رؤساء شركات ومالكو استثمارات كبرى.. لاعبو كرة قدم حققوا ثراء فاحشا بعد الاعتزال
بعد نهاية مسيرتهم الكروية، عادة ما يفضّل أغلب نجوم كرة القدم عدم الابتعاد عن المستطيل الأخضر، وتولي مهام جديدة إما في التدريب والعمل الفني أو التسيير الإداري، في حين يختار بعضهم التعاقد مع شبكات تلفزيونية للعمل في التحليل الفني للمباريات.
لكن عددا قليلا من مشاهير الكرة، سلكوا طريقا أخرى أبعد ما تكون عن الكرة ونجحوا في مراكمة الثروات ليتحولوا إلى مليارديرات بقدر أكبر بكثير مما كانوا عليه قبل الاعتزال.
ولا تبدو الثروة والنجاح بالنسبة إلى هؤلاء مقتصرة على الاحتراف في كرة القدم أو التدريب والعمل الفني، فهذه اللعبة لم تكن الدجاجة التي تبيض ذهبا لكثير من نجوم الساحرة المستديرة، الذين استطاع عدد منهم أن يصبح نموذجا يحتذى به لمدراء شركات مرموقة ومالكي استثمارات تدر عليهم أموالا طائلة لم يكونوا ليحلموا بها، حتى لو استمرت مسيرتهم الكروية لعقود أخرى.
ومن بين هؤلاء المليارديرات الذين اختاروا خوض غمار مجالات بعيدة عن المستطيل الأخضر، يأتي النجم الإسباني جيرارد بيكيه، الذي خاض حياة كروية لافتة، وشكل نموذجا ملهما لكثير من اللاعبين الشبان، إلا أنه لم يكتف بتلك المسيرة الأسطورية مع الجيل الذهبي للفريق الكتالوني، بل دخل مجال الاستثمارات الكبيرة بإنشاء شركات حولته إلى واحد من أشهر رجال الأعمال في إسبانيا.
وفي ما يلي يرصد التقرير أشهر النجوم الذين راكموا ثروات طائلة بفضل الاستثمار خارج كرة القدم وإنشاء مؤسسات ناجحة في مجالات أبعد ما تكون عن الكرة.
الإسباني جيرارد بيكيه.. مسيرة لافتة واستثمارات خيالية
ويعد قائد برشلونة السابق جيرارد بيكيه (بطل العالم 2010، وبطل أوروبا 2008 و2012 مع منتخب إسبانيا) واحدا من النجوم الذين حققوا شهرة لافتة بفضل النجاح في إدارة الأعمال وتسيير شركات كبرى حولتهم إلى مليارديرات.
وخط بيكيه اسمه بأحرف ذهبية في تاريخ كرة القدم، لكنه مع ذلك حقق نجاحا لافتا في ريادة الأعمال، وذلك بإنشاء شركات تجارية كبرى تفرعت إلى مؤسسات أخرى راكم فيها المدافع الإسباني السابق ثروة طائلة.
وأسس بيكيه عام 2017 مجموعة “كوسموس” للاستثمار، المختصة في التسويق والرعاية بميدان الرياضة، ونجح في إقامة شراكة مع الاتحاد الدولي للتنس، ليكون شريكا في كأس “ديفيس” للتنس إلى جانب تمويل مشاريع أخرى.
وبجانب كونه أحد مالكي نادي “أندورا” الناشط في دوري الدرجة الثالثة الإسباني، أنشأ بيكيه شركات لبيع النظارات الطبية والمشروبات، وأخرى لتصنيع اللحوم العضوية.
وعام 2022، أطلق بيكيه مسابقة دوري الملوك لكرة القدم بـ7 لاعبين في إسبانيا، الذي اجتذب بفضله عديدا من نجوم كرة القدم الكبار ومنشئي محتوى الإنترنت ومنصات التواصل.
مارتن برايثوايت.. مهاجم مغمور ورجل أعمال رائد
لم تكن مسيرة المهاجم الدانماركي مارتن برايثوايت لافتة في الدوري الإسباني، وحتى انتقاله إلى برشلونة عام 2020 كان حدثا عابرا لم يحظ بكثير من الأهمية.
وخلافا لمسيرته الكروية المتواضعة جدا مع أنديته السابقة ليغانيس وبرشلونة وإسبانيول بالدوري الإسباني وغريميو البرازيلي حاليا، يبدو المهاجم الدانماركي واحدا من أثرى لاعبي كرة القدم في العالم.
وفي 2021 أدرجت مجلة “فوربس” العالمية برايثوايت ضمن قائمة أغنى الرياضيين في العالم، إذ إنه يمتلك ثروة طائلة بفضل استثماراته في سوق العقارات في الولايات المتحدة.
كما يمتلك المهاجم، الذي خاض 69 مباراة مع منتخب بلاده، علامة تجارية للملابس، إضافة إلى سلسلة مطاعم يديرها بنفسه.
الفرنسي ماتيو فلاميني.. ثراء بفضل الكيمياء
لم يكن ماثيو فلاميني، لاعب خط وسط أرسنال وميلان السابق، اسما لامعا في الكرة العالمية رغم تتويجه بألقاب مع فريق “المدفعجية”، لكن في مقابل ذلك يبدو أن اللاعب الفرنسي واحد من أنجح رجال الأعمال وأثراهم بفضل إنشائه -بعد أشهر من الاعتزال- شركة لصناعة الكيمياء الحيوية.
وفي عام 2010، أسس فلاميني مع شريكه باسكوالي جراناتا شركة أطلقا عليها اسم “كيميكالس”، وتقدر قيمة أرباحها بما يزيد على 28 مليار دولار.
وتعد الشركة رائدة في إنتاج حمض الليفولينيك، وهو وقود مصنوع من مخلّفات النباتات يمكن استخدامه في صناعة البلاستيك، كما يمكن أن يحل محل البترول لإنشاء جميع أنواع المشتقات البلاستيكية من نفايات الخشب أو بقايا الذرة.
وعام 2018، تم اختيار النجم الفرنسي (40 عاما) قائدا عالميا شابا من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي الـ17، كما اعتُبر أثرى لاعب كرة قدم في العالم، إذ قدرت بعض التقارير ثروته بأكثر من 30 مليار يورو، وهو ما نفاه اللاعب السابق في مارس/آذار 2018، مؤكدا أن ما تم تداوله بعيد عن القيمة الحقيقية لثروته.
ولعب فلاميني، الذي يعد ضمن قائمة أغنى 400 شخص في فرنسا، لأندية مرسيليا وأرسنال وميلان بين 2003 و2019، كما خاض 3 مباريات مع المنتخب الفرنسي الأول.
الفرنسي لويس ساها.. نجم “الشياطين الحمر” مثال الاستثمار الناجح
قرر لويس ساها، المهاجم الفرنسي السابق لمانشستر يونايتد استخدام خبرته لإنشاء منصة عالمية “أكسيس ستارز” التي تعنى بتقديم الاستشارة للاعبي كرة القدم وسائر الرياضيين الشبان بهدف حسن اختيار مشاريعهم سواء خلال فترة نشاطهم أو بعد الاعتزال، وحماية اللاعبين من الاحتيال المالي، ويحصل على عمولة بنسبة 15% على الصفقات التي يتم تسهيلها عبر المنصة.
وكشفت مصادر عدة أن صافي ثروة لويس ساها (46 عاما)، بفضل شركة ” أكسيس ستارز”، وصل إلى نحو 5.8 مليارات دولار في العام الحالي، أي أكثر بكثير مما جمعه خلال فترة احترافه في أندية إيفرتون ومانشستر يونايتد وفولهام بين عامي 1997 و2013.
الإنجليزي ديفيد بيكهام.. ثروة 500 مليون دولار
يعرف النجم الإنجليزي بأنه أحد أكبر المساهمين في ملكية نادي إنتر ميامي الأميركي، الفريق الحالي للنجم ليونيل ميسي، لكن ثروة القائد السابق لمنتخب الأسود الثلاثة لم تكن نابعة عن امتلاكه أسهما في إنتر ميامي، بل من إنشائه شركات عقارية في الولايات المتحدة وإنجلترا والإمارات وغيرها من البلدان.
كما يدير بيكهام (49 عاما) عدة شركات أخرى في قطاعات تجارية جعلت صافي ثروته يفوق 500 مليون دولار.
وتماما مثل أناقته على المستطيل الأخضر في تجربته اللافتة مع كبرى الأندية الأوروبية مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد، يعد بيكهام أحد أكثر الرياضيين نجاحا في عالم الأعمال، إذ إنه الوجه الإعلامي لعلامة السيارات الفاخرة مازيراتي.
كما يملك بيكهام عدة عقود رعاية مع أكبر الشركات الرياضية، ووصل عقد شراكته مع إحداها إلى 175 مليون يورو.
السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.. استثمار في العطور
أطلق النجم زلاتان إبراهيموفيتش أسطورة كرة القدم في السويد، والنجم السابق ليوفنتوس وإنتر وميلان وباريس سان جيرمان، شركة عطور للرجال والنساء تحمل اسمه بالتعاون مع صانع العطور العالمي أوليفييه بيشو.
وفي عام 2016، أنشأ زلاتان علامته التجارية الخاصة للملابس الرياضية “إيه- زد” التي تتضمن بعض التصميمات التي نفذها بنفسه.
ويعد النجم السويدي واحدا من أثرى 10 لاعبي كرة قدم بثروة تناهز 400 مليون دولار.
نجوم طرقوا أبواب الاستثمار قبل الاعتزال
وفضلا عن هؤلاء النجوم الذين انتهت مسيرتهم الكروية واستعاضوا عنها بإدارة شركات كبرى، يخطط عدد من اللاعبين الحاليين للدخول بدورهم مجال الاستثمارات التجارية الرائدة، ومن بين هؤلاء الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي شارف مشواره الكروي الأسطوري على النهاية.
ويمتلك بطل كأس العالم 2022 حصة في “سوراري” الشركة الناشئة، في مجال لعبة كرة القدم الخيالية، التي تتخذ من باريس مقرا لها، وقُدرت قيمتها بنحو 4.3 مليارات دولار، ولديها أكثر من مليوني مستخدم في أكثر من 185 دولة.
واستثمر ميسي (37 عاما) أمواله أيضا في العقارات، إذ يمتلك عديدا من العقارات والفنادق الفاخرة في إسبانيا والأرجنتين، وفي مسقط رأسه بمدينة روزاريو.
ومثلما هو الأمر داخل المستطيل الأخضر، هناك تنافس بين ميسي وكريستيانو رونالدو في مجال الاستثمارات ومراكمة الثروات.
إذ يمتلك رونالدو كثيرا من العقارات الفاخرة ومجموعة من الفنادق في عدة دول من العالم، من بينها المغرب والبرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة وغيرها، وتعرف باسم العلامة التجارية “”بيستانا سي آر 7” أي الأحرف الأولى له والرقم المميز على قميصه.
كما يغنم البرتغالي ثروة طائلة بفضل حساباته الرسمية على منصات التواصل وموقع يوتيوب.
والتحق النجم الفرنسي لريال مدريد كيليان مبابي بدوره بنجوم الاستثمار حتى وهو لم يتخط بعد عامه الـ25.
ويملك مبابي أسهما في شركة ترفيهية تدعى “دبليو إم إي سبورتس” في لوس أنجلوس، وهي شركة تستهدف دعم الشباب للتركيز على الرياضة والموسيقى والفن والتكنولوجيا والثقافة.