مجتمع

منصات العمل الحر.. طاقة الأمل للباحثين عن عمل

 

◄ الحمزة: العمل عن بعد يزيد التركيز والمرونة والتوازن بين الحياة والعمل

◄ الزعابي: ترتفع فعالية العمل عن بعد عند الإيمان بالتحول الذكي للأعمال

الخليلي: العمل عن بعد يسير باستحياء في الدول العربية

الرؤية- ريم الحامدية

يُؤكد عددٌ من مديري الموارد البشرية أن العمل عن بعد عبر منصات العمل الحر، أصبح من الخيارات الفعَّالة التي لجأ إليها كثير من الباحثين عن عمل خصوصا بعد توجه الكثير من الشركات إلى هذا الأمر في ظل جائحة كورونا، بالإضافة إلى لجوء بعض الموظفين إلى العمل عن بعد أيضًا بهدف تحسين الدخل الشهري.

وفي ظل التطور التكنولوجي، أصبح العمل عن بعد منافسا قويا لبيئة العمل والتوظيف التقليدية التي تفرض على الموظفين ساعات عمل تصل إلى أكثر من 40 ساعة أسبوعيا، في حين أن العمل الحر يوفر المرونة والحرية في اختيار طبيعة العمل ووقت التنفيذ والتسليم.

وظهرت في الآونة الأخيرة العديد من المنصات التي تمكن الباحثين عن عمل من طرح خدماتهم، وتمكن مديري المؤسسات من الوصول إلى أصحاب المواهب والخبرات والإمكانيات التي يحتاجون إليها، لتتوفر بذلك المصلحة للطرفين.

ويرى علي الخليلي أن منصات العمل عن بعد تعتبر من الطرق الحديثة التي شهدت انتشارا واسعا وسريعا في الدول الأجنبية، إلا أن انتشارها يأتي على استحياء في الدول العربية على الرغم من فعالياتها في توفير فرص عمل لأصحاب المهارات والخدمات المتنوعة والإبداعات المختلفة، مشيرا إلى أن الكثيرين يتخذون من منصات العمل عن بعد مصدر دخل أساسي مثل الأعمال الحرة، كونها توفر العديد من المميزات مثل حرية اختيار توقيت التنفيذ والتسليم والتعديل.

ويقول إن سبب عدم انتشار منصات العمل عن بعد في العالم العربي وسلطنة عمان على وجه الخصوص، هو انعدام الثقة بين الطرفين نظرا لعدم وجود الغطاء القانوني الذي يلزم الطرفين، بالإضافة إلى عدم وجود ضمانات على جودة العمل، مؤكدا أنه من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تطورا في هذا المجال لأن المؤسسات الحديثة وخاصة الصغيرة والمتوسطة تحتاج لبعض الاستشارات والأعمال لوقت محدد دون التعاقد مع موظفين براتب ثابت، كما أن الطرف الذي يقدم الخدمة ستكون له الحرية الكاملة في التعامل مع أي شخص أو أي مؤسسة سواء محليا أو دوليا.

ويتابع: “العمل الجزئي في وقتنا الحالي ينظر إليه على أنه مهم جدا فيجب على الأفراد ألا يعتمدوا على مصدر دخل واحد، والأعمال الجزئية هي أحد المساعدات المهمة لتنويع مصادر دخل الفرد، وعلى كل فرد أن يكون له عمل جزئي خارج نطاق عمله الأساسي، ومن المهم أن يكون هذا العمل الجزئي مصاحبا للشغف، بمعنى أن يكون هواية وشغفا لكي يكون دافعا للعمل خارج ساعات العمل الأساسي، وفي أوقات الفراغ”.

وينصح الخليلي الشباب بالتحرر من أنماط العمل التقليدية، وأن يطلق كل فرد العنان لمهاراته ومواهبه ويثبت نفسه عن طريق ما يقدمه من خدمات وإبداعات عبر منصات العمل الحر، لأن العالم أصبح قرية واحدة يمكن لأي شخص التنقل فيها مثلما شاء، والوصول إلى منصات عالمية وعملاء دوليين، مؤكدا أنَّ الأمر يتطلب من الشباب التركيز على مهارة معينة يحبها ويتقنها ويطورها، ليتمكن بعد ذلك من تقديم خدماته لكل المؤسسات والأفراد وأن ينافس بقوة في هذا المجال.

