رياضة

على عكس دعمهما لأوكرانيا.. فيفا ويويفا يواصلان الصمت تجاه العدوان على غزة

يواصل الاتحادان الدولي لكرة القدم (فيفا) والأوروبي (يويفا) صمتهما إزاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر.

ولليوم الـ39، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و240 قتيلا، بينهم 4 آلاف و630 طفلا، و3 آلاف و130 امرأة، فضلا عن 29 ألف مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الاثنين.

فيفا ويويفا -اللذان لم يصبرا سوى أيام معدودة لمنع روسيا من الفعاليات الكروية القارية والدولية عقب حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022- ما زالا يغضان الطرف عن إسرائيل رغم مرور 39 يوما على قصفها المتواصل للمدنيين والمستشفيات والمدارس وحتى الملاعب في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.

وأصدر يويفا حينها أول بيان بعد مرور 5 ساعات على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أدان خلاله العملية بشدة معربا عن قلقه بشأن الأمن في أوروبا والعالم.

وفي 27 فبراير/شباط 2022، أعلنت الأمم المتحدة مقتل 64 مدنيا أوكرانيا وإصابة 176 آخرين، بينما أعلن فيفا في التوقيت ذاته عدم السماح بإقامة أي مباراة دولية في روسيا.

واليوم التالي رابع أيام العملية الروسية، أعلن فيفا ويويفا حرمان أندية روسيا ومنتخبها من المشاركة في البطولات التي ينظمانها قاريا ودوليا.

في المقابل، بصرف النظر عن عدم فرضهما عقوبات على منتخب إسرائيل وأنديتها بعد 39 يوما من الهجوم، يواصل هذان الاتحادان صمتهما وتجاهل الهجمات الإسرائيلية على المساجد والمدارس والمستشفيات في غزة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني.

وفي تناقض فج لم يُذكر شهداء غزة أو العدوان الإسرائيلي عليها مرة في ملاعب أوروبا، رغم أن هذه الساحات نفسها كانت تتزاحم بها يافطات الدعم لأوكرانيا والتنديد بالغزو الروسي، حتى باتت عبارة “الدعم لأوكرانيا” ملازمة للمشاهد في جميع المباريات بمختلف المسابقات القارية والمحلية في القارة العجوز والعالم.

ولم يكن شعار الدعم لكييف فقط حاضرا الملاعب بل ارتفع شعار الجيش الأوكراني بدوري أبطال أوروبا، عن طريق الأوكراني رومان ياريمتشوك لاعب بنفيكا البرتغالي.

وبعد تسجيله هدفا في مرمى أياكس أمستردام الهولندي، احتفل ياريمتشوك بالكشف عن قميص يحمل شعار جيش بلاده، ولم يتعرض لأي عقوبة أو تأنيب أو حتى إنذار.

صمت قاتل

وعن رفع الشعارات السياسية في الملاعب، يشرح الكاتب آرون بستاني بتغريدة ما جرى ويجري بهذا الإطار “هناك معايير مزدوجة واضحة في تأييد الإرهاب ضد أهداف مدنية من قبل أوكرانيا (وهو ما يمكن للمرء أن يجادل بوضوح بأنه مبرر.. فهم يواجهون الاحتلال) وإدانته من قبل الفلسطينيين. أولئك الذين يقاتلون أعداءنا في حرب تحرير، والآخرون الذين يقاتلون حلفاءنا إرهابيون”.

وفي إطار المعايير المزدوجة، تسابق الرياضيون العالميون ونجوم الصف الأول والفرق الكبيرة بأوروبا والعالم لإعلان دعمهم لأوكرانيا ضد العدوان الروسي، لكن الصمت القاتل ساد عالم الساحرة المستديرة عندما يستخدم الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة في غزة، إلا من قلة قليلة من الرياضيين القادرين على تحمل عواقب مواقفهم.

ويلخص الأكاديمي والكاتب خالد بيضون كل ما سبق بعبارتين: إن الأوكرانيين الذين يدافعون عن عائلاتهم “مقاتلون أحرار” وإن الفلسطينيين الذي يفعلون الأمر نفسه في غزة “إرهابيون”!!

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى