اخبار فلسطين

كيف انتهت الحرب الإعلامية بالتأثير على الرأي العام في الغرب

كيف استطاع الاعلام العربي ان يتغلب على اسرائيل في الحرب الإعلامية ؟ وكيف استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي ان تؤثر على الرأي العام في الغرب وقلبه ضد اسرائيل؟

إن نشر الصور ومقاطع الفيديو لمقتل المدنيين في فلسطين في وسط الحرب الإعلامية دفع أنصار إسرائيل إلى استنتاج مفاده أن الرأي العام الأمريكي يتعاطف مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، مما جعل القلق من تأثيرها على الانتخابات الأمريكية المقبلة في تزايد.

أظهر استطلاع رأي حديث من جامعة ماريلاند وشركة إبسوس أن هناك موجة من الدعم من قبل الشبان الأمريكيين لإسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر. في هذا الاستطلاع، تم سؤال المشاركين عما إذا كانوا يرغبون في أن تلعب إسرائيل دورًا وسيطًا في فض النزاع بين إسرائيل وفلسطين. أجاب 43٪ بإيجابية، بينما اعتبر 48٪ أنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تتحيز لأي طرف. وكان 31٪ من المشاركين قد قالوا إنهم لن يصوتوا لصالح بايدن في الانتخابات المقبلة.

تحول تفكير الجمهور الأمريكي نحو الفلسطينيين خلال الحرب الإعلامية مهم لأن التركيز الأولي لوسائل الإعلام الأمريكية كان تمامًا على الخسائر التي تكبدتها حماس على المدنيين الإسرائيليين. كانت هذه القضية التي أدت إلى تكوين تلاحم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولكن في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على غزة وخسائر المدنيين الفلسطينيين، حدث تغيير في موقف الأمريكيين.

حملة اثرياء إسرائيليين للمساعدة في الحرب الإعلامية

الحرب الإعلامية الاسرائيلية
الحرب الإعلامية الاسرائيلية

في هذه الظروف، ناقش مليارديرو وول ستريت وهوليوود في الأسابيع الأخيرة خطة لإنفاق 50 مليون دولار حول حملة إعلامية تركز على “تعريف حماس للشعب الأمريكي كمنظمة إرهابية” والفوز بـ الحرب الإعلامية.

أطلق ملياردير العقارات المدعو “بري استرنليخت” هذه الحملة بعد هجمات 7 أكتوبر في إسرائيل وأطلق الحملة من خلال بريد إلكتروني أرسله إلى العديد من أثرياء العالم، يبحث فيه عن مليون دولار للمساعدة المالية.

كتب في البريد أن هدف الحملة هو “تمييز بين معاداة السامية والفلسطينيين”، حيث يركز وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية بشكل متزايد على تغطية القتلى في غزة، مما يحذر من فقدان التضامن والدعم لإسرائيل.

أعرب هذا الملياردير الإسرائيلي عن قلقه العميق من تأثير تغيير الرأي العام الأمريكي، وأشار إلى أن هذا التغيير تأثر بالمشاهد المؤلمة للمدنيين الفلسطينيين، الأمر الذي قد يهتز بتماسك التضامن الحالي مع إسرائيل في المجتمع العالمي.

تغيير الرأي العام في امريكا ووقوفه مع فلسطين

الرأي العام في امريكا
الرأي العام في امريكا

على الرغم من أنه حتى قبل هجوم حماس على إسرائيل، كانت هناك اختلافات جيلية واضحة في النهج الأمريكي تجاه إسرائيل، إلا أن هذه الفوارق كانت تعكس تفاوتًا بين اليهود الأمريكيين الكبار في السن والشبان. ولكن التحليلات الحالية تشير إلى وجود علامات بارزة على أن هذا الهوة بين اليهود الأمريكيين قد اتسعت منذ بداية التصعيد الحالي.

على سبيل المثال، أظهرت نتائج استطلاع أجري في عام 2020 أنه بالمقارنة مع 69٪ من الأفراد البالغين من العمر 65 عامًا أو أكثر الذين يحملون وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل، يمتلك فقط 41٪ من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا وجهة نظر إيجابية. وفيما بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 49 عامًا، كان 49٪ يحملون وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل، بينما كانت نسبة 60٪ بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 64 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، يحمل 30٪ من الجمهوريين وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل مقارنة بـ 49٪ من الديمقراطيين.

في مارس 2023، أظهر استطلاع آراء أنصار الديمقراطيين تأييدًا بنسبة 49٪ للفلسطينيين مقابل 38٪ للإسرائيليين. في عام 2022 أيضاً، أُجري استطلاع آراء بين البالغين الأمريكيين الذين أظهروا أن غالبية المشاركين (52٪) يحملون وجهة نظر إيجابية تجاه “الشعب” الفلسطيني، بينما كانت نسبة 28٪ تحمل وجهة نظر إيجابية تجاه “حكومة” فلسطين. وظهر تفاوت مماثل في دعم إسرائيل، حيث كانت 67٪ تحمل وجهة نظر إيجابية تجاه شعب إسرائيل، بينما كانت 48٪ تحمل وجهة نظر إيجابية تجاه حكومة إسرائيل.

يُشير الاختلافات الجيلية والحزبية في آراء الأمريكيين حول فلسطين أو إسرائيل إلى أن هذه الاختلافات قد تكون لها تأثير على الانتخابات المستقبلية في الولايات المتحدة. تؤثر هذه الاختلافات الجيلية والحزبية على وجهات نظر الناس حول السياسة العامة، كما أظهر استطلاع حديث من جامعة كوينيبياك في نيو إنجلاند أن الأمريكيين البالغين من العمر 65 سنة فما فوق يدعمون بشكل أكبر (69٪ مقابل 23٪) إرسال المساعدات العسكرية لإسرائيل، بينما يعارض الشبان بشدة هذا الدعم، حيث كان 29٪ فقط يوافقون عليه.

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى