تفجير عبوة ناسفة يقتل 3 جنود في شمال العراق
في حادثة جديدة ضمن سلسلة الهجمات التي تستهدف القوات العراقية، لقي ثلاثة جنود مصرعهم إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبة عسكرية تابعة للجيش العراقي في شمال العراق يوم الأحد. وقع الهجوم في منطقة تقع بالقرب من مدينة توز خورماتو، التي تبعد حوالي 175 كيلومترًا (110 أميال) شمال العاصمة بغداد، وفقًا لما ذكرته مصادر من الشرطة والمستشفيات المحلية.
تفاصيل الهجوم:
وفقًا للمصادر الأمنية والطبية، أصيب اثنان من الجنود بجروح بالغة الخطورة في الهجوم، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. الهجوم، الذي وقع أثناء مرور القافلة العسكرية على أحد الطرق السريعة، يعد جزءًا من سلسلة الهجمات التي تستهدف القوات العراقية بشكل متكرر في المناطق الشمالية.
لا توجد جهة معلنة عن مسؤوليتها:
على الرغم من أن الهجوم لم يُعلن عن تبني أي جهة مسؤوليته مباشرة، تشير العديد من المصادر الأمنية إلى أن داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) هو الجهة المحتملة التي تقف وراء الهجوم. فالتنظيم لا يزال نشطًا في العديد من المناطق العراقية، خاصة في المناطق الوعرة والنائية التي يصعب على القوات العراقية فرض السيطرة الكاملة عليها. وبحسب ما ذكره مسؤولان أمنيان عراقيان، لا يزال مسلحو داعش في المنطقة ينفذون هجمات كرّ وفرّ على الرغم من الهزيمة العسكرية التي مني بها التنظيم في عام 2017.
استمرار تهديد خلايا داعش:
ورغم الإعلان الرسمي عن هزيمة تنظيم داعش في العراق في عام 2017 بعد حملة عسكرية مكثفة شنتها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي، لا يزال التنظيم يواصل نشاطاته الإرهابية في بعض المناطق. ويكمن التحدي الرئيس في استمرار وجود خلايا نائمة تابعة للتنظيم في المناطق الجبلية والمناطق التي تعاني من قلة السيطرة الأمنية.
تستغل هذه الخلايا النقص في القوى الأمنية المحلية لتوجيه ضربات خاطفة ضد القوات العراقية والمرافق الحكومية. ويعتمد داعش في هجماته على أسلوب التفجيرات والكمائن على الطرقات، وهو أسلوب يزيد من صعوبة مكافحته، ويضاعف من معاناة المدنيين والقوات العسكرية على حد سواء.
وضع الأمن في شمال العراق
منطقة شمال العراق، التي تضم مدنًا مثل توز خورماتو و كركوك و الموصل، تعتبر من أكثر المناطق توترًا في البلاد بسبب وجود مزيج من العوامل السياسية والطائفية والعرقية. هذه المناطق شهدت في الماضي صراعات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين من مختلف الفصائل. كما أن القرى والمدن الواقعة بين القوات الحكومية وقوات البيشمركة الكردية تمثل بيئة خصبة للجماعات المسلحة، ما يجعل من الصعب على السلطات العراقية تأمين هذه المناطق بشكل كامل.
محاولات مكافحة الإرهاب:
في ظل هذه التحديات الأمنية، تعمل القوات العراقية باستمرار على تعزيز وجودها في المناطق المتضررة. تشمل هذه الجهود تكثيف العمليات العسكرية ضد بقايا تنظيم داعش، فضلاً عن التعاون مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. لكن، على الرغم من هذه الجهود، يبقى خطر الهجمات الإرهابية قائماً بسبب الطبيعة المتقلبة للأوضاع الأمنية في تلك المناطق.
تُعد العمليات النوعية ضد الجماعات المسلحة مثل داعش من أولويات الحكومة العراقية، التي تحاول الحفاظ على الاستقرار في مناطق الشمال. ومع ذلك، تظل الأوضاع معقدة، وتتطلب المزيد من التنسيق بين مختلف الأطراف الأمنية والسياسية لتأمين البلاد بشكل شامل.
الخلاصة:
يشير الهجوم الذي وقع يوم الأحد في توز خورماتو إلى استمرار التهديدات الأمنية في العراق، حتى بعد سنوات من هزيمة داعش. ورغم أن التنظيم قد فقد معظم أراضيه في العراق، إلا أن خلاياه النائمة لا تزال تشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن الوطني. إن الجهود المستمرة لتأمين المناطق المضطربة والحد من نشاطات الجماعات المسلحة تعتبر أساسية لضمان استقرار العراق، وتستلزم تعاونًا وثيقًا بين القوات العراقية والمجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب بشكل فعال.
يبقى الأمل في تحقيق استقرار طويل الأمد في شمال العراق مرهونًا بتطوير القدرات الأمنية وتعزيز التماسك الداخلي بين مختلف القوى الوطنية في مواجهة التحديات الإرهابية المستمرة.
المصدر: الجزيرة + رأي الخليج