الاخبار العاجلةسياسة

تحذيرات ترامب من “حمام الدم”.. عنف سياسي أم كارثة اقتصادية مقبلة؟

واشنطن – يعرّف قاموس ميريام ويبستر الشهير لفظ “blood bath” بطريقتين، الأولى على أنه “مذبحة عظيمة – منافسة، أو صراع شرس، أو عنيف، أو مدمر”، في حين يشير التعريف الثاني إلى أنه “كارثة اقتصادية كبرى”.

واختارت الغالبية العظمى من وسائل الإعلام الأميركية استخدام التعريف الأول عند إشارتها لما قاله المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب في تجمع انتخابي حاشد في ولاية أوهايو.

وقال ترامب “سيكون حمام دم للبلاد، سيكون هذا أقل ما في الأمر، لكنهم لن يبيعوا تلك السيارات هنا، إنهم يبنون مصانع ضخمة”، وجاءت كلمات ترامب في إطار حديثه عن فرض تعريفات جمركية ضخمة على السيارات الصينية الساعية لدخول السوق الأميركية.

U.S. House of Representatives Speaker Nancy Pelosi visits Armenia
الديمقراطية نانسي بيلوسي حذرت من أن تنبؤ ترامب بـ”حمام دم” يعني أنه سيكون هناك حمام دم (رويترز)

الديمقراطيون يهاجمون

وقال جيمس سينغر، المتحدث باسم حملة إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، في بيان إن “هذا هو دونالد ترامب، الخاسر الذي انهزم بأكثر من 7 ملايين صوت”.

وأضاف “بدلا من العمل على جذب ناخبين له، يضاعف تهديداته بالعنف السياسي. إنه يريد 6 يناير/كانون الثاني آخر، لكن الشعب الأميركي سيمنحه هزيمة انتخابية أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني، لأنه يواصل رفض تطرفه وعاطفته للعنف وتعطشه للانتقام”.

وحذرت رئيسة مجلس النواب السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي، في حديث لها صباح الأحد مع شبكة سي إن إن، من دلالات تنبؤ ترامب بـ”حمام الدم” في حال عدم انتخابه.

وقالت بيلوسي “تنبؤ ترامب بحمام دم، ماذا يعني ذلك؟ سوف يكون هناك حمام دم. هناك شيء خاطئ هنا. أنا أحترم الشعب الأميركي وطيبته، لكن كم يجب أن يرى من ترامب كي يفهم أنه لا يعكس قِيم بلدنا؟ إنه يمتدح هتلر، إنه يمتدح الروس”.

الجمهوريون يدافعون

وسرعان ما قفز حلفاء ترامب للدفاع عنه، وأصروا على أنه كان يتحدث فقط عن الدمار المحتمل لصناعة السيارات إذا خسر في الانتخابات، وليس عن العنف والدماء بشكل عام.

وفي محاولة لتوضيح تعليق الرئيس السابق، قالت المتحدثة باسم حملة ترامب كارولين ليفيت لشبكة إن بي سي إن “سياسات بايدن ستخلق حمام دم اقتصادي لصناعة السيارات وعمال السيارات”.

اقرأ ايضاً
نقاط إستراتيجية ومستوطنات منذ النكبة.. ما المواقع التي استهدفها "طوفان الأقصى"؟

وقال السناتور بيل كاسيدي (جمهوري من ولاية لويزيانا)، في مقابلة تلفزيونية صباح الأحد، إن تصريحات ترامب حول إمكانية حدوث “حمام دم” إذا لم تتم إعادة انتخابه هو ما يجعل بعض الناخبين قلقين بشأن فترة ولاية ثانية في المنصب، في إشارة إلى احتمال إعادة انتخاب بايدن.

لكنه أضاف أن وسائل الإعلام تذهب “بعيدا جدا” في تغطية التصريحات، قائلا إنه كان يمكن حمل كلام ترامب على أنه تحذير من “حمام دم” اقتصادي، بدلا من حمله على العنف السياسي، معتبرا أن “وسائل الإعلام الرئيسية تساهم في البلبلة” حيث “يشوهون ما يقول”.

وبالمبدأ نفسه، اعتبر السناتور الجمهوري مايك راوندز أن “حمام دم ترامب يتعلق بصناعة السيارات الأميركية، فهو كان يتحدث لعمال السيارات، ويريهم أو يخبرهم بالانكماش الاقتصادي الذي يمكن أن يحدث لهم”.

كما رفض النائب الجمهوري مايك تيرنر حجة البيت الأبيض بأن الرئيس السابق دونالد ترامب هدد بالعنف السياسي خلال تجمعه في أوهايو بتعليقاته حول وجود “حمام دم” إذا لم يتم انتخابه، مؤكدا أن ترامب كان يتحدث عن صناعة السيارات، وأن كلماته أُخرجت من سياقها.

وقال أليكس فايفر، المتحدث باسم حملة ترامب، إن “جو بايدن يسمح للصين بالسيطرة على صناعة السيارات، ويتم تسريح الأميركيين يمنة ويسرة. إنها كارثة اقتصادية لا يستطيع سوى الرئيس دونالد ترامب تغييرها”.

وعلى منصة إكس، غرد مالكها أيلون ماسك مدافعا عن الرئيس السابق تراب، وقال إن الإعلام يكذب.

في حين أشار المعلق آيان ميلز شيونج إلى أن الإعلام أخرج كلمات ترامب من سياقها، وغرّد على منصة إكس يقول “كان يتحدث بوضوح شديد عن صناعة السيارات قبل وبعد استخدام الكلمة. عليك أن تكون مخادعا للغاية لإخراج ما يقوله من سياقه، وهذا بالضبط ما تفعله وسائل الإعلام. كلهم يركضون بالكذبة نفسها”.

وأرفق شيونج صورا من المواقع الإلكترونية لصحيفة نيويورك تايمز، وشبكة سي إن إن، وشبكة إن بي سي، وغيرها، تشير إلى مغالطات وعدم الإشارة لسياق حديث ترامب.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى