كشفت دراسة تدقيق داخلي أن إنشاء مدينة نيوم السعودية من المتوقع أن تكلف ما يقرب من 9 تريليون دولار ويستغرق استكماله أكثر من 5 عقود.
وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ)، توصلت المراجعة الداخلية المقدمة إلى مجلس إدارة نيوم في الصيف الماضي إلى أن مشروع مدينة نيوم السعودية الضخمة من المقرر أن يستغرق وقتًا أطول بكثير من المتوقع، وسرعان ما يتحول إلى استنزاف للموارد المالية، مع التأخير وتجاوز الميزانية التي يعاني منها المشروع.
وبالمقارنة مع التكلفة الأولية البالغة 500 مليار دولار التي تم تحديدها سابقًا لاستكمال مشروع مدينة نيوم السعودية، فإن التكلفة الجديدة المتوقعة من خلال المراجعة تصل إلى 8.8 تريليون دولار، ويقال إن المشروع يواجه أيضًا 55 عامًا أخرى من البناء.
تبلغ هذه التكلفة أكثر من 25 ضعف الميزانية السنوية للمملكة العربية السعودية، حيث تبلغ قيمة صندوق الثروة السيادية السعودي، صندوق الاستثمارات العامة، 925 مليار دولار فقط.
ووجدت المراجعة بشكل خاص أن التناقضات كانت سببها إلى حد كبير المديرون التنفيذيون في نيوم الذين وضعوا خطة عمل المشروع بناءً على افتراضات مفرطة في التفاؤل وغير واقعية، لا سيما من أجل تبرير الزيادة في تقديرات التكلفة. ووفقاً للتدقيق، كان هناك “أدلة على التلاعب المتعمد” من قبل “بعض أعضاء الإدارة”.
وقد مكّن ذلك بعض الشركات التي تعاقدت معها نيوم من الحصول على قدر هائل من الأرباح من عقودها، ومن الأمثلة على ذلك شركة الاستشارات ماكينزي آند كومباني، التي يقال إنها كسبت أكثر من 130 مليون دولار سنويًا مقابل خدماتها ومشاركتها في تخطيط مشروع مدينة نيوم السعودية وتنفيذها.
ويأتي الكشف عن عملية التدقيق في وقت تعرضت فيه نيوم في السنوات الأخيرة بشكل متزايد لاضطراب بسبب عدم الاستقرار والتغيرات في القيادة والتخفيضات الكبيرة بسبب نقص الأموال، فضلاً عن الفضائح المتعلقة بسجلها في مجال حقوق الإنسان وسوء الإدارة المزعوم.
افتتاح “سندالة”، أول مشروع يتم إنجازه في مدينة نيوم السعودية
أعلنت نيوم، عن افتتاح مشروعها السياحي الفاخر، سندالة، أولى وجهات السياحة الفاخرة التي تُنجزها المملكة في مدينة نيوم السعودية العملاقة المستقبلية.
في بيان صادر عن نيوم يوم الأحد، أعلنت عن افتتاح سندالة كأول واجهة عرض مادية، ستكون بمثابة بوابة نيوم إلى البحر الأحمر، مما يُتيح سهولة الوصول لمالكي اليخوت الأوروبيين والسعوديين والخليجيين.
وفي بيان صادر عن الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، نظمي النصر، أكد أن “نيوم ملتزمة بدعم عصر السياحة الفاخرة الجديد في المملكة، مع افتتاح سندالة”، مضيفًا أن “وجهة نيوم الافتتاحية تُقدم للزوار لمحة أولى عما يحمله المستقبل لمحفظتنا الواسعة من الوجهات والمشاريع”.
تشمل مرافق الجزيرة فنادق ومنتجعات فاخرة، ومطاعم راقية، ومجموعة متنوعة من مناطق الترفيه والتواصل. بمساحة 840,000 متر مربع، من المتوقع أن تستقبل سندالة ما يصل إلى 2,400 ضيف يوميًا بحلول عام 2028، وقد تمت دعوة الدفعة الأولى من الضيوف والترحيب بهم في سندالة لتجربة سحر الجزيرة.
يأتي افتتاح سندالة بعد عامين تقريبًا من إعلان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن المشروع كجزء أساسي من مشروع مدينة نيوم السعودية ورؤية المملكة 2030 الأوسع.
يُعد هذا المشروع أول مشروع يُنجز حتى الآن، ويأتي في وقت اضطرت فيه الحكومة السعودية مؤخرًا إلى تقليص بعض مشاريع نيوم الأخرى بشكل كبير، مثل مشروع “ذا لاين”، وسط نقص في الاستثمارات والتمويل.
المصدر: ميدل ايست + رأي الخليج