سياسة

كارولين غينيز تتسبب بأزمة دبلوماسية بين بلجيكا وإسرائيل

تسببت تصريحات كارولين غينيز وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية حول انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين في إثارة أزمة دبلوماسية مع تل أبيب، وفي الوقت نفسه نالت إعجابًا من قبل الجانب الفلسطيني، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام البلجيكية.

في مقابلة مع صحيفة دي مورغن المحلية، أدلت كارولين غينيز بتصريحات تتعلق بقتل الأطفال الفلسطينيين، ومسح القرى بأكملها من الخريطة، وتدمير المدارس والأحياء التي يمولها الاتحاد الأوروبي.

وبناءً على المعلومات المتاحة على موقع الصحيفة البلجيكية “إتش إل إن”، يُلاحظ أن وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية، كارولين غينيز، استمرت في التمسك بموقفها الذي أدى إلى نشوب مشكلة دبلوماسية بين بلادها وإسرائيل. تصريحاتها حول القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والوضع في فلسطين استقطبت اهتمامًا دوليًا وأثارت جدلاً واسعًا، حيث تم الترحيب بها من قبل بعض الأطراف واستنكارها من قبل الأخرى.

ذكرت الصحيفة أن المتحدث باسم وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية، أعرب عن موقف بلاده الثابت بشأن قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال المتحدث: “بلجيكا تعتبر دائمًا دعم حل الدولتين هو السبيل الأمثل للتوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط. إننا نؤمن بأهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ولهذا السبب نعبر عن رفضنا لأي ضغوط تمارس على هذه المبادئ الأساسية في أي مكان بالعالم”.

العام الأكثر دموية

حساب كارولين غينيز على تويتر

في تصريحاتها، التي نشرتها بعدة لغات عبر حسابها على منصة “إكس” (التي كانت تُعرف سابقًا بتويتر)، أعربت كارولين غينيز عن استنكارها للأحداث الدامية التي شهدتها منطقة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عام 2023. وقالت: “يعتبر عام 2023 بالأسف العام الأكثر دموية في هذا الصراع منذ فترة طويلة، حيث راح ضحيته 218 فلسطينيًا و28 إسرائيليًا، ومن بين هؤلاء الفلسطينيين، نجد أن 34 طفلًا تم قتلهم”.

اقرأ ايضاً
طلبا تعاونا إستراتيجيا مع الولايات المتحدة.. الجزيرة نت تنشر تفاصيل اجتماعي الدبيبة وحفتر برئيس "سي آي إيه"

وأضافت: “لاحظنا أيضًا تدميرًا منظمًا للبنية التحتية على الجانب الفلسطيني خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى خروج مجتمعات بأكملها من منازلها. غالبًا ما تم تمويل تلك البنية التحتية بشكل مشترك من خلال الدعم الدولي، وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيدًا ويؤدي إلى استنفاد الموارد بسرعة مع تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة”.

وأضافت الوزيرة: “باقية ملتزمة بالإدانة لهذا العنف، احترامًا لجهود المجتمع الدولي في تحقيق السلام والاستقرار. وبالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تجرى محادثة جادة مع السفير الإسرائيلي بشأن هذا الموضوع في السابع من سبتمبر/أيلول الجاري”.

وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية تؤيد كارولين غينيز

بدورها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان رسمي بتصريحات كارولين غينيز. وأكدت أن هذه التصريحات تتماشى تمامًا مع القانون الدولي والقرارات الدولية الشرعية، وتدعم حل الدولتين ومبادئ حقوق الإنسان بشكل قوي.

كارولين غينيز
صورة كارولين غينيز

وفي سياق متصل، قامت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بإدانة الهجوم الإسرائيلي الذي وصفته بأنه “بشع وغير مبرر”، والذي استهدف الوزيرة البلجيكية وتصريحاتها. تُظهر هذه الإدانة القلق العميق من الاعتداء على الحرية الشخصية وحقوق الإنسان، وتسليط الضوء على أهمية حماية الأفراد والمسؤولين الدوليين أثناء تعبيرهم عن آرائهم وتصريحاتهم بما يتوافق مع قوانين الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن الهجوم الإسرائيلي يمكن تصنيفه ضمن سياق الدعاية التضليلية ومحاولات ترهيب الأفراد والجهات التي تنتقد سياسات دولة الاحتلال. وأشارت إلى أن هذه المحاولات تهدف إلى إلغاء حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم تاريخي، وعمليات قمع وتنكيل واضطهاد وتمييز عنصري. وأكدت أن هذه الوقائع تم مُوثقها ومُسجلها من قبل عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية الموثوقة، بما في ذلك المنظمات الإسرائيلية والأميركية والأوروبية.

وفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” ففي وقت سابق من يوم الجمعة، قامت تل أبيب باستدعاء جان لوك بودسون سفير بلجيكا لديها، للتعبير عن استنكارها الشديد لتصريحات الوزيرة البلجيكية كارولين غينيز.

من ناحية اخرى ذكرت سفيرة إسرائيل لدى بروكسل إيديت روزنزفايغ-أبو في تصريح نشرته على حسابها على منصة إكس (تويتر سابقاً) أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد قامت بالاحتجاج لدى السفير البلجيكي وطلبت توضيحات بشأن تصريحات وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية كارولين غينيز.

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى