عبدو “العقل المدبر” لتأهل موريتانيا التاريخي بكأس أفريقيا على حساب الجزائر
قد لا يكون اسم أمير عبدو معروفا في عالم التدريب لكنه بات العقل المدبر لمفاجئتين لم تكونا في الحسبان ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، بعد أن قاد جزر القمر وموريتانيا إلى أدوار خروج المغلوب في نسختين متتاليتين.
ولم تكن الدولتان قريبتين حتى من تحقيق ذلك قبل تولي عبدو (51 عاما) للمهمة، لكن قدرته على تشكيل وحدة متماسكة والاستفادة من اللاعبين المغتربين لتحسين حظوظهم جعل من المدرب الفرنسي المولد أشبه بأيقونة في كأس الأمم.
وفي المناسبتين، فاز المنتخبان تحت قيادته على عمالقة القارة السمراء، إذ تغلبت جزر القمر 3-2 على غانا في النسخة التي أقيمت في الكاميرون قبل عامين، وفي النسخة الحالية المقامة في ساحل العاج فازت موريتانيا 1-صفر على الجزائر، وفي الحالتين ودعت غانا والجزائر البطولة مبكرا.
📍 أبــيــدجــان
الـمـرابطون 🇲🇷 يصلون صباح اليوم الخميس إلى العاصمة الإيفوارية؛ حيث سيواجهون منتخب الرأس الأخضر 🇨🇻 يوم الاثنين المقبل، لحساب الدور ثمن النهائي من كأس أفريقيا للأمم 2023. pic.twitter.com/amo9vLmXE4
— FFRIM – عربي (@ffrim_AR) January 25, 2024
وستكون مهمته التالية مع موريتانيا في دور الـ 16 من كأس الأمم أمام الرأس الأخضر في أبيدجان الأحد، وهي المواجهة التي ينظر إليها باعتبارها فرصة للتقدم أكثر في البطولة.
وقال عبدو لمحطة “كنال بلوس” التلفزيونية الفرنسية بعد الفوز على الجزائر “ما نشهده أمر غير عادي، قلت للاعبين إنهم كتبوا التاريخ لموريتانيا”.
وأضاف “فزنا على أمة عظيمة للغاية في كرة القدم، تمكنا من الفوز على الجزائر التي تفوقنا بشدة على المستوى الفردي. لكن على المستوى الجماعي، أظهر الفريق رغبة كبيرة وكان منضبطا للغاية. انتصارنا مستحق جدا”.
📸 | صور الحصة التدريبية الأولى للمنتخب الوطني 🇲🇷 في أبيدجان، استعداداً لمباراة الرأس الأخضر 🇨🇻 في ثمن نهائي “كـان 2023”. pic.twitter.com/F8h1ihhCfW
— FFRIM – عربي (@ffrim_AR) January 25, 2024
صفات مميزة
وواحدة من أبرز صفات عبدو هي قدرته على أخذ مجموعة من اللاعبين المغمورين وصهرهم في بوتقة فريق واحد يمكنه على أقل تقدير أن يكون قادرا على المنافسة.
فعل ذلك مع جزر القمر في ظهوره الأول بكأس الأمم قبل عامين، حين كان ثالث أدنى فريق تصنيفا من بين 24 منتخبا في البطولة، لكنه تأهل إلى دور الـ16 قبل أن يخسر 2-1 أمام الكاميرون البلد المضيف.
وقد نقل الروح نفسها إلى موريتانيا، التي لم يسبق لها حتى التعادل في مباراة بكأس الأمم الأفريقية قبل الفوز على منتخب الجزائر بطل 2019 يوم الثلاثاء الماضي.
هدف للتاريخ! ⚽️
🇲🇷 هدف موريتانيا عن قُرب في مرمى الجزائر والذي كتب للمرابطين أول فوز لهم في #أمم_إفريقيا_2023 📹#TotalEnergiesAFCON2023 | @ffrim_AR pic.twitter.com/W4hJeWUCDT
— CAF – عربي (@caf_online_AR) January 24, 2024
ولم تكن مسيرته التدريبية اعتيادية، إذ بدأ في تدريب الأطفال بعدما أنهت إصابتان في الرباط الصليبي للركبة مسيرته كلاعب مبكرا.
وارتقى بهدوء في مصاف كرة القدم الفرنسية للهواة، بداية في أجين ثم في غولفيش قبل أن يتولى تدريب جزر القمر في 2014.
ومع جزر القمر، عمل ليس فقط على تدريب اللاعبين وإنما على تنظيم سفر الفريق وحتى ملابسه.
وأحيانا كان عليه أن ينفق من ماله الخاص لمساعدة الفريق، وكان لا يزال يعمل بدوام جزئي حتى 2017 عندما حصل على عرض براتب شهري قدره 2000 دولار ليترك وظيفته في أجين.