ويذكر: “الشاب الباحث عن عمل لا يجب عليه انتظار الوظيفة الثابتة، وفي المقابل يمكنه العمل وهو في بيته لمؤسسات أو أفراد عالميا، فمثلا قد يكون الخريج مهندساً وفي نفس الوقت مبدعا في مجال التصميم ومن خلال إبداعه وشغفه يستطيع تقديم خدماته عن بعد من خلال منصات العمل عن بعد، وهذه المنصات يكون لها طرق تقييم لمقدمي الخدمات مما يمكن لمقدم الخدمة أن يرتقي في التقييم ويكون سعره بالساعة مرتفعًا وله شهرة واسعة مع مرور الأيام، لذلك نشجع وننصح الباحثين عن عمل بالبحث في منصات العمل عن بعد عن فرص حقيقية قد تكون مستقبلا لهم”.

اقرأ ايضاً
الرياض تستضيف معرض تصاميم "ذا لاين" في الدرعية

من جهته، يعتبر سعيد الراشدي أن الشخص الذي يريد تحسين دخله عليه أن يقتنص الفرصة في ظل الانتشار الواسع لمنصات العمل الحر، ويقوم بالتسجيل في هذه المنصات والتسويق لمهاراته وإبداعاته، معتبرا أن موقع Upwork.com وموقع Freelancer.com هما الأشهر في هذا المجال ويحظون بشهرة واسعة في سلطنة عمان، مضيفا أنه يؤيد فكرة العمل الجزئي لأنها تتماشى أحيانا مع سياسات واحتياجات بعض المؤسسات وتزيد من نسبة التوظيف، كما أنها تعد من الإيجابيات لصالح الموظف الذي يريد العمل بدوام جزئي في أوقات فراغه لزيادة الدخل الشهري.

ويقدم الراشدي نصيحته للشباب قائلاً: “على الباحثين عن عمل التفكير خارج الصندوق من خلال البحث عن فرص وظيفية غير مألوفة، ومن خلال هذه المواقع يمكن الحصول على فرص مثل العمل بعقد دائم عن بعد، العمل على مشروع معين يطابق مهاراتك، أو العمل بشكل مؤقت بالساعات”.

ويتطلع بدر الزعابي إلى توفير فرص حقيقية عبر منصات العمل عن بعد في الفترات المقبلة، وأن يمتلك أصحاب المؤسسات إيمانا تاما بالتحول الذكي للأعمال، لكنه يرى وجود العديد من التحديات في الوقت الحالي في ظل قلة فرص العمل والاعتماد على العمل التقليدي والمباشر.

وعن المنصات التي تحظى بشهرة واسعة في عمان، يبين: لم يلفت نظري أي شيء حتى الآن، الكل يجتهد ولكن الثقافة العامة والعوامل المؤثرة لازالت تؤثر على ذلك، وعند تقديم نصيحة للباحث عن عمل لفرص عمل غير تقليدية لابد أولاً من تهيئة تلك الأرض الخصبة التي تساعده على أن يذهب بمهاراته ويستطيع حصد نتاج أعماله، وبالتالي في الوقت الراهن على الباحث عن عمل تحسين وتطوير مهاراته لكي يكون الأفضل في مجاله لكي يقتنص الفرص، وأن يخرج من النظام التقليدي للبحث عن وظيفة من خلال الاستعانة بكل البرامج المتاحة والمواقع والحسابات والبحث بجدية والجهد والعطاء والتواصل المستمر”.

ويضيف الزعابي أنه على الباحثين عن عمل تنفيذ أفكار ومشاريع تتماشى مع تخصصاتهم ومهاراتهم لتكون هذه الأمور سلاحا يستخدمه في التسويق لكفاءته وما يمتلكه من خبرات.

ويتحدث أسامة الحمزة عن إيجابيات وسلبيات العمل عن بعد، قائلا: “الأشخاص الذين يعملون عن بعد غالبا ما يشعرون بتوتر أقل وأكثر تركيزًا، كما يتمتعون بالمرونة في جداولهم ويستطيعون الموازنة بين الحياة والعمل، ولكن في الجانب الآخر يكون الموظف  منعزلا عن زملائه مما قد يسبب فجوة التواصل الفعال بين الموظفين، كما أنه من السلبيات صعوبة بناء ثقافة شركة عبر منصات العمل عن بُعد”.

ويقول إن السنوات الأخيرة وبعد جائحة كورونا أصبحت ثقافة العمل عن بُعد خيارا شائعا ينافس الوظائف التقليدية، مشجعًا الشباب الباحثين عن العمل على دخول سوق العمل الحر والمنصات المتاحة في الأسواق المحلية والعالمية.

 

منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى