقة الرسمية من مؤسسات الدولة المصرية والتنسيق مع الجانب الآخر.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال سليم “مهما كانت المخاطر، سنذهب بمجرد انتهاء الترتيبات، ولا مانع أن نصبح شهداء”.

وأضاف أن فكرة الدعوة بدأت خلال نقاشه مع البلشي حول ضرورة تشكيل وفد شعبي يذهب إلى قطاع غزة للتضامن على الأرض وليس عن بعد، حتى تطورت الفكرة لدعوة قافلة “ضمير العالم” التي أطلقتها نقابة الصحفيين.

بدورها، ترى أمين عام نقابة أطباء مصر السابق منى مينا أن قافلة “ضمير العالم” صيحة إنسانية أطلقها نقيب الصحفيين لجمع نشطاء العالم بقوة التضامن الإنساني، في مواجهة كارثة إنسانية متصاعدة بقطاع غزة ولا يتحرك أحد بجدية لكسرها.

وتتوقع مينا -في حديثها للجزيرة نت- أن الدعوة في حالة الإعلان عن ترتيباتها النهائية ستلقى قبولا واسعا في أوساط مصر والعالم، مؤكدة أن القافلة المقترحة باتت خطوة أساسية لمواجهة الحصار.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى