الاخبار العاجلةسياسة

نيويورك تايمز: ردود الفعل العنيفة على الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل تهدد حرية التعبير

أثار فيلم وثائقي أميركي من إنتاج يهود يساريين، يتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، انقساما حول إسرائيل بين العديد من اليهود الأميركيين ذوي الميول اليسارية، بحسب مقال رأي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية للكاتبة ميشيل غولدبيرغ.

وذكر المقال أن الفيلم يركز في جزء كبير منه على ناشطة يهودية تدعى سيمون زيمرمان تربت منذ نشأتها لتكون صهيونية مخلصة، لكنها ما لبثت أن بدأت التشكيك في معتقداتها حتى عندما كانت تدافع عن إسرائيل في جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي. وقد حدث هذا التغير في قناعاتها بعدما وقفت على الواقع “المفزع” الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال.

ضد الحرب الإسرائيلية

وأسست زيمرمان منظمة (IfNotNow) -وتعني “إن لم يكن الآن”- وهي جماعة يهودية مناهضة للاحتلال كانت في طليعة العديد من الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وتشير غولدبيرغ في مقالها إلى أن الفيلم -وهو بعنوان “الإسرائيلية”- من إخراج إيرين آكسلمان وسام إيليرتسن اللذين ينتميان لجيل زيمرمان نفسه، وأكدا للكاتبة أنه بروايتهما قصة سيمون إنما يسردان جانبا من قصص جيلهما.

وعندما حاول الطلاب اليهود التقدميون في جامعة بنسلفانيا عرض الفيلم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفضت إدارة الجامعة السماح لهم بذلك خوفا من “رد فعل سلبي محتمل في الحرم الجامعي” كما قيل. غير أن الطلاب تمكنوا من عرض الفيلم، ويواجهون الآن احتمال خضوعهم لإجراءات تأديبية من قبل الإدارة.

عرض الفيلم رغم تذرع الإدارة

ولفتت الصحفية الأميركية في مقالها إلى أن كلية هانتر في نيويورك ألغت هي الأخرى في الشهر الماضي، عرض فيلم “الإسرائيلية”، وتذرعت الرئيسة المؤقتة للكلية، آن كيرشنر، بما سمته “خطر الخطاب المعادي للسامية والمثير للانقسام”. ولكن في غمرة غضب موظفي الكلية وطلابها، تقرر عرض الفيلم في أحد أيام الأسبوع الحالي، طبقا لغولدبيرغ.

اقرأ ايضاً
النوم 3 ساعات والتناوب لصلاة التراويح.. الجزيرة نت تزور مواقع المرابطين في مخيم جنين

وانتقدت الكاتبة رفض بعض إدارات الجامعات في الولايات المتحدة عرض فيلم وثائقي يروي قصص يهود يساريين ومن إنتاجهم، بحجة أنه لا يبدي اكتراثا بإسرائيل. واعتبرت أن هذه الذريعة توضح مدى الارتباك الذي تشهده حرية التعبير الأكاديمي في هذه الآونة.

وأضافت أنه منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أثارت “النزعة النضالية القوية المناصرة للفلسطينيين” من جانب العديد من نشطاء الجامعات، حالة من الذهول وسط المراقبين الذين شعروا كما لو أن “هوة أخلاقية” قد انفتحت بين المؤسسة الليبرالية وأبنائها.

جلسة استماع بالكونغرس

وأوضحت غولدبيرغ أن ردود فعل عنيفة على النشاط المؤيد للفلسطينيين، آخذة في الازدياد، مضيفة أنه من المقرر أن يمثل في وقت لاحق اليوم الثلاثاء رؤساء جامعتي بنسلفانيا وهارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أمام الكونغرس في جلسة استماع بعنوان “محاسبة قادة الحرم الجامعي ومواجهة معاداة السامية”.

وكشفت كاتبة المقال أن كبار المانحين تخلوا عن تمويل العديد من الجامعات والكليات، للسبب نفسه، ونقلت عن المخرج آكسلمان القول “من الواضح أن صعود نبرة معاداة السامية أمر حقيقي فعلا”، مشيرا إلى أن “هناك أناسا -لا سيما من اليمين المؤيد لإسرائيل- يستخدمون بلا مبالاة كلمة معاداة السامية، ويرمون بها أي شخص ينتقد إسرائيل، فلسطينيا كان أو يهوديا، وقد رأينا هذه الظاهرة تتسارع بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى