اخبار فلسطينسياسة

امريكا لا تريد وقف اطلاق النار في غزة ! لكن لماذا؟

لماذا لا تستخدم امريكا نفوذها لـ وقف اطلاق النار في غزة وما هي مصالحها؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط منذ عقود صراعًا معقدًا ومستمرًا بين الدولة الإسرائيلية والشعب الفلسطيني ولكنها اصبحت في اوجها في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة والذي بدأ منذ عدة اسابيع. ورغم المطالبات الدولية المتعددة لـ وقف اطلاق النار في غزة والتسوية السلمية وتحقيق العدالة، إلا أن هذا العدوان ما زال مستمرًا في تكبيد الأبرياء خسائر بشرية ومادية فادحة. يثير هذا السيناريو تساؤلًا حاسمًا: هل تمتلك الولايات المتحدة القدرة على وقف اطلاق النار في غزة ؟ وإذا كانت كذلك، لماذا لا تستفيد من هذه القوة للقيام بذلك؟

القدرة الأمريكية:
الولايات المتحدة تعتبر إحدى القوى العظمى العالمية وتمتلك نفوذًا دوليًا هائلًا، وهي تمتلك القدرة على ممارسة ضغوط دبلوماسية واقتصادية كبيرة على الأطراف المتصارعة في النزاع. يمكن للولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها للضغط على الحكومة الإسرائيلية لـ وقف اطلاق النار في غزة، والتفاوض لتحقيق تسوية دائمة وعادلة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للولايات المتحدة تقديم دعم اقتصادي وتنموي للفلسطينيين بهدف تحسين ظروف حياتهم وتعزيز اقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة.

لماذا لا تريد امريكا وقف اطلاق النار في غزة

امريكا لا تريد وقف اطلاق النار في غزة
امريكا لا تريد وقف اطلاق النار في غزة

تبدو الإرادة السياسية الأمريكية لـ وقف اطلاق النار في غزة مفقودة لكن لماذا. هناك عدة أسباب تفسر هذا الأمر:

  1. العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل: تمتلك إسرائيل مكانة خاصة في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتتلقى دعمًا دبلوماسيًا وعسكريًا كبيرًا من الولايات المتحدة. هذه العلاقة الوثيقة تمثل عائقًا رئيسيًا أمام أي محاولة أمريكية لفرض وقف اطلاق النار في غزة او تسوية تلبي مطالب الجانب الفلسطيني.
  2. الضغوط الداخلية: هناك تأثيرات سياسية ولوبيات تعارض أي جهد أمريكي لممارسة الضغوط على إسرائيل بغض النظر عن القضايا الإنسانية والسياسية في فلسطين. هذه الضغوط الداخلية تجعل من الصعب على السياسيين الأمريكيين اتخاذ إجراءات قوية.
  3. فرصة لاحياء النفوذ الامريكي في المنطقة: بعد ان كان النفوذ الامريكي في المنطقة قد اصبح شبه معدوماً فقد اتت الفرصة للولايات المتحدة ان تثبت وجودها.
  4. التخلص من عدو اسرائيل: الأن وقد خسرت الولايات المتحدة والغرب ماء وجهه فيما يتعلق بالدفاع عن حقوق الانسان، فان وقف اطلاق النار في غزة لم يعد له معنى، فهي تسعى الأن للتخلص من عدو اسرائيل اللدود للحد من الخسائر.
اقرأ ايضاً
مونديال قطر فضح بالبث الحي فشل إسرائيل في تسويق التطبيع

الأميركيون يريدون نصب خيمتهم في المنطقة من خلال نافذة فلسطين المحتلة وحرب غزة، وأولوية المقاومة يجب أن تكون منع التصعيد ووجود المحتل الأميركي في المنطقة. وباعتبار أن إدارة المعركة ضد الشعب الفلسطيني هي مسؤولية الأميركيين، فإن الضغط الأكبر سيمارس على الأميركيين من قبل محور المقاومة.

اذاً لماذا طالب بلينكن بوقف مؤقت؟

بلينكن غزة

بينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يجتمع مع القادة الإسرائيليين للحث على “وقف مؤقت إنساني” في غزة، كثفت إسرائيل قصفها للأراضي الفلسطينية، وضربت المستشفيات وسيارات الإسعاف والمدنيين الفارين إلى بر الأمان.

ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن “الهدنات الإنسانية” غير كافية لوقف المذبحة في غزة، حيث أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن جرائم حرب محتملة.

قال آدم شابيرو، مدير المناصرة لإسرائيل وفلسطين في منظمة الديمقراطية للعالم العربي الآن (DAWN): “من الواضح أن هذا غير كافٍ تمامًا وربما لا يكون مستدامًا بمرور الوقت. “إنه نوع من النهج السخيف تجاه هذا الأمر”.

“لا أعرف من الذي يقدم المشورة القانونية للإدارة الأمريكية، لكن إذا كانوا يعتقدون أن هذه طريقة للتعويض عن القانون الإنساني الدولي، فهم مخطئون بشدة. هذا غير شرعي.”

وأضاف شابيرو أن الدعوة إلى وقف اطلاق النار في غزة مؤقتاً تمهد الطريق أيضًا لصراع مفتوح دون مساءلة أو تكلفة سياسية لإسرائيل.

وأثناء وجوده في إسرائيل يوم الجمعة، قال بلينكن إن وقف القتال مؤقتا سيسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وحماية المدنيين الفلسطينيين، وتمكين الدبلوماسية من إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس.

وقال للصحفيين: “نعتقد أن كل هذه الجهود سيتم تسهيلها من خلال الهدنة الإنسانية، ومن خلال الترتيبات على الأرض التي تزيد من الأمن للمدنيين وتسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فعالية واستدامة”.

وكان البيت الأبيض قد قال في وقت سابق إن أي وقف لإطلاق النار سيكون “محليا”، وهو هدف أقل طموحا بكثير من تحقيق وقف كامل لإطلاق النار.

في حين وقبل أسبوعين، استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد اقتراح في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة إنسانية.

كما ذكرنا فانه على الرغم من أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على وقف الصراع بين إسرائيل وفلسطين، إلا أن الإرادة السياسية لـ وقف اطلاق النار في غزة مفقودة. لحل هذا الصراع المستمر، يجب على المجتمع الدولي والجماعات المدنية العمل جميعًا على زيادة الضغط على الولايات المتحدة والأطراف الأخرى للعمل نحو تحقيق السلام والعدالة في الشرق الأوسط.

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